استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

استفتاء كردستان

الثلاثاء 19 سبتمبر 2017 06:09 ص

حين يدور الحديث عن الاستفتاء الذي يريد أكراد العراق بزعامة مسعود برزاني إجراءه، بغاية إعلان استقلال إقليمهم، وإقامة دولة كردية عليه، فإن الأمر لا يمكن حصره في حقوق قومية خاصة بالأكراد قد تكون مشروعة، وإنما بمشروع سياسي له من التداعيات والارتدادات الشيء الكثير على العراق المبتلى بالحروب، وعلى المنطقة كلها، لا بل وعلى الأكراد أنفسهم.

ينطلق مسعود برزاني في مشروعه لإجراء الاستفتاء، ومن ثم إعلان الدولة الكردية، من قراءة مؤداها أن الوضع الصعب الراهن للدولة العراقية التي تخوض حرباً ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، ومن حالة «السيولة» السياسية الراهنة في البلاد، فرصة مؤاتية لاقتناص ما كان الأكراد يحلمون به دائماً، وهو أن تكون لهم دولتهم، فالجيش العراقي بالتشكيلات الرديفة له، المشغول باستعادة الأراضي المحتلة من «داعش»، ليس في وضع يمكنه من خوض حرب ضد الأكراد لمنعهم من المضي في ما يطمحون إليه، وبالتالي فإنهم قادرون على تأسيس أمر واقع على الحكومة العراقية، وعلى دول الجوار، وحتى على القوى الدولية الكبرى، كالولايات المتحدة، والدول الأوروبية.

الوضع «المميز» للإقليم، الناجم عن الاستقرار الأمني الذي تحقق له خلال العقدين، وحتى الثلاثة الأخيرة، أي منذ سنوات حكم صدام حسين، بعد أن فرض الأمريكان منطقة حظر جوي على الإقليم، لحمايته من غارات الطيران العراقي آنذاك، وحجم المكاسب السياسية التي جناها الأكراد بعد إسقاط صدام، ضاعفت من «الأوهام» لدى بعض النخب السياسية الكردية في إمكانية المضي أبعد لفرض دولة كردية.

لكن ثمة أموراً موضوعية أقوى منهم يجري تجاهلها بإمعان، بينها أن المسألة الكردية ليست أمراً خاصاً بالعراق وحده، فالأكراد موجودون بكثافة في تركيا وإيران، وإلى حد ما في سوريا أيضاً، والدولتان الأوليان بالذات لن تقفا متفرجتين على ما ينوي أكراد العراق المضي فيه، لأن ذلك يعني، بداهة، تشجيع ميول الانفصال لدى المواطنين الأكراد فيهما.

من جهة أخرى، فإن الجيش العراقي اليوم لم يعد هو نفسه كما كان قبل 3 أو 4 سنوات، إذ أعيد بناء صفوفه وقدراته، واكتسب خبرة يعتد بها من حروبه الأخيرة ضد «داعش»، فضلاً عن أن ميلشات "الحشد الشعبي" بات بمثابة «الجيش» الرديف المجهز بشكل جيد، ما يجعل من إمكانية التصدي بالقوة للمشروع الكردي أمراً ممكناً، ولا أحد يريد للعراق، بعربه وكرده، وغيرهم، أن يدخل في حرب جديدة، فالبلد مثخن بالفائض من الحروب والنزاعات، فضلاً عن الفتن الطائفية.

الأمل في أن تتحلى النخب السياسية العراقية سواء في كردستان، أو في بغداد، بالحكمة والعقلانية، وتدرك أن الطريق الوحيدة التي تجنب البلاد المزيد من الدماء، والتضحيات، والفوضى، هي في الحوار وتحقيق التسويات الممكنة.

د. حسن مدن

 

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

العراق استفتاء كردستان النخب السياسية العراقية التسويات الممكنة المسألة الكردية تركيا إيران السيولة السياسية الدولة العراقية