كشف وزير الدفاع التركي، «نور الدين جانيكلي»، أن شركات ألمانية وأمريكية تفرض «حظرا» على صادرات غيارات السلاح إلى بلاده، ولوح باستخدام القوة العسكرية لوقف استفتاء الانفصال الذي يسعى إقليم كردستان العراق لإجرائه.

وقال «جانيكلي»: «شركات أمريكية وألمانية عديدة تفرض حظرا غير معلن على تزويدنا بقطع غيار عسكرية، وتماطل في تسليمها لنا»، حسب ما نقلت عنه وكالة «الأناضول» للأنباء.

وكانت دول غربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، انتقدت صفقة النظام الدفاعي الصاروخي «إس400»، التي وقعتها أنقرة مع موسكو، بدعوى أنها لا تتناسب مع أنظمة الدفاع في حلف «الناتو»، الذي تتمتع تركيا بعضويته، لكن الأخيرة ردت بأنها لن تقوم بدمج تلك المنظومة الصاروخية في إطار نظام «ناتو».

وملوحا باستخدام القوة العسكرية لوقف استفتاء إقليم كردستان العراق، قال «جانيكلي»: «كافة قواتنا الأمنية وقواتنا المسلحة على رأس عملها، ونتابع التطورات عن كثب، وفي حال الاضطرار لاتخاذ قرار ما، والإقدام على خطوة، فسيتم تنفيذ ذلك بكل حزم».

وحذر الوزير التركي من أن تقسيم العراق أو سوريا قد يؤدي إلى اندلاع صراع عالمي.

وقال في هذا الصدد: «التغيير الذي يعني انتهاك وحدة الأراضي العراقية يفرض خطرا كبيرا على تركيا... انتهاك وحدة أراضي سوريا والعراق قد يشعل شرارة صراع عالمي أكبر لا نهاية له»، حسب وكالة «رويترز».

ويأتي تصريح الوزير مع تمركز دبابات تركية قرب الحدود مع العراق قبيل استفتاء مزمع على استقلال إقليم كردستان.

وتخشى تركيا، التي يعيش بها عدد كبير من الأكراد في الجنوب، أن يقوي الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان العراق شوكة «حزب العمال الكردستاني» (بي كا كا)، التي تعبره تركيا وأوروبا وواشنطن «تنظيما إرهابيا».

وشدد «جانيكلي» على أن أنقرة «لن تسمح بإقامة دولة على أساس عرقي في جنوب البلاد».

وأضاف: «لا يجب أن يشك أحد في أننا سنتخذ كل ما يلزم من خطوات وقرارات لوقف تنامي عوامل الخطر».

والاستفتاء المزمع، يتمحور حول استطلاع رأي سكان المحافظات الثلاث في الإقليم الكردي، وهي: أربيل والسليمانية ودهوك، ومناطق أخرى متنازع عليها، بشأن ما إذا كانوا يرغبون بالانفصال عن العراق أم لا.

وترفض الحكومة العراقية الاستفتاء، وتقول إنه لا يتوافق مع دستور البلاد المعتمد في 2005، ولا يصب في مصلحة الأكراد سياسيًا ولا اقتصاديًا ولا قوميًا. 

كما يرفض التركمان والعرب أن يشمل الاستفتاء محافظة كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها في محافظات نينوى، وديالى، وصلاح الدين.

ويعارض الاستفتاء عدة دول في المنطقة وخارجها، خصوصًا الجارة تركيا، التي تقول إن الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية مرتبط بإرساء الأمن والسلام والرخاء في المنطقة.