أكراد سوريا يصوتون في انتخابات تأسيس نظامهم الفيدرالي

الجمعة 22 سبتمبر 2017 08:09 ص

يصوت أكراد سوريا، الجمعة، بانتخابات تأسيس نظامهم الفيدرالي شمالي البلاد، في خطوة من شأنها أن تثير استياء تركيا وإيران والعراق.

وتعد الانتخابات أول خطوة ملموسة لتأسيس فيدرالية يسعى إليها الأكراد في مناطقهم في الشمال السوري.

ومن المقرر أن تجرى الانتخابات على ثلاث مراحل، تبدأ باختيار لجان محلية اليوم، وتنتهي في يناير/كانون الثاني 2018 بانتخاب مجلس تشريعي لغرب كردستان (روج افا).

وتأتي هذه الانتخابات قبل أيام من استفتاء مثير للجدل على الاستقلال في كردستان العراق، ترفضه تركيا وإيران وحكومة بغداد أيضا، بالإضافة إلى قوى أخرى إقليمية ودولية.

وقال «صالح مسلم»، الرئيس المشترك لـ«حزب الاتحاد الديموقراطي»، أكبر الأحزاب الكردية في سوريا وأكثرها نفوذا، إن «الانتخابات هي الخطوة الأولى لترسيخ النظام الفيدرالي والديموقراطية الفيدرالية».

وأضاف في تصريحات لوكالة «فرانس برس»: «هناك نظام جديد يتأسس في روج افا... نحن جزء من سوريا ومطلبنا الفيديرالية».

وقبل اندلاع الثورة السورية في عام 2011، عانى الأكراد الذين يشكلون أكثر من 15% من سكان سوريا، من التهميش على مدى عقود، وبدأوا بتعزيز موقعهم بعد انسحاب قوات النظام تدريجيا من مناطقهم، ما سمح لهم بالسيطرة على مناطق واسعة في شمال وشمال شرق البلاد.

وفي مارس/آذار 2016، أعلن الأكراد النظام الفيدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال البلاد التي قسموها إلى ثلاثة أقاليم هي الجزيرة (محافظة الحسكة، شمال شرق) والفرات (شمال وسط، تضم أجزاء من محافظة حلب وأخرى من محافظة الرقة) وعفرين (شمال غرب، تقع في محافظة حلب).

وفي إطار الأعداد للانتخابات، انتشرت في مدينتي القامشلي وعامودا في محافظة الحسكة لافتات بثلاث لغات، العربية والكردية والسريانية، تدعو المواطنين للمشاركة في الانتخابات، وكتب على بعضها «مستقبل روج آفا بين يديك، لا تبخل بصوتك» و «صوتك أمانة امنحه لمن يستحق».

فرصة للأكراد

من جانبه، قال الخبير في الشؤون الكردية «موتلو جيفير أوغلو»، إن «هذه الانتخابات توفر فرصة للأكراد لبدء بناء مؤسساتهم من أجل المستقبل».

وأضاف: «من المهم بالنسبة للأكراد اليوم أن يظهروا للنظام أن الأمور تغيرت في شمال سوريا، وهم من يديرون الأمور وليس النظام في دمشق»، كما أنهم «يبعثون برسائل قوية إلى العالم مفادها بأن إجراء هذه الانتخابات ممكن لأن المناطق التي يسيطرون عليها مع حلفائهم آمنة ومستقرة».

وفي المرحلة الأولى من الانتخابات اليوم، سيتم انتخاب الرئاسات المشتركة (كل رئاسة تضم رجلاً وامرأة) لما يطلق عليه «الكومونات»، أي اللجان المحلية للأحياء والحارات.

وفي المرحلة الثانية في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، سيتم انتخاب مجالس محلية للنواحي والمقاطعات التي يتألف منها كل إقليم.

وفي المرحلة الثالثة والنهائية المقررة في 19 يناير/كانون الثاني المقبل، سيتم انتخاب «مجلس الشعوب الديموقراطية» لكل إقليم من الأقاليم الثلاثة التي ستتمتع بصلاحيات تشريعية محلية.

كما سيتم في اليوم ذاته انتخاب «مؤتمر الشعوب الديموقراطية» العام الذي سيكون بمثابة برلمان عام، على رأس مهماته تشريع القوانين ورسم السياسة العامة للنظام الفيديرالي.

وأوضح «مسلم» أن «الكومونات هي شكل من أشكال تنظيم المجتمع في كل حي أو حارة أو قرية... هو نظام يعمل به في أوروبا، في بلجيكا مثلاً»، بحيث تكون هناك «لجان ورئاسة مشتركة، وهذه اللجان تكون اقتصادية أو صحية أو تموينية» تتيح للمجتمع تنظيم شؤونه بنفسه.

وعمدت مفوضية الانتخابات الى تدريب مدرسين للإشراف على صناديق الاقتراع، كما تعمل لجان في الأحياء على توزيع البطاقات الانتخابية وشرح آلية الاقتراع.

ويقول الأكراد إن هذه الانتخابات لا تخصهم وحدهم بل تشمل مكونات المجتمع كافة من عرب وسريان وأرمن وتركمان، ولا يتوقع محللون أن تشارك أحزاب كردية معارضة للنظام الفيدرالي فيها، بل أن تقتصر على أحزاب تشكل الإدارة الذاتية.

وأصدر المجلس الوطني الكردي بياناً أعلن فيه مقاطعته الانتخابات، معتبرا إياها «غير ديموقراطية، ولا تمثل كافة الأطراف الكردية في المنطقة»، فضلاً عن اعتراضه على توقيتها، القريب من استفتاء إقليم كردستان العراق المزمع إجراؤه في 25 من الشهر الجاري.

وتتزامن الانتخابات أيضا مع حشود تركية على الحدود الجنوبية والتلويح باستخدام القوة لمنع قيام إقليم كردي شمال سوريا وحشود أخرى مقابل حدود العراق للضغط على إقليم كردستان لتأجيل الاستفتاء على الانفصال الإثنين المقبل.

في السياق، يعقد مجلس الأمن القومي التركي اليوم اجتماعا برئاسة الرئيس «رجب طيب أردوغان» لبحث اتخاذ إجراءات ملموسة بما ذلك دعم عملية عسكرية في إدلب لمنع قيام ممر كردي من ريف حلب إلى اللاذقية والبحر المتوسط.

ولم تعترف واشنطن بالإقليم الفدرالي للأكراد في سورية على الرغم من أنها أكبر الداعمين لوحدات «حماية الشعب الكردية».

  كلمات مفتاحية

سوريا أكراد انتخابات إقليم فيدرالي تركيا