«الجبير»: حملة الاعتقالات طالت شخصيات تتلقى تمويلات من الخارج

الجمعة 22 سبتمبر 2017 03:09 ص

قال وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» إن حملة الاعتقالات التي طالت شخصيات بارزة في المملكة، بينهم دعاة وكتاب وأكاديميون، مؤخرا، جاءت على خلفية دفع عدد من هؤلاء باتجاه تنفيذ «أجندة متطرفة»، و«تلقي تمويلات من دول أجنبية لزعزعة استقرار المملكة».

ومنذ 10 سبتمبر/أيلول الجاري، تشهد السعودية حملة اعتقالات طالت دعاة وعلماء وكتاب وباحثين وشعراء ومغردين، حسب مصادر حقوقية، وناشطين على مواقع التواصل، وأقارب للمعتقلين.

وكثير من هؤلاء المعتقلين سبق لهم أن انتقدوا الحكومة أو سياساتها، وسط تكهنات متزايدة بأن الملك «سلمان بن عبدالعزيز» في طريقه إلى التخلي عن الحكم لابنه الأمير الشاب «محمد بن سلمان». أيضا، لدى بعض المعتقلين صلات بجماعات الإسلام السياسي، التي يتبنى حكام السعودية موقفا عدائيا إزائها.

وعن تلك الاعتقالات، قال «الجبير»، في مقابلة مع تلفزيون «بلومبيرغ» في نيويورك: «عندما نتوقع ألا يكون لدى الأخرين ذرة تسامح مع التطرف والإرهاب والتحريض، فمن الطبيعي، أيضا، أن نطبق النهج نفسه».

وأضاف: «الأشخاص الذين تم اعتقالهم كانوا يدفعون باتجاه تنفيذ أجندة متطرفة. كانوا يحرضون الناس، ونحن لم يكن بمقدورنا السكوت عن ذلك».

ومن بين من تم اعتقالهم دعاة بارزون من قبيل «سلمان العودة» و«عوض القرني» - وكلاهما مستقلان عن المؤسسة الدينية الرسمية، وأيضا  الشاعر «زياد بن نحيت»، الذي اشتُهر بمدحه لـ«بن سلمان»، وأكاديميون وباحثون مثل الأكاديمي والروائي «مصطفى الحسن»، والباحث الاقتصادي «عصام الزامل».

وقال الجبير: «لقد وجدنا أن عددا من هؤلاء الأشخاص (الذين جرى اعتقالهم) يعملون مع بلاد أجنبية، وكانوا يتلقون تمويلات من تلك البلاد لزعزعة استقرار المملكة العربية السعودية»، دون الإشارة إلى هوية المتهمين بذلك تحديدا.

وأضاف:  «عندما ننتهي من التحقيقات سنعلن عن المعلومات لوسائل الإعلام».

وحسب مراقبين، هناك عدة أسباب للحملة التي تشنها السلطات السعودية على الدعاة والمفكرين السعوديين، أبرزها رفض كثير من هؤلاء توجيهات من الديوان الملكي بمهاجمة قطر خلال الأزمة الخليجية الراهنة، والثاني رغبة «بن سلمان» في عدم وجود أي معارضة داخلية لخطوة تنصيبه ملكا التي يجرى الترتيب لها على قدم وثاق.

الأزمة الخليجية

وخلال المقابلة ذاتها، واصل «الجبير» الموقف المتشدد لبلاده إزاء الدوحة؛ حيث قطعت المملكة والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، في 5 يونيو/حزيران الماضي، بزعم «دعمها لتمويل الإرهاب»، الأمر الذي نفته الأخيرة بشدة.

وقال «الجبير» في هذا الصدد: «يجب أن تتوقف قطر عن تمويل الإرهاب، وأن تتوقف عن توفير ملاذ آمن داخل أراضيها للأشخاص المطلوبين والمتهمين بتمويل الإرهاب».

الخلاف مع إيران

كما استمر وزير الخارجية السعودي في لهجته الهجومية ضد إيران، التي تعتبر المنافس التقليدي للمملكة في المنطقة منذ مدة طويلة.

وقال إن «إيران دولة في حالة هياج. هي الراعي الأول للإرهاب في العالم».

وأضا: «إيران تشكل تهديدًا خطيرًا لنا جميعا في المنطقة، وإذا لم تغير سياستها ستظل منطقتنا في حالة إضراب دائم».

رؤية 2030

وحول مدى التزام المملكة برؤية 2030، والتي تم الإعلان عنها العام الماضي بهدف تنويع اقتصاد المملكة دون الاقتصار فقط على النفط، قال «الجبير» إن الحكومة «اتخذت خطوات ملموسة نحو تنفيذ تلك الخطة».

وأضاف: «في السابق لم يكن لدينا أي برامج ترفيهية، لكن الآن أصبح لدينا حفلات موسيقية، وبات لدينا مسرح، ونبنى الآن دار أوبرا».

وتابع: «عدلنا قوانيننا حيث نمنح الآن الشركات ترخيص مباشر للقيام بعمليات البيع بالتجزئة داخل المملكة. نقوم بتنويع محفظة الاستثمارات الخاصة بصندوق الاستثمارات العامة، صندوقنا السيادي، والذي باشر بتعزيز الاستثمارات خارج السعودية».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية الجبير السعودية اعتقالات الدعاة الأزمة الخليجية