محامي «مهدي عاكف» يكشف كواليس وفاته ومراسم دفنه

السبت 23 سبتمبر 2017 10:09 ص

كشف عضو بهيئة الدفاع عن المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين «مهدي عاكف»، كواليس وفاته، الجمعة، ومراسم دفنه التي منعت السلطات الأمنية أهل «عاكف» وذويه من حضورها.

وقال «فيصل السيد»، وهو محام بارز في قضايا الدفاع عن متهمي قيادات جماعة الإخوان المسلمين وكوادرها في مصر، إن «عاكف»، توفي، ظهر الجمعة، عن عمر يناهز 89 عاما في مستشفى قصر العيني الحكومي (وسط القاهرة)، والتي سبق أن نُقل إليه إثر تدهور حالته الصحية بالسجن.

وأضاف: «تحول العنبر (غرفة بالمستشفى) الموجود فيه جثمان عاكف إلى ثكنة عسكرية، لا يتم التحرك فيه أو في مستشفى القصر العيني الفرنساوي (يتبع وزارة الصحة) إلا بأمر الأمن، حتى أن زميلنا المحامي محمد سالم، كان مقيد الحركة إلا بإذن الأمن، وكان يقوم بإنهاء تصاريح الدفن».

ثكنة عسكرية

وفي الشهادة التي قال إنها لـ«التاريخ والتوثيق»، أوضح «السيد» أن شخصا واحدا من عائلة «عاكف»، وهو زوج ابنة شقيقته تمكن من حضور الغسل، وقال: «قام بتغسيل الجثمان زوج ابنة أخت فقيدنا الغالي (لم يسمه)، ولم يسمح الأمن إلا له بحضور الغسل».

وأشار إلى أن «عاكف» وهو المرشد السابع للجماعة، «كان رابع مرشد يتوفى يوم جمعة، فقد توفي محمد حامد أبو النصر ( 1913-1996 المرشد الرابع للجماعة)، و مصطفى مشهور (1921 – 2002 المرشد الخامس)، ومأمون الهضيبي (1921-2004 المرشد السابع) في يوم جمعة».

وكشف أن من «قام بالصلاة داخل مصلى المستشفى على فقيدنا (عاكف) خمسة رجال: هم زوج بنت أخته، والمحامي، وثلاثة رجال من الداخلية، وأربع سيدات هن زوجته (وفاء عزت) وابنته (علياء)، وأخرتان (لم يسمهما)».

وأوضح أن زوجة «عاكف»، خاطبته بعد الصلاة عليه قائلة: «مت يا حبيبي كما كانت وفاة أستاذك حسن البنا، وتشيع كما شيع معلمك البنا رحمة الله عليك».

وكان «البنا» مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، توفي بمستشفي حكومي بالقاهرة متأثرا بجراح طلق ناري، أطلق عليه في أحد شوارع العاصمة، في فبراير/ شباط 1949، وفرضت حراسة أمنية مشددة على جثمانه عقب الوفاة، وتم منع أي شخص من حضور جنازته ومراسم دفنه باستثناء أسرته.

كواليس الدفن

وعن كواليس الدفن، أشار محامي «عاكف»، إلى أن «قوات الأمن سيطرت على الجثمان الطاهر، ولم تسمح لأحد حتى زوجته وابنته، بالاقتراب منه وحمله أو مصاحبته حتى المقابر».

وأضاف: «ذهبت لفتح المقبرة (بمقابر الوفاء والأمل شرقي القاهرة) بالتنسيق مع ابنة الأستاذ عاكف، وكان أوصى أن يدفن بجوار الأستاذ المرشد عمر التلمساني (1904- 1986 المرشد الثالث للجماعة)، ومصطفى مشهور، والحمد لله نفذت وصيته».

وتابع: «فوجئت بأن المقبرة محاصرة وعبارة عن ثكنة أمنية، حتى أن قيادات الأمن الموجودة اصطحبتني حتى داخل المقبرة مع التنبيه عليّ بعدم التصوير».

وقال محامي «عاكف»: «أُشهد الله أن المقبرة كانت مضاءة وكأن مصدر النور من السماء، وقلت لرجال الأمن ذلك فسكتوا».

وأضاف: «أخرجتني قوات الأمن من المقابر، وتم فرض كوردون (سياج) أمني على مدخل المقبرة، وأدخلوا السيارة التى تحمل الجثمان من مكان آخر حتى لا نحضر الدفن ولا نراه».

واستطرد: «تنبهنا لذلك، قمنا بمحادثة القيادات الأمنية الموجودة، فلم تسمح إلا لزوجته وابنته والأستاذ عبد المنعم عبد المقصود المحامي (رئيس هيئة الدفاع عن عاكف)».

وأوضح أن عدد الحضور كان «حوالى عشرين رجلا، ومثل عددهم نساء».

وأشار إلى أن من بينهم المحامي البارز «خالد بدوي»، ووزير القوى العاملة الأسبق «خالد الأزهري»، وأبناء وزوجة «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا.

ولفت إلى أنه أثناء الدفن ومواراة جثمان «عاكف»، قام «بدوي»، بالدعاء ونحن نؤمن خلفه، مع استمرار تواجد قوات الأمن بمحيط المقبرة حتى بعد إتمام الدفن.

شهادات متطابقة

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من وزارتي الداخلية والصحة، أو أسرة «عاكف» حول ما جاء في تلك الشهادة، غير أنها متطابقة مع أحاديث أخرى أجرتها «الأناضول» مع شهود عيان ورئيس الدفاع عن المرشد السابق للإخوان.

وصباح السبت، قال «عبدالمنعم عبدالمقصود» رئيس هيئة الدفاع عن «عاكف»، إنه «تم دفن عاكف في مقبرته بمقابر الوفاء والأمل (شرقي القاهرة)، في تمام الساعة الواحدة من صباح السبت».

وأشار إلى أن الجهات الأمنية سمحت لأربعة أشخاص بالتواجد أثناء الدفن (هو، وزوجة ونجلة وحفيد عاكف فقط).

وعقب مراسم الدفن، قالت «علياء» نجلة «عاكف»، في تدوينة عبر صفحتها بـ«فيسبوك»: «منعوا كل حاجة بس والله الملائكة صلت والملائكة دفنت (دون تفاصيل)»، مضيفة أن والدها «طلب الشهادة ونالها».

وتابعت: «إن شاء الله شهيد.. إن شاء الله في الجنة.. ربح البيع يا أبي.. ادعوا له وادعوا لنا وادعوا لإخواتي اللي اتحرموا 4 سنين من أنهم حتى يشوفوه أو يسمعوا حتى صوته.. اتحرموا حتى أن يودعوه».

وختمت: «ربنا يصبرنا علي الفراق ويهون علينا بعدك (..).. ربنا يربط علي قلوبنا ويثبتنا».

وسبق لأسرة «عاكف» أن تحدثت عن مرضه بالسرطان، في شهر مايو/أيار الماضي، وسط مناشدات من وقتها بإطلاق سراحه، نظراً لكبر سنه، وتدهور حالته الصحية.

وحَمّلت جماعة الإخوان المسلمين، في بيان السلطات المصرية المسؤولية الكاملة عن وفاة مرشدها السابق، لإصرارها على «حبسه والتنكيل به رغم مرضه وتقدم عمره»، متهمة إياها بـ«تعمد قتله».

ويعرف «عاكف» بأنه صاحب لقب «أول مرشد عام سابق للجماعة»، حيث رفض الاستمرار في موقعه، بعد انتهاء ولايته ليتم انتخاب «محمد بديع» بدلا منه، في يناير/كانون الثاني 2010، مسجلاً بذلك سابقة في تاريخ الجماعة.

ويعتبر«عاكف» رجلا من عمر الجماعة (ولد في عام 1928)، ويعد شاهداً على كل الفترات التي مرت بها، كما تعرض للسجن منذ العصر الملكي، ثم في عصور الجمهورية في عهد كل رؤساء مصر عدا الرئيس «محمد مرسي».

ويعاني الكثير من المعتقلين في السجون المصرية منذ انقلاب 3 يوليو/تموز 2013 من الإهمال الطبي المتعمد ومنع الدواء في كثير من الحالات؛ ما أودى بحياة المئات وراء القضبان.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

مهدي عاكف مراسم الدفن مرشد الإخوان مصر وفاة