دعا رئيس إقليم كردستان العراق «مسعود بارزاني» إلى التوجه غدا لصناديق الاقتراع، مؤكدا أنه أيا كان الثمن فهو أهون من الانتهاء لمصير مجهول أسود، حسب تعبيره.

 وقال «بارزانى» في كلمة عشية الاستفتاء المزمع إجراؤه الإثنين: «ماضون قدما في الاستفتاء ونرفض أي تهديد، وتوصلنا إلى قناعة بأن الاستفتاء هو السبيل الوحيد للاستقرار مستقبلا.

وأضاف «مستعدون لمواجهة أي عدوان لكن لا نفكر في نزاع عسكري أبداً ولن يستطيع أي مسؤول سياسي أو عسكري إيقاف الاستفتاء».

وأوضح «بارزاني» أن الأكراد تعرضوا لحملات إبادة قبل التفكير في الاستفتاء، مشدداً على أن الاستفتاء هو أفضل الخيارات الديمقراطية لسماع صوت الشعب، بحد قوله.

وأضاف «ربما نسمع مواقف متشددة أو أكثر تشددا، ولكن هذه الدول والمجتمع الدولى سيتعامل مع الأمر الواقع كما حدث مع الفيدرالية».

وتابع قائلا «هدفنا أن تكون كردستان بلدا ديمقراطيا تعدديا يضمن الحرية للجميع».

واعتبر «بارزاني»، أن بغداد هي التي أرغمت الإقليم على إجراء الاستفتاء.

وشدد على أن الشراكة مع بغداد انتهت، مشيرا إلى أنه لا توجد شراكة حقيقية في العراق.

وقال «بارزاني»: «سعينا كثيرا لمعالجة هذه الأوضاع مع بغداد والمجتمع الدولي، لكن بغداد هي من رفضت قبولنا».

وأفاد رئيس الإقليم بأنه قبل عام توجه إلى بغداد للمطالبة بإصلاح الخلل الحاصل في تطبيق مبدأ الشراكة، لافتا إلى أن أربيل ستجري مفاوضات مفتوحة مع بغداد بعد الاستفتاء.

وقال «حوارنا مع بغداد سينصب على كيفية بناء علاقة جيرة جيدة».

وقال «لن نسمح بنشوب حرب بين العرب والتركمان والأكراد»، مؤكدا أنه سيحافظ على علاقة الأخوة بين المكونات الثلاث.

ووعد «بارزانى»، بالتعاون بين البيشمركة والجيش العراقي فى المستقبل، كاشفا أن البيشمركة قتلت نحو 500 من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية خلال معارك نينوى، وكانوا بدورهم يريدون التسلل إلى سوريا.

واعتبر أن ما وصفه بالانتصار في الموصل كان ثمرة للتنسيق بين البيشمركة والجيش العراقي.

وأضاف «سنستمر في استقبال النازحين حتى يتم إعادتهم إلى مناطقهم بعد تحريرها».

ويعتزم إقليم كردستان إجراء استفتاء على استقلاله عن العراق غدا الإثنين على الرغم من تحذير بغداد بأن ذلك مثل اللعب بالنار، وإعلان الولايات المتحدة أنه يمكن أن يقوض القتال ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي وقت سابق الأحد، أعلنت 3 أحزاب كردية هي الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني والاتحاد الإسلامي الكردستاني إجراء الاستفتاء في كامل أراضي إقليم كردستان العراق ومن ضمنه كركوك.

وترفض بغداد منذ أمد بعيد فكرة استقلال أكراد العراق ويشاركها في ذلك جاراتها الثلاث إيران وتركيا وسوريا، وتخشى هذه الدول من أن يشجع ذلك الأقليات الكردية التي تعيش فيها على المطالبة بالاستقلال.

ويتمتع إقليم كردستان -المكون من 3 محافظات في شمال العراق- بحكم ذاتي منذ عام 1991.

وتسيطر القوات الكردية حاليا على مساحة تزيد على تلك التي أقيم عليها إقليم «كردستان العراق» بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.