نعى «خالد مشعل» الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة «حماس»، مرشد الإخوان الراحل «محمد مهدي عاكف»، الذي وافته المنية، الجمعة الماضي، ومنعت السلطات المصرية أداء صلاة الجنازة عليه.

وقال «مشعل» في كلمة له، السبت، خلال تأبين «عاكف» بالعاصمة القطرية الدوحة، «حق لنا نحن الفلسطينيون أن نرثي أنفسنا في فقيد الأقصى وفلسطين، وكيف لا والقضية الفلسطينية لها النصيب الأول والسهم الأوفى في حياة الشهيد»، كاشفا عن تواصل الرئيس الفلسطيني الراحل «ياسر عرفات» مع الفقيد، باستمرار.

ونقلت مصادر شاركت في مراسم التأبين بمنزل الشيخ «يوسف القرضاوي»، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عن «مشعل»، قوله: «منذ ليلة أمس وأنا أحاول أن أكف عن البكاء على والدنا ووالد الحركة الإسلامية وما استطعت».

وأضاف: «ما كان يميز الأستاذ عاكف ويمتاز به هو نظرته العالمية للأمور وتخطيه حدود الأوطان والأعراق والأحزاب والحركات».

ووصف «مشعل» الراحل، قائلا: «تجد مع القوة الأبوة، وتجد مع الحزم العاطفة، كان للفقيد مرونة عالية ولكنها مبنية على الأصالة والثبات، وقل أن تجد من يجمع بين المرونة والأصالة».

وتابع: «(الرئيس الفلسطيني الراحل) ياسر عرفات كان حريصا على التواصل معه وزيارته حين يزور القاهرة، وأكثر من كان يتواصل معهم ويسأل عن أحوالهم هم الشيخ أحمد ياسين، ونجم الدين أربكان، ومحفوظ النحناح، والشيخ راشد الغنوشي».

واختتم الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة «حماس»، كلمته،: «لو كنت مصرياً لجعلت من موت الشيخ عاكف جذوة للتغيير ونبراسا للقيادة وأملا للشباب».

وإلى جانب «مشعل»، حضر صلاة الغائب على «عاكف»، مساء السبت، «موسى أبو مرزوق» عضو المكتب السياسي للحركة، وعدد من العلماء وقيادات المعارضة المصرية.

وأعلنت جماعة الإخوان، الجمعة الماضية، وفاة «عاكف» (1928-2017)، عن عمر ناهز 89 عامًا، في مشفى القصر العيني وسط القاهرة، التي نُقل إليها منذ أشهر إثر تدهور حالته الصحية بالسجن، فيما قالت وزارة الداخلية المصرية، إنه «توفى إثر هبوط حاد في الدورة الدموية».

ودعت الجماعة في بيان لها، تلامذة ومحبي «عاكف» حول العالم لإقامة صلاة الغائب عليه، وذلك بعد منع السلطات صلاة الجنازة عليه في مصر.

وشهدت عواصم عدة أداء صلاة الغائب على الراحل، وسط انتقادات حادة للسلطات المصرية لمنعها صلاة الجنازة على واحد من أقدم وأبرز رموز الحركة الإسلامية في مصر والعالم العربي.

و«عاكف» له دور بارز في مقاومة الاحتلال البريطاني، ودعم المجاهدين في فلسطين، وترأس معسكرات جامعة إبراهيم (عين شمس حاليًا) في الحرب ضد الإنجليز في القناة قبيل ما يعرف بثورة 1952.

ويعتبر«عاكف» رجلا من عمر الجماعة (ولد في عام 1928)، ويعد شاهداً على كل الفترات التي مرت بها، كما تعرض للسجن منذ العصر الملكي، ثم في عصور الجمهورية في عهد كل رؤساء مصر عدا الرئيس «محمد مرسي».