تركيا للعراق: إذا تدخلتم ضد الاستفتاء لن نقف خلف أربيل

الاثنين 25 سبتمبر 2017 09:09 ص

قال الكاتب الصحفي التركي في صحيفة حرييت «عبدالقادر سلفي» إن الاستفتاء سيتم ولكن الحرب لن تقوم والسبب من وجهة نظره أن رئيس إقليم كردستان «مسعود بارزاني» لم يأخذ هذا القرار بمفرده بل جاء في إطار الخطة والتوجهات الأمريكية إزاء المنطقة.

وقال الكاتب إنه خلال حضوره الجلسة التي أقر فيها البرلمان التركي بتمديد عمل القوات التركية المسلحة، جلس مع بعض النواب عن حزب العدالة والتنمية وخاصة من مناطق الجنوب الشرقي والذين هم على تماس مع المسألة الكردية حيث قالوا إنهم يرون أن إصرار بارزاني على الاستفتاء لامعنى له وأن توقيته غريب كما أبدوا قلقهم من الموقف المتشدد لبارزاني حول الأمر».

وأشار «سلفي» في مقاله المنشور بصحيفة حرييت إلى أن استضافة رئيس الأركان العراقي عثمان الغانم في مقر رئاسة الأركان التركية جاءت في سياق التباحث بشأن التعامل مع الاستفتاء ونتيجته شبه المحسومة وقد كانت الرسالة التركية له كالتالي: «إذا قمتم بأي تدخل نحن لن نقف خلف أربيل».

وقال «سلفي» إن كل الجهود الإقليمية لم تستطع إقناع بارزاني في العدول عن الاستفتاء، معتبرا أن السبب في هذا أنه منذ حرب الخليج أصبحت القوى الإقليمية غير قادرة على المبادرة فيما يتعارض مع الموقف الأمريكي من المنطقة فقد أصبحت دول مثل العراق و سوريا غير مؤثرة بعد حرب الخليج.

كما أن المنطقة يجري إعادة تشكيلها من قبل القوى الدولية مثل الولايات المتحدة وروسيا، حيث تعمل الولايات المتحدة في العراق بينما تتشارك مع روسيا في سوريا وتعتقد تركيا أن هناك اتفاق سري بين العراق وروسيا فيما يخص سوريا ويوضح ذلك اقتسام مناطق النفوذ بينهما في سوريا.

وأضاف الكاتب أنه من الخطأ النظر إلى الاستفتاء من زاوية بغداد أو أنقرة أو طهران بل لا بد من النظر إليه من زاوية واشنطن ولندن وتل أبيب حيث إن الاستفتاء هو حلقة من خطة واشنطن في المنطقة، حيث تقول الدكتور أرزو يلماز إن الاستفتاء يوضح كيف يمكن أن توظف توقعات الأكراد وطموحاتهم في الخطط الدولية حيث إن الأمر الذي سيعقب ذلك هو تمكين حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي من شمال سوريا.

وتابع أن الأكراد كانوا ممن قرأوا التوجهات الأمريكية بشكل صحيح بعد حرب الخليج حيث فضلوا التعاون مع واشنطن بدلا من المواجهة معها وما زال هذا مستمرا حيث قال مسؤول كبير في إدارة ترامب أن (إسرائيل) هي حليفنا الأول في المنطقة بينما الحليف الثاني هم الأكراد  بينما كانت تركيا من الذين أخطأوا في قراءة المشهد الإقليمي.

وختم «سيلفي» مقاله بأن جهود تركيا لم تفلح في منع الاستفتاء وتقول إنه بالرغم من الصوت العالي في معارضة الاستفتاء لم ننجح بل سبب ذلك في إضعاف صورة تركيا والمطلوب هو التحضر لما بعد 25 سبتمبر/أيلول لأنها تتطلب الوقوف أمام مرحلة جديدة وسياسة جديدة.

وأصدرت الخارجية التركية بيانا صباح الإثنين قالت فيه إن أنقرة لا تعترف باستفتاء الانفصال الذي ينظم اليوم في الإقليم الكردي شمال العراق.

وأضافت في بيان: «لا نعترف بهذه المحاولة الفاقدة لكافة أنواع الشرعية والأساس القانوني سواء بالنسبة للقانون الدولي أم الدستور العراقي».

وأكدت الخارجية أن الاستفتاء الجاري اليوم في الإقليم الكردي، هو بحكم الملغي من حيث نتائجه.

وهذا يعتبر أول موقف بعد بدء الاستفتاء حيث تلا ذلك إغلاق معبر الخابوربين تركيا وكردستان العراق ولكن الخيارات التركية تزداد صعوبة سواء إذا ما طبقت عقوبات اقتصادية فهي ستخسر شريكا تجاريا وإن قامت بعمل عسكري فهي ستفتح المجال للتعاون بين حزب العمال والبشمركة ضدها وسيكون من الصعب إيجاد صديق لها في العراق يوازي النفوذ الإيراني.

ويمكن الاستنباط من التصريح الذي نقله «سيلفي عن رئاسة الأركان أن تركيا ستترك العمل العسكري للعراق ولكن هذا أمر مستبعد في ظل التحكم الأمريكي في القرار العراقي.

لذا فإن محاولة فهم محددات السياسة الجديدة لتركيا بعد الاستفتاء سيكون سابقا للحديث عن الاجراءات التي يمكن أن تتخذها.

 

  كلمات مفتاحية

تركيا كردستان العراق العلاقات التركية الكردية استفتاء كردستان