170 جنديا سوريا يعلنون العصيان على نظام الأسد

الثلاثاء 26 سبتمبر 2017 06:09 ص

أعلن 170 جندياً من قوات النظام السوري عصياناً عسكرياً بعد رفضهم الاستجابة لأمر النقل من الفوج 127- الفرقة 15، الواقعة داخل محافظة السويداء إلى محافظة حماة، بهدف الزج بهم في المعارك الدائرة بين قوات النظام والمعارضة السورية شمال سوريا.

وضمن مساعيها الحثيثة، تحاول القيادة العسكرية للنظام السوري بين فترة وأخرى سحب مجموعة من شبان محافظة السويداء المُمتنعين عن الخدمة خارج حدود منطقتهم، إلى أي محافظة سورية أخرى، للزج بهم على الجبهات المشتعلة، ثم تخرج القيادة بمجموعة نتائج بعد محاولة «جس نبض» الأهالي وأخذ عينة من ردود الأفعال تجاه أي قرار يدرسه النظام ويحاول أن يُعممه على المحافظة.

ويعزف أكثر من 40 ألف شاب من أبناء محافظة السويداء عن الخدمة العسكرية ويمتنعون عن الالتحاق بمواقعهم وثكنات تجنيدهم، مُعتبرين أن النظام السوري يريد أن يزج بهم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وبناء على ذلك يحاول النظام السوري ترميم العطب الذي أصاب بنيته العسكرية بموازة الأعداد الكبيرة المتخلفة عن الخدمة لديه، بسن قوانين ومراسيم يعتقد أنها ترمم جزءاً من الخلل.

ومن بين المراسيم التشريعية تلك التي سنها النظام السوري بين عامين 2015 و 2016 التي تقضي بالسماح لشبان منطقة جبل العرب بالخدمة داخل محافظتهم، وذلك هرباً من ثورة جديدة هو بغنى عنها، في حال قررت القيادة العسكرية سحب أكثر من 40 ألف شاب بشكل إجباري إلى الخدمة حيث يُقحم النظام نفسه في حرب مع محافظة حاول أهلها على مدى سنوات الثورة السبع النأي بأنفسهم وشبانهم بعيداً عن الحرب.

وقال مصدر أهلي من السويداء لـ«القدس العربي» إن المجندين لدى الفوج 127 رفضوا الانصياع للأوامر العسكرية التي تقضي بنقلهم خارج محافظتهم كونهم من المنتفعين من المرسوم الصادر في عام 2015 والقاضي بالسماح لأبناء محافظة السويداء بالخدمة داخلها فقط.

واتجه نحو 50 عنصراً من المعنيين بقرار الفرز إلى خارج السويداء إلى المقام الديني «عين الزمان» طالبين الاستعانة بالقيادة الروحية للطائفة الدرزية، حيث استقبلتهم أكبر شخصيتين من شيوخ الطائفة، وهما حسب المصدر «حمود الحناوي» و«يوسف جربوع» اللذان ووعدا بحل المعضلة والإصرار على بقاء خدمة أبناء المحافظة داخلها.

الناشط الإعلامي «طارق الخطيب» من مدينة السويداء رأى أن الكثير من أهالي المحافظة يعتبرون المحاولة الأخيرة لسحب أبنائهم ممن يخدمون في الفرقة 15 إلى حماة، ما هي إلا خطوة استباقية لقرار جديد قد يتخذه النظام بحق شبان المحافظة، حيث يحاول النظام السوري التجريب بعدد محدد يترتب عليه معرفة ردود الأفعال.

وأضاف «الخطيب»: الأمر ليس يخص سحب 50 شاباً إلى حماه، وتعاطف زملائهم معهم ليكتمل العدد إلى الـ170 عسكرياً، ويعلنون عصياناً عسكرياً، بل الأمر أكبر من ذلك بكثير، فقد حاول النظام السوري عبر وفد عسكري روسي تمرير خطته في إنهاء المرسوم وإيقاف العمل به بشكل كامل، وذلك عبر سحب الشبان من المحافظة إلى خارجها دفعة تلو الأخرى، بحجج واهية، حيث كان قد زار الفوج 127 قبل نحو 6 أشهر، مجموعة من الضباط الروس، وأخضعوا 50 عنصراً من أبناء المحافظة إلى دورة تدريبية، بحجة تدريبهم على ما قد يتعرضون له ضمن مناطق خفض التصعيد، ومن ثم أصدر النظام قرار سحب هؤلاء الشبان إلى ريف حماة على خلفية خضوعهم لدورة عسكرية على أيدي خبراء روس.

وأفاد «الخطيب» بأن النظام السوري يحاول تبديد مخاوف الأهالي في كل مرة يرفضون فيها الانصياع لأوامره، حيث يروج اسم عقيد او ضابط يفتعل أخطاء فردية، ويحمله مسؤولية جميع القرارت الجديدة على أنها خاطئة وسيعاد النظر فيها، وأضاف: أُعلم شيوخ العقل الجنود المطلوبين إلى حماة بأن العقيد «خالد الشيخ» هو وراء قرار سحبهم من الفوج إلى خارج محافظة السويداء، وسوف تتم مفاوضته للوصول إلى صيغة جديدة من التفاهم والعدول عن القرار.

وكانت عموم بلدات وقرى محافظة السويداء، جنوب سوريا، قد أجمعت منذ نهاية عام 2015 على رفض الخدمة العسكرية، وتعبئة شبان المحافظة في صفوف قوات النظام السوري، وأعلنت مجموعات مسلحة من أبناء المنطقة حينها الانسجام الكامل مع مواقف شيوخ الكرامة، بعد إعطائهم تفويضاً شعبياً لحماية الشبان ممن أصدروا بيانات رفض الخدمة، وتوعدوا فيه بالرد الفوري على أي حاجز أو دورية تقوم باعتقال المطلوبين للخدمة.

  كلمات مفتاحية

سوريا السويداء عصيان عسكري نظام الأسد جبهة مشتعلة الثورة قيادة روحية دروز تدريب