هل يشكل التقارب التركي الإيراني تهديدا لـ(إسرائيل)؟

الثلاثاء 26 سبتمبر 2017 06:09 ص

ذكرت دراسة إسرائيلية أن التعاون التركي - الإيراني يمثل تهديدا للبيئة الاستراتيجية والإقليمية لـ«إسرائيل»، مشيرة إلى أن هذا التعاون يتعاظم في ظل تدهور الأوضاع في مصر التي تعيش أزمة اقتصادية خانقة.

وعزت الدراسة التقارب التركي - الإيراني إلى حاجة كل من طهران وأنقرة لتوحيد الجهود لمواجهة توجه الأكراد في شمال العراق للإعلان عن استقلالهم، إلى جانب خيبة أمل تركيا من الولايات المتحدة بسبب مسها بالأمن القومي التركي من خلال الإصرار على دعم أكراد سوريا.

وأشارت الدراسة، التي أعدتها كل من رئيسة قسم الأبحاث الأسبق في جهاز «الموساد»، الخبيرة في الشأن الإيراني «سيما شاين»، والباحثة في الشأن التركي «ليندا شتراوس»، إلى أن ما يفاقم الأمور خطورة في التقارب بين طهران وأنقرة بالنسبة للمصالح الإسرائيلية حقيقة أنه يتجسد أيضا في ظل وقوف كل من تركيا وإيران ضد المحور العربي القريب من «إسرائيل».

وحسبما نقلت صحيفة «العربي الجديد»، فإن الدراسة الصادرة عن «مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي»، أشارت بشكل خاص إلى تدهور العلاقات التركية المصرية ووقوف تركيا وإيران بدون تردد إلى جانب قطر في مواجهة الدول العربية السنية المعتدلة، على حد توصيف الدراسة.

وأوضحت الدراسة أن التقارب التركي - الإيراني تجسد في توثيق التعاون العسكري والأمني بين الجانبين، مشددة على أن الزيارة التاريخية التي قام بها رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية «محمد باقري» لأنقرة في أغسطس/آب الماضي، تحمل دلالات كبيرة.

وأشارت إلى أن مظاهر التنسيق السياسي والاستراتيجي بين أنقرة وطهران تتعاظم باستمرار، متوقفة عند زيادة وتيرة اللقاءات بين الرئيسين «رجب طيب أردوغان» و«حسن روحاني»، إلى جانب تعاون كل من تركيا وإيران وروسيا في التوصل لاتفاق خفض التوتر في سوريا.

وسلطت الدراسة الضوء على الاتفاق بين إيران وروسيا في أستانة المتعلق بإدلب السورية على منح تركيا دورا يمكنها من تحقيق مصالح تتجاوز مخاوفها من التطلعات القومية للأكراد، مشيرة إلى أن التعاون التركي - الإيراني يمس بخارطة المصالح الاستراتيجية في سوريا، ومحذرة من أنه يعزز من قدرة إيران على تكريس نفوذها هناك.

ولفتت الدراسة إلى أن توثيق التعاون بين تركيا وإيران امتد للجانب الاقتصادي، موضحة أن كلا من طهران وأنقرة وموسكو توصلت لاتفاق ثلاثي يقضي بقيام شركات تركية وروسية بالتنقيب عن النفط والغاز في إيران.

وحذرت الدراسة من أن تعاظم التعاون العسكري بين تركيا وروسيا يزيد الأمور تعقيدا بالنسبة لـ«إسرائيل»، خصوصا في أعقاب قرار موسكو تزويد أنقرة بمنظومة الدفاع الجوي الأحدث في العالم «إس 400».

واعتبرت الدراسة أن نجاح الروس والإيرانيين في إنقاذ نظام «بشار الأسد» من السقوط دفع الرئيس التركي للتعامل مع الواقع الجديد ومحاولة استنفاد الطاقة الكامنة في التعاون مع طهران وموسكو حفاظا على المصالح التركية.

وأشارت إلى أن الأتراك معنيون بالتقارب مع إيران من أجل إيجاد بيئة سياسية تسمح لقواتهم بالعمل شمال سوريا لمنع الأكراد من فرض حقائق سياسية على الأرض.

وقالت الدراسة إن كلا من الإيرانيين والروس أدركوا أن تركيا أدت دورا مهما في تصعيب مهمة الحسم لصالح «بشار الأسد» في سوريا من خلال دعمها لقوى الثورة السورية، الأمر الذي فاقم حاجة طهران وموسكو لتحييد أنقرة عبر تكثيف التعاون معها.

وأضافت أن انطلاق تركيا من قناعة مفادها بأن الدول الغربية ساهمت في تحفيز محاولة الانقلاب التي جرت في يوليو/تموز العام الماضي، ورفض واشنطن تسليم «فتح الله كولن»، الذي تتهمه السلطات في أنقرة بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية، عززا من توجه الأتراك للتعاون مع طهران وموسكو.

وشددت الدراسة، على أن ما يفاقم خطورة التقارب التركي - الإيراني حقيقة أنه يأتي في ظل تطورات سلبية تعكس توجه أنقرة للإضرار بالمصالح الإسرائيلية، لا سيما إصرار الأتراك على تطوير العلاقة مع حركة «حماس»، والدور الكبير الذي تقوم به القيادة التركية في التحريض على «إسرائيل»، خصوصا في أعقاب أحداث الأقصى الأخيرة.

وأشارت  الدراسة إلى أن القرار التركي بالإسراع بتدشين القاعدة العسكرية في قطر يدلل على الجدية التي تبديها أنقرة في الوقوف إلى جانب الدوحة، وتعكس عزمها على إفشال أهداف الحملة عليها.

وحذرت الدراسة من مخاطر التقارب الكبير بين تركيا وإيران وتعاظم مظاهر التعاون بينهما، معتبرة أن هذا التطور يحمل في طياته تهديدا للمصالح الاستراتيجية لـ«إسرائيل».

  كلمات مفتاحية

تركيا إيران سوريا روسيا الولايات المتحدة إسرائيل العلاقات التركية الإيرانية