مؤرخ إسرائيلي: الموساد نفذ عمليات ضد اليهود بالمغرب

الثلاثاء 26 سبتمبر 2017 05:09 ص

نشر المؤرخ الإسرائيلي «يغال بن نون» بحثا أكاديميا كشف فيه أن جهاز «الموساد» أرسل في أوائل ستينيات القرن الماضي خلية كبيرة إلى المغرب لتنفيذ أعمالٍ إرهابية ضد اليهود، واتهام السلطات المغربية بذلك، لكي تسمح للحركة الصهيونية بجلبهم إلى فلسطين المحتلة.

وأوضح الباحث، وهو من جامعة «بار إيلان» الإسرائيلية، أن المغرب كان في تلك السنوات هدفا رئيسيا لـ«الموساد»، ودرج رئيس الجهاز على زيارته سرا 4 مرات في السنة، حسب تقرير لصحيفة «راي اليوم» الكويتية.

 وذكر «بن نون» أنه في تلك الفترة حدث أن غرقت سفينة كانت تنقل اليهود من المغرب لـ(إسرائيل)؛ الأمر الذي أدى إلى وفاة طاقمها الإسباني و44 يهوديا مغربيا كانوا على متنها، متهما الموساد بالتسبب في حادثة الغرق عبر الإهمال.

وقال: «لا أزعم أن السفينة تم إغراقها عن سبق الإصرار والترصد، لكن الإهمال كان متعمدا».

وتابع : «الموساد استغل الحادث المأساوي لحث اليهود على مغادرة المغرب والهجرة إلى إسرائيل، وقام العملاء في المغرب بنشر بيان باسم الجالية اليهودية في المملكة عبرت فيه عن رفضها لهذه الأعمال، وتابعت أنه بعد ألفي عام هناك فرصة ذهبيّة لعودة اليهود إلى أرض الآباء والأجداد».

في السياق ذاته، كشفت القناة الثانية الإسرائيلية في تقرير لها، لأول مرة، عمل «الموساد» في أنحاء دول شمال أفريقيا على مساعدة اليهود المحليين الذين كانوا معنيين بالهجرة إلى (إسرائيل) ونقلهم إليها بأمان.

وحسب التقرير، أجرى «الموساد» حملة عسكرية سرية لإقامة خلايا استخباراتية كثيرة في أنحاء شمال أفريقيا؛ حفاظا على اليهود الذين ظلوا في دول مثل المغرب وتونس والجزائر، ولمساعدة نصف مليون يهودي كانوا معنيين بالوصول إلى (إسرائيل).

و زعم التقرير أن (إسرائيل) كانت تخشى من أن يتعرض اليهود لمعاملة قاسية بشكل خاص بعد أن تحقق دول شمال أفريقيا استقلالها.

وتابع التقرير الذي اعتمد على مصادر أمنية رسمية في تل أبيب، قائلا: «أرسل رئيس جهاز الموساد حينذاك (إيسر هرئيل) إسرائيلي يدعى (شلومو حفيليو) لإجراء جولة دامت نحو ثلاثة أشهر. أجريت جولة من تونس حتى شاطئ المحيط في المغرب».

وقد شكلت خلايا الاستخبارات الصغيرة التي نشطت في بضع دول حلقات الوصل بين تل أبيب والدار البيضاء وثماني مراكز أخرى في شمال أفريقيا، وقد أرسِلت أسلحة وذخيرة لأعضاء الخلايا السرية.

وخلال التقرير تحدث «حفيليو» عن حالة عنيفة وقعت عام 1956، ألقت فيها خلية تابعة لجبهة التحرير الوطني الجزائرية (FLN) قنبلة على مقهى يهودي، وعثر رجال «الموساد» الذين نشطوا في المنطقة على الخلية وقتلوا أفرادها، وهكذا انتهى تعرض اليهود للتهديدات.

ولفت التقرير التلفزيوني الإسرائيلي إلى أنه في عام 1956، أصبح المغرب مستقلا، لهذا أغلقت الوكالة اليهودية فيه، وحظرت الهجرة إلى (إسرائيل).

علاوة على ذلك، زعمت المصادر عينها أن السلطات المغربية رفضت إصدار جوازات سفر وتصاريح تنقل لليهود، لهذا بدأت خلايا «الموساد» التي تنشط في المنطقة بالاستعداد لهجرة اليهود السرية إلى (إسرائيل).

كما تم الكشف عن أن أفراد الخلية بحثوا عن اليهود الذين كانوا معنيين بالهجرة إلى (إسرائيل) في كل أنحاء المغرب، وزوروا جوازات سفر من أجلهم، وهربوهم إلى (إسرائيل) بالسفن، وجرى جزء من هذه النشاطات بالتعاون مع السلطات الإسبانية التي صادقت على العبور في أراضيها.

وأشار التقرير أيضًا إلى أنه في عام 1961، توفي ملك المغرب «محمد الخامس» وتم تعيين ابنه الثاني ملكا مما أتاح فرصة للمفاوضات.

كما اتفقت (إسرائيل) مع المغرب وسمح لليهود بمغادرته، مشددا في الوقت عينه على أن هذه الخلايا عملت طيلة تسع سنوات، وساعدت على هجرة نحو 30 ألف يهودي سرا عبر البحر واليابسة.

يشار إلى أن «حفيليو» توفي في شهر مايو/أيار 2016، عن عمر يناهز 96 عاما بعد أن كان مسؤولا عن نقل عشرات آلاف اليهود إلى (إسرائيل) من الدول العربية.

المصدر | الخليج الجديد + صحيفة «راي اليوم»

  كلمات مفتاحية

إسرائيل الموساد المغرب العلاقات المغربية الإسرائيلية هجرة اليهود يغال بن نون