استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

استقلال كردستان؟ حقٌ يُراد به باطل

الأربعاء 27 سبتمبر 2017 09:09 ص

فرقٌ كبيرٌ جداً بين وصف كردستان بـ «إسرائيل ثانية» وبين تشبيه الأكراد بالفلسطينيين في مطالبتهم بحق تقرير المصير. إنها تلك المسافة الطويلة بين الظالم والمظلوم.

لطالما شعر الفلسطينيون بوحدة الحال مع الأكراد، فالهم واحد، والمعاناة واحدة، والأمل واحد. لذلك ينخلع قلبهم حزناً كلما خطَت القيادة الكردية خطوة أخرى نحو إسرائيل، أو كلما رُفع علم إسرائيلي في تظاهرة أو احتفال أو في شارع في كردستان، أو كلما زار وفد رسمي الدولة العبرية في إطار من التعاون، على رغم الوعي الكامل بتاريخ العلاقات السرية والعلنية بين الجانبين.

لا شك في أن هذا الشعور متبادل، وإلا لما أحس بعض مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي من الأكراد بضرورة الاعتذار من الشعب الفلسطيني على التقارب مع إسرائيل، والتذرُّع بالخذلان من المسلمين. مرة أخرى، يدفع الفلسطينيون أثمان مواقف وسياسات لم تكن لهم يدٌ فيها.

الأدهى أن يحس الكرد، وهذا لم يعد حكراً عليهم في المنطقة العربية، أن إسرائيل هي المرجعية وهي الباب العالي الذي يتم من خلاله العبور لحل مشكلاتهم وتأمين تأييد أميركي، نظراً الى قوة اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة.

في الاعتذارات الكرديّة للفلسطينيين ما يؤشر إلى أن المسألة لا علاقة لها بحب الدولة العبرية والوَله بها، كما يرى البعض، فالسياسات لا تُبنى على المشاعر. السياسات تبنى على أساس المصالح. ولو كانت المسألة تتعلق بالمشاعر فقط، لكانت للفلسطينيين دولة الآن. أو ما معنى التأييد الواسع لحركة المقاطعة الدولية لإسرائيل، والتظاهرات المناهضة للعولمة والتي تتصدّرها قضية فلسطين، والتفاف زعماء العالم حول الرئيس محمود عباس ووفده في الجمعية العامة للأمم المتحدة كل عام لإظهار التعاطف؟

وفي لغة المصالح، لا شيء خفياً. أطماع إسرائيل في كردستان حددها رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو عام 2005 عندما تحدث عن ضرورة إحياء خط النفط الرابط بين كركوك والموصل مروراً بسورية وصولاً إلى البحر المتوسط. إذاً هي حرب من أجل النفط وتأمين وصوله بحرّية. هي أيضاً أطماع متعلّقة بالمياه ومصادرها.

استقلال كردستان أيضاً يعني بؤرة توتر جديدة في المنطقة، وجرحاً جديداً مفتوحاً على احتمالات لن يدفع ثمنها غير سكان المنطقة. وإلا ما معنى تهديدات الحكومة المركزية في بغداد للأكراد، ومعها التهديدات التركية والإيرانية والسورية، في شأن الاستفتاء على الاستقلال؟

ثم لماذا أصبحت مسألة «التقسيم» شبحاً يلاحق دول الشرق الأوسط، وسيفاً مسلطاً على رقاب دُوله، ولمصلحة من؟

المسألة ليست في استقلال كردستان. إن أخطر ما في هذا الاستقلال، في هذا التوقيت وفي هذه الظروف، هو تحوّل المنطقة إلى قاعدة عسكرية واستخباراتية متقدّمة لإسرائيل تراقب من خلالها وتهدّد الدول التي تعتبرها «عدوّة»، أي سورية وإيران والعراق، وحتى تركيا.

ليس بريئاً شراء إسرائيل أراضي واسعة ومتصلة بين أربيل والموصل قبل سنوات، وبعضها تم شراؤه من تنظيم «داعش» الإرهابي الذي عمد إلى تهجير الكثير من الأقليات من بيوتها وشراء الأراضي بأبخس الأثمان.

وليس بريئاً الاتفاق أخيراً بين تل أبيب ومسعود بارزاني على عودة نحو مئتي ألف يهودي كردي من إسرائيل إلى كردستان بعد الاستفتاء.

استقلال كردستان؟ هذا حقٌ يراد به باطل.

* فاتنة الدجاني كاتبة صحافية فلسطينية

المصدر | الحياة

  كلمات مفتاحية

استقلال كردستان كردستان «إسرائيل الثانية» تشبيه الأكراد بالفلسطينيين حق تقرير المصير القيادة الكردية إسرائيل رفع علم إسرائيل العلاقات السرية والعلنية التقارب الكردي مع إسرائيل تأمين تأييد أميركي