الأمم المتحدة تدعو قادة بورما لإنهاء كابوس الروهينغا

الجمعة 29 سبتمبر 2017 11:09 ص

حض الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريس» قادة بورما على إنهاء الكابوس الذي يعيشه لاجئو الروهينغا الفارون من العمليات العسكرية وذلك بعد مصرع 19 شخصا على الأقل غرقا ومخاوف من ارتفاع هذا العدد إثر انقلاب مركبهم قبالة سواحل بنغلاديش.

وفي مداخلة أمام المجلس الذي يضم 15 عضوا الخميس، حض «غوتيريس» السلطات البورمية على وقف العمليات العسكرية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة المضطربة غرب البلاد.

 وقال «إن الوضع تدهور وأصبحت الأزمة الأكثر تسارعا للاجئين وكابوسا إنسانيا وفي مجال حقوق الإنسان، داعيا إلى السماح للذين فروا من النزاع بالعودة إلى ديارهم.

وحذر الأمين العام من أنه إذا لم يتم وضع حد لهذا العنف الممنهج، فإن العنف يمكن أن يمتد إلى وسط ولاية أراكان حيث قد يضطر 250 ألف مسلم إضافي إلى الفرار.

وتدفق أكثر من نصف مليون من الروهينغا المسلمين على بنغلاديش الشهر الماضي هربا من حملة عسكرية للجيش البورمي على مسلحين من الروهينغا، أحرقت خلالها قرى في أنحاء ولاية أراكان شمال بورما.

وغرق العشرات أثناء محاولة عبور الأنهار التي تفصل بين الدولتين، فيما يواجه الناجون منهم مخاطر أخرى. وهم يتكدسون في مخيمات بائسة تعاني من نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة.

ودفعت الأزمة الإنسانية المتفاقمة مجلس الأمن الدولي إلى عقد أول اجتماع له حول بورما منذ 8 سنوات، رغم عدم اتفاق الدول الأعضاء على قرار مشترك.

انتقاد أمريكي

ودعت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة «نيكي هيلي» الخميس الدول إلى تعليق إمداد بورما بالأسلحة بسبب العنف ضد الروهينغا إلى أن يتخذ الجيش الإجراءات الكافية للمحاسبة.

وهذه هي المرة الأولى التي تدعو فيها الولايات المتحدة لمعاقبة القادة العسكريين الذين يقفون وراء القمع لكنها لم تصل إلى حد التهديد بإعادة فرض العقوبات التي علقتها واشنطن في عهد الرئيس باراك أوباما.

وقالت «هيلي» لمجلس الأمن الدولي «لا نخشى أن نصف أفعال سلطات بورما بما تبدو عليه بأنها حملة وحشية ومستدامة لتطهير بلد من أقلية عرقية».

وهذه هي المرة الأولى التي تردد فيها واشنطن اتهامات الأمم المتحدة بأن نزوح مئات الآلاف من ولاية أراكان تطهير عرقي.

وقالت «هيلي» «يجب أن يحترم جيش بورما حقوق الإنسان والحريات الأساسية. يجب استبعاد من اتهموا بارتكاب انتهاكات من الاضطلاع بمسؤوليات القيادة فورا ومحاكمتهم لما اقترفوه من مخالفات».

ومضت قائلة «على أي دولة تمد جيش بورما حاليا بالسلاح أن تعلق هذه الأنشطة لحين اتخاذ إجراءات المحاسبة الكافية».

في المقابل، قال مستشار الأمن القومي في ميانمار «ثاونج تون» في الأمم المتحدة الخميس إن ميانمار لا تشهد تطهيرا عرقيا أو إبادة جماعية.

وقال لمجلس الأمن إن بلاده دعت الأمين العام «أنطونيو غوتيريس» لزيارتها.

دعم الصين وروسيا

وعبرت الصين وروسيا عن دعمهما لحكومة ميانمار. وقالت بورما هذا الشهر إنها تتفاوض مع البلدين اللذين يتمتعان بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لحمايتها من أي إجراء محتمل من جانب المجلس.

وقال ممثل الصين «هو هايتاو» إن «المجتمع الدولي يجب أن يدرك الصعوبات التي تواجهها الحكومة البورمية، وأن يتحلى بالصبر ويقدم لها المساعدة.

وأضاف السفير الروسي «فاسيلي نيبنزيا» «يجب أن نكون حذرين جدا عندما نتحدث عن تطهير عرقي وإبادة»، في دعم لموقف الحكومة البورمية التي تتهم مسلحي الروهينغا بإحراق قرى.

وأحرقت مئات القرى في أراكان الشهر الماضي، فيما تقول مجموعات حقوقية انها عملية يقودها الجيش لطرد الأقلية المحرومة من الجنسية وتواجه الاضطهاد منذ عقود.

وتنفي بورما البوذية في غالبيتها، الاتهامات ودافعت عن عملياتها العسكرية بوصفها حملة متناسبة على المتمردين الروهينغا الذين ادت هجماتهم على مواقع للشرطة في 25 أغسطس/آب الماضي إلى الرد العسكري.

وتمنع السلطات الوصول إلى بؤرة النزاع لكنها وافقت هذا الأسبوع على السماح بزيارة للأمم المتحدة إلى منطقة النزاع.

وتم تأجيل الزيارة إلى 2 أكتوبر/تشرين الأول بسبب الأحوال الجوية السيئة، بحسب وسائل الإعلام الحكومة الجمعة.

جماعات الإغاثة

في الوقت نفسه، دعت جماعات الإغاثة الدولية في بورما الحكومة للسماح بحرية الدخول إلى أراكان حيث دفعت حملة للجيش أكثر من نصف مليون شخص للفرار إلى بنغلاديش لكن مئات الآلاف ما زالوا محرومين من الغذاء والمأوى والرعاية الطبية.

وقالت منظمات الإغاثة في بيان مشترك «تشعر المنظمات الدولية غير الحكومية في بورما بقلق متزايد من القيود المشددة على الدخول لأغراض إنسانية ومن العراقيل أمام تسليم مساعدات إنسانية ضرورية بشدة في جميع أنحاء ولاية أراكان».

وأضافت «نناشد الحكومة والسلطات في بورما ضمان أن يحصل كل المحتاجين في ولاية أراكان على مساعدات إنسانية ضرورية بشكل كامل وحر ودون عراقيل».

وجعلت الحكومة الصليب الأحمر في بورما مسؤولا عن المساعدات المقدمة للولاية بمساعدة اللجنة الدولية للصليب الأحمر. لكن المنظمات تقول إنها تخشى ألا تكون المساعدات التي تدخل الولاية كافية لتلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة.

وقالت جماعات إغاثة يوم الخميس إن إجمالي عدد اللاجئين في بنغلاديش الآن 502 ألف.

وتوترت العلاقات بين الحكومة وجماعات الإغاثة منذ شهور واتهم بعض المسؤولين الجماعات بمساعدة المسلحين الروهينغا.

ورفضت جماعات الإغاثة الاتهامات التي قالت إنها تشعل الغضب ضدها بين البوذيين في ظل ما تعيشه البلاد من انقسام طائفي ودعت لوقف المعلومات المضللة والاتهامات التي لا أساس لها.

 ومنذ 25 أغسطس/آب الماضي، يرتكب جيش ميانمار مع ميليشيات بوذية، جرائم واعتداءات ومذابح وحشية ضد أقلية الروهينغا المسلمة بأراكان، أسفرت عن مقتل وتشريد عشرات الآلاف من الأبرياء، حسب ناشطين محليين.

ومنذ ذاك التاريخ فر 430 ألفا من الروهينغا من إقليم أراكان، وفق ما أفاد به المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، «فيليبو غراندي»، الأحد.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

بورما الأمم المتحدة روهينغا بنغلاديش أمريكا الصين روسيا