وزير التعليم السعودي يثير جدلا عقب وصفه كاتبا بالنذالة

السبت 30 سبتمبر 2017 09:09 ص

أثار وزير التعليم السعودي، «أحمد العيسى»، السبت، جدلا واسعا بعد أن وصف كاتبا ومعلما سابقا بـ«النذالة» و«الخسة».

جاء ذلك في مقال رأي نشر بإحدى الصحف المحلية في رد من الوزير على مقال سابق للكاتب انتقد فيه الوزير وعمل وزارته.

وتحت عنوان «على رسلك أخي قينان» نشرت صحيفة «الحياة» السعودية، مقال الوزير «العيسى» الذي وجهه إلى الكاتب السعودي، «قينان الغامدي».

وتصدرت نخب ثقافية ودينية وكتاب وإعلاميون سعوديون الجدل حول المقال الذي تعرض فيه الطرفان، «العيسى»، والكاتب «الغامدي»، للانتقاد من فريق والدفاع من فريق آخر، في أبرز سجال محلي يشارك فيه مسؤول بمرتبة وزير.

وبدأ الوزير مقاله بالقول «قرأت بكل ألم ما سطره قلم الكاتب قينان الغامدي في صحيفة الوطن يوم الثلاثاء الماضي 6 محرم 1439هـ في مقال تفوح منه رائحة النذالة، والخسة، وأقصى ما تصل إليه النفس البشرية من انحطاط».

وكان الوزير يرد على مقال «الغامدي» الذي عنونه بـ«التعليم لا عزم ولا حزم: وط المناقع وحل»، والتي قال في جزء منه: «معالي الوزير مناكفات التيارات دعها لكتّاب الصحف ورواد مواقع التواصل من مختلف التيارات الوطنية، وانصرف إلى وزارتك، وداوي عللها إن كنت تستطيع وعندك النية والعزم قبل الاستطاعة».

وكتب «العيسى»، «لم تكن اتهامات الكاتب بفقدان العزيمة والحزم في مسيرة عملي في الوزارة، هي التي أثارتني لكتابة هذا المقال القصير، فمثل هذا التقييم لا يهمني كثيرا، إذ أن ما يصلني من ثناء وتقييم إيجابي لعملي حتى الآن، من قيادتنا الحكيمة، ومن المنصفين، الشيء الكثير، وهو يغنيني عن البحث عن تقويم من شخص فشل حتى الآن في مسؤولياته العملية كافة، معلما سابقا، ثم صحفيا، ورئيس تحرير».

وأضاف «ما أثارني في مقال الكاتب نقطتان، هما، أولا: محاولة التشكيك في انتمائي الوطني وهويتي الإصلاحية بالقول إنهم «صحويون قدماء، محبون للصحوة، ومستترون»، ويبرهن على ذلك بأن مسرحية «وسطي بلا وسطية»، التي عُرضت إبّان عملي في كلية اليمامة، والتي أفتخر بكتابة نصها، لم تكن أصلا سوى رشوة للتيار التنويري من الصحوي، هكذا».

وقال: «النقطة الأخرى، التي أثارتني في مقال الكاتب قينان الغامدي، هي دعوته لي لترك مناكفات التيارات لكتّاب الصحف ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، وأن أنصرف إلى وزارتي لأداوي عللها، وأنا أتساءل عن أي ظلم يقترفه الكاتب هنا؟»

واختتم مقاله بالقول: «أخيرا، لا بد من أن أشير إلى أنه إذا كان الكاتب أو أحد القراء يعتقد أن إصلاح التعليم يمكن أن يحدث بين عشية وضحاها، أو خلال عامين أو ثلاثة، فهو واهم، ولا يعرف طبيعة النظام التعليمي، وتعقيداته المتناهية، ناهيك عن أن وزارة التعليم اليوم هي عبارة عن أربع وزارات، بعد ضم رئاسة تعليم البنات، والمعارف، والتعليم العالي، والمؤسسة العامة للتدريب التقني في وزارة واحدة، لذلك هون على نفسك يا أخي قينان، وابتعد عن مثل هذه التفاهات، غفر الله لنا ولك».

«تويتر» يتفاعل

وفور نشر مقال «العيسى»، تحول الجدل حوله إلى صدارة الموضوعات المتفاعلة على مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة، لاسيما «تويتر» الذي تصدر فيه وسم «#العيسي_يهاجم_قينان» الترند السعودي في الموقع الذي يجمع ملايين السعوديين.

وعلق الأمير السعودي، «خالد آل سعود» على الجدل الحاصل بالقول: «قرأت رد الوزير معالي د. أحمد العيسى ، وقلت في نفسي: ليتني لم أقرأه».

وكتب المدون البارز، «لويس بن غرم الله»:‏ «كان بالإمكان أن يكون رده أكثر مهنية وموضوعية بتحييد الجانب الشخصي، وأراها سقطة كبيرة لا تغتفر بحجم (وزير للتعليم)».

وقال الكاتب السعودي «جمال خاشقجي»‏:«رغم أن بيني وبين قينان ما صنع الحداد، إلا أن الوزير نزل بخطابه إلى مالا يليق بخطاب أقرانه، وهذه نتيجة تشجيع خطاب شعبوي في إعلامنا».

وعلق الصحفي «محمد يحيى القحطاني» بالقول: «الوزير العيسى يهاجم قينان، بمصطلحات لا ترتقي لفكر وزير تعليم، لكنها تؤكد المستوى الهزيل الذي وصل إليه تعليمنا».

وغرد الكاتب «جمال برهان» قائلا: «أيا كان المقال الذي جاء الرد عليه، لا يفترض من وزير تعليم أن يرد بكلمات (….)، ولكن يبدو أن خلف السطور أكثر من ذلك».

وقال المدون والكاتب «علي السليماني»:‏ «وجهان لعملة واحدة يتحدثون بلغة إعلامية يجب أن ترتقي لتصبح نقدا فكريا، لا نقدا انتقاميا ، الاتزان مطلوب».

وفي 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، كان قرار الملك الراحل «عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود»، بتعيين الدكتور «أحمد بن محمد العيسى» وزيرا للتربية والتعليم، ليظل الرجل -صاحب الفكر الليبرالي- على رأس منصبه، متخطيا أزمات عدة شهدتها وزارته.

الجدل حول «العيسى» ووزارته، بدأ مع قرار تعيينه، في ظل سجال واسع بين شرائح من المحافظين وأضدادهم، إلا أنه تجاوز كل هذا الجدل، وبقى ثابتا في منصبه، رغم التعديلات الوزارية المتعاقبة على مدار العامين الماضيين.

«العيسى» -ببقائه في منصبه رغم الأزمات- تفوق على وزراء كثر كانوا أقدم منه بسنوات، ولم يمروا بما مر به من أزمات، لكنهم مع ذلك رحلوا مع الراحلين؛ كوزير الداخلية الأمير «محمد بن نايف» الذي انتقل منصبه إلى «عبدالعزيز بن سعود بن نايف» في أبريل/نيسان 2017، ووزير المالية «إبراهيم العساف» الذي ذهب منصبه إلى «محمد الجدعان» في أكتوبر/تشرين الأول 2016، ووزير النفط «علي النعيمي» الذي سلم مفاتيح مكتبه إلى «خالد الفالح» في مايو/أيار 2016.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

وزير التعليم السعودي مقال رأي وزارة التعليم السعودية تويتر