نصرالله: انفصال كردستان سينتهي بتقسيم السعودية

السبت 30 سبتمبر 2017 07:09 ص

أكد الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني «حسن نصرالله» أن مسؤولية شعوب المنطقة أن تقف بوجه تقسيم المنطقة لأن التقسيم يلحق بالجميع ويؤدي إلى حروب داخلية في المنطقة تمتد لسنين طويلة، معتبرا أن انفصال كردستان العراق سيصل إلى السعودية وينتهي بتقسيمها.

جاء ذلك في كلمة له بمناسبة احتفالات عاشوراء، حذر خلالها من محاولة الدفع بلبنان في مواجهات داخلية وإقليمية جديدة خاصة من جانب السعودية، مضيفا أن الأمريكيين يحضرون لحروب جديدة.

وقال: «يجب عدم أخذ المشكلة إلى مشكلة كرد وعرب فليس هناك مشكلة مع الشعب الكردي إنما مع السياسيين الذين لديهم أحلامهم وأطماعهم وهذا ما تستغله إسرائيل»، داعيا إلى الذهاب نحو حل يؤدي إلى العيش المشترك كما دعت المرجعية الدينية في النجف.

واعتبر «نصرالله» أن ما يجري في كردستان العراق يهدد المنطقة كلها، وأن «إسرائيل» هي الداعم الوحيد لانفصال الإقليم، مضيفا: «نقول لشعوب المنطقة ولأحبائنا الأكراد المسألة ليست مسألة تقرير مصير بل في سياق تجزئة المنطقة على أسس عرقية وطائفية».

وأشار إلى أن هناك من يتحدث عن دفع بعض الدول لإنجاز عملية تسوية بين «إسرائيل» والفلسطينيين ويتم الحديث عن سعي عربي مع واشنطن لحل القضية في مقابل الذهاب نحو حرب مع إيران، وأيضا هناك من لا يزال يصر أن يغلق جبهات من أجل التركيز على جبهة جديدة، وهي أن تصبح «إسرائيل» حليفا وصديقا وتصبح المعركة مع إيران ومحور المقاومة.

ولفت «نصرالله» أن رأس الحربة في هذا المشروع هم حكام السعودية، مؤكدا أن مشروعهم السياسي فشل في سوريا منذ 6 سنوات وكذلك في العراق منذ 2003 وكذلك في حربهم على اليمن.

وأكد أن الحروب الجديدة في المنطقة هي لمصلحة «إسرائيل» التي ستصبح حليفا ولمصلحة أمريكا وشركات السلاح في أمريكا.

وقال: «نسمع أن هناك من يحضر إلى مواجهة جديدة في لبنان وإلى اصطفافات جديدة»، موضحا أنه إذا كانت من أجل الانتخابات لا مشكلة أما لو كانت لأجل دفع لبنان إلى مواجهة جديدة فهذا الأمر لا بد من التحذير منه.

وأضاف: «لا أنصح أحدا أن يدفع لبنان إلى مواجهات داخلية وخاصة الدولة التي أول حرف من اسمها السعودية وهذه مغامرة فاشلة».

كما شدد على أن مصلحة لبنان تقتضي بعدم الدخول في مواجهة على المستوى الوطني، مؤكدا أن هناك تغيرات تحصل في المنطقة ويبدو أن الأمريكيين يحضرون لحروب جديدة.

ولفت إلى أن هذا التحذير ليس من موقف ضعف أو خوف على مستوى «حزب الله» أو محور المقاومة، مستذكرا أن الجميع يعلم أن «حزب الله» اليوم في أقصى قوة.

ورأى أنه يجب على القوى السياسية التي تدفع إلى هذا التوجه أن تكون على مستوى كبير من الوعي، مؤكدا أنه يجب الحفاظ على الاستقرار العام في البلد.

وأوضح أن لبنان كان أمام مرحلة صعبة في الأيام الماضية خاصة بعد قرار المجلس الدستوري حول السلسلة وقد تمكن من تخطي هذه المشكلة.

وفي الشأن الحكومي، قال: «نحن مع استمرار الحكومة في العمل إلى آخر يوم لتقوم بواجباتها ومع التعاون الايجابي ومعالجة الملفات بكل السبل المتاحة»، مؤكدا أن الحديث عن مشكلة مع الحكومة فهو غير صحيح.

وعن الانتخابات النيابية قال «نصرالله»: «أضم صوتي وصوت حزب الله إلى صوت الرئيس نبيه بري»، قائلا: «قطعا بأن لا تمديد جديد ولا تأخير جديد والانتخابات سوف تحصل».

وبشأن الخروقات الإسرائيلية المستمرة للبنان، دعا الأمين العام لـ«حزب الله» إلى التعاطي مع هذا الأمر بجدية، وإلى تفعيله، حتى لا تصبح الخروقات أمر طبيعي.

وشدد «نصرالله» على وجوب تسليط الضوء على الخروقات الإسرائيلية وما يتم كشفه من كاميرات ملغمة وأجهزة تنصت التي يمكن أن تنفجر بأي مزارع.

وقال إن الإسرائيليين يزرعون عبوات ناسفة تقتل داخل الأراضي اللبنانية وهذا لا يجوز التساهل فيه، تصوروا أن المقاومة تفعل ذلك داخل الأراضي الفلسطينية.

وأضاف: «إن لم يتم معالجة الخروقات بالطرق السياسية، فإن حزب الله سيعالجة على طريقته، ولن يترك البلاد عرضة للعبوات الناسفة والأجهزة التي يمكن أن تقتل أهلنا».

وفي ملف النازحين السوريين في لبنان، تحدث «نصرالله» عن هذه المشكلة، وكشف عن وجود مسؤولين في لبنان لا يريدون عودة النازحين إلى بلادهم لأسباب تخصهم، وأعلن أن «حزب الله» مع العودة الطوعية للنازحين.

ووجه «نصرالله» كلمة إلى النازحين، دعاهم فيها إلى العودة لبلادهم وممارسة حياتهم الطبيعية هناك، مؤكدا أن هذا الملف لا يجب أن يبقى ملفا للمزايدة الانتخابية.

ونوه «نصرالله» بإنجاز تحرير كامل السلسلة الشرقية والجرود في ما سمي التحرير الثاني، لافتا أن التهديد الأمني قائم ولكن ليس في مستوى ما كان في السابق.

وقال: «إن القاعدة اللوجستية لانطلاق العمليات الإرهابية انتهت وقدرة الجماعات الإرهابية على تنفيذ عمليات تراجعت لكن لم تنته».

وأضاف «نصرالله» : «إن الدولة الإسلامية في العراق وسوريا تعيش أيامها الأخيرة وستحاول تأخير حسم المعارك عن طريق الانتحاريين لديها»، متابعا: «عندما تحاصر في هذا المثلث الأخير من الطبيعي إن ما لديها من انتحاريين وانغماسيين وباحثين عن الموت المجاني سيحاولون القيام بهجمات متفرقة عاجزة عن استعادة الميدان وهذا لن يجديهم نفعا وقرار حسم المعركة مع الدولة الإسلامية محسوم ومأخوذ».

  كلمات مفتاحية

السعودية لبنان أمريكا إيران كردستان إسرائيل نصرالله حزب الله