كتالونيا تتجه نحو الانفصال.. ومدريد ترفض

الأحد 1 أكتوبر 2017 06:10 ص

تتجه إدارة إقليم كتالونيا، المتمتع بحكم ذاتي شمال شرقي إسبانيا، الأحد، إلى إجراء استفتاء انفصالها عن مدريد، رغم زيادة حكومة البلاد من تدابيرها لمنعه.

وتخوض حكومة مدريد مواجهة مع الإقليم، الذي يصر على تنظيم الاستفتاء، في واحدة من أكبر الأزمات التي تشهدها إسبانيا منذ تفعيل الديمقراطية بعد وفاة الديكتاتور «فرانسيسكو فرانكو» في 1975.

كما يثير انقسامات بين الكتالونيين أنفسهم، وإن كانت غالبية كبيرة منهم ترغب في تسوية المسألة في تصويت قانوني.

إصرار كتالوني

وقال رئيس إقليم كتالونيا «كارلس بيغديمونت» إنه وأنصاره لن يتنازلوا عن حقهم في تقرير مصيرهم، وإنهم سيشاركون الأحد في الاستفتاء على استقلال المنطقة رغم رفض الحكومة الإسبانية.

وأضاف قبل أقل من 24 ساعة من الاستفتاء: «أن نعود إلى منازلنا ونتنازل عن حقوقنا هو أمر لن يحصل (....) لقد اتخذت الحكومة (الكتالونية) كل التدابير ليتم كل شيء في شكل طبيعي»، داعياً الكتالونيين إلى تجنب أي أعمال عنف، بحسب «الفرنسية».

ودعا «بيغديمونت» إلى وساطة في الأزمة مع مدريد، وقال: «يجب أن نعبر عن رغبة واضحة في حصول وساطة مهما كان السيناريو، سواء فازت نعم أو لا في الاستفتاء».

وأعلنت إدارة الإقليم، أن مراكز الاقتراع، ستفتح أبوابها غداً في التاسعة صباحًا (08.00 تغ)، وتغلق في الثامنة مساءً (19.00 تغ).

ودعت منظمات مدنية مؤيدة للانفصال، والحكومة المحلية للإقليم، الناخبين إلى التوجه في ساعات الصباح وتشكيل طوابير أمام مراكز الاقتراع.

وخصصت حكومة الإقليم، ألفين و315 مركز اقتراع، بوقت احتل فيه مؤيدون للانفصال قرابة 200 مدرسة مخصصة للاقتراع قبل 24 ساعة من بدء التصويت، وذلك بناء على دعوة من منظمات مدنية مناصرة للانفصال.

وتعهد مؤيدو الانفصال، الذين احتلوا كثيراً من مراكز الاقتراع، بمواصلة المقاومة السلمية، بالتخييم في المدارس، ما يفتح الباب لمواجهة محتملة مع الشرطة التي تلقت أوامر بطردهم، لضمان عدم إجراء الاستفتاء، فيما تتجمع من حي إلى حي مجموعات من الأشخاص لتشكيل «لجان لحماية الاستفتاء».

وتعيش برشلونة منذ أسابيع حالة من التعبئة الشعبية المؤيدة للاستفتاء، اتخذت طابع المواجهة السلمية المفتوحة مع مدريد، بينما تزداد المخاوف من وقوع حوادث أمنية نتيجة العصيان المدني والاستفزازات التي يخشى أن تكون التنظيمات الاستقلالية اليسارية المتطرفة تستدرج قوات الأمن المركزية للوقوع فيها.

كما دخل نادي «برشلونة» الشهير على الخط قبل أسبوع، ليعلن دعمه الحق في الاستفتاء والانفصال.

وأكدت حكومة كتالونيا، أنها ستعلن الانفصال في غضون 48 ساعة، حال الموافقة عليه في الاستفتاء، بحسب «الأناضول».

مدريد ترفض

وفي مدريد، أكدت الحكومة المركزية، أن «التصويت غير قانوني، ولن يتم»، كون أن «الدستور ينص على أن البلاد غير قابلة للتقسيم»، كما أرسلت آلافا من رجال الشرطة لتعزيز قواتها في المنطقة لمنع الناس من التصويت.

وأمس، رفع المتظاهرون المعارضون للانفصال علم إسبانيا وهم يرددون: «كتالونيا جزء من إسبانيا»، وشعارات يستخدمونها عادة لتشجيع فرق كرة القدم، بينها «أنا إسباني إسباني إسباني»، كما هتفوا «بيغديمونت إلى السجن».

وأمرت محكمة، الأربعاء، الشرطة بمنع استخدام الأبنية أو الأماكن العامة «من أجل التحضير وتنظيم الاستفتاء».

وأصدرت وزارة التربية الإسبانية بياناً، حملت فيه مديري المدارس في كتالونيا المسؤولية، إذا ساعدوا في إجراء الاستفتاء.

والجمعة، قال وزير التعليم الإسباني، في بيان، إن مديري المدارس في كتالونيا «ليسوا معفيين من المسؤولية»، إذا تعاونوا.

وكررت مدريد تحذيراتها لمن يساعد في تنظيم الاستفتاء بأنهم «سيواجهون عواقب».

ترقب دولي

وتتابع الدول الأوروبية بقلق تطورات الأزمة، وتتجنب التعليق عليها، إذ إن معظمها يعاني من حركات انفصالية متجذرة، من أسكتلندا إلى كورسيكا ولومبارديا وفالونيا.

فيما اكتفى الاتحاد الأوروبي بإعلان استعداده للتوسط استجابة لطلب من الحكومة المركزية.

أما واشنطن، التي استقبلت رئيس الوزراء الإسباني «ماريانو راخوي»، الأربعاء الماضي، فأعلنت تأييدها وحدة أراضي إسبانيا.

وكانت إدارة الإقليم قد أعلنت في يونيو/حزيران الماضي، أن الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، سيكون موعد إجراء الاستفتاء الشعبي بشأن الاستقلال عن إسبانيا.

ويتمتع الإقليم الذي يبلغ عدد سكانه 7 ملايين و500 ألف نسمة، بأوسع صلاحيات الحكم الذاتي بين أقاليم إسبانيا.

ويأتي ترتيب كتالونيا السابع من بين 17 إقليمًا تتمتع جميعها بحكم ذاتي في البلاد.

وتبلغ مساحة الإقليم 32.1 ألف كم مربع، ويضم 947 بلدية موزعة على 4 مقاطعات، هي: برشلونة، وجرندة، ولاردة، وطرغونة.

وحاول الكتالانيون خمس مرات الانفصال عن الحكم المركزي في مدريد، بالتزامن دائماً مع أزمات اقتصادية حادة، كانت آخرها عام 1934 إبان الانهيار المالي العالمي، انتهت بحصول كتالونيا على إعفاءات ضريبية ومحفزات تجارية حصرية لعبت دوراً اساسياً في نهضتها الصناعية والاقتصادية لتصبح المقاطعة الأغنى في إسبانيا توفر وحدها خُمس إجمالي الناتج القومي.

  كلمات مفتاحية

كتالونيا إسبانيا مدريد انفصال استفتاء

إسبانيا.. حاكم «كتالونيا» يوقع قانون إجراء استفتاء استقلال الإقليم