صحيفة إسرائيلية: السعودية تشهد تحولات تاريخية لن تمر بسهولة

الأحد 1 أكتوبر 2017 01:10 ص

قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، إنه من المشوق رؤية التحولات التاريخية الجارية في السعودية، التي جرى من أجلها مواجهة المعترضين من العلماء وتكميم أفواههم.

وأوضحت الصحيفة أن رؤية المملكة العربية السعودية 2030، والتي تم الكشف عنها تدريجيا، تستهدف رفع السعودية لمسارات الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي.

وأشارت في مقالها الافتتاحي الذي كتبته الأحد «سمدار بيري»، إلى أن ولي العهد الشاب، «محمد بن سلمان» (32 عاما)، يدرك أنه بدون سلسلة ثورات من شأن بلاده أن تنهار وتصبح فريسة سهلة لإيران.

وبحسب رؤية 2030، فإن عشرات آلاف العمال الأجانب سيغادرون السعودية ليحل محلهم الجيل الشاب العاطل عن العمل.

وقالت الصحيفة إن النساء اللواتي لا يمكنهن الانضمام لسوق العمل بسبب المحظورات العائلية والمصاعب اللوجستية، سيجلسن خلف المقود في الطريق إلى مكاتب ومستشفيات ومحلات ومدارس؛ للنساء فقط.

ولفتت يديعوت، إلى أنه إضافة لوجود (الولي)، فإن هناك حظر الاحتكاك بين النساء والرجال، ممن ليسوا من أفراد العائلة الصغرى، مضيفة أن الثلاثين امرأة اللواتي انتخبن لمجلس الشورى يضطررن للوصول إلى غرفة جانبية في مبنى مجلس الشورى، وعندما تود إحداهن أن تقدم اقتراحا ما، فعليها أن ترسله عبر رسالة إلكترونية أو بلاغ نصي لعصبة الرجال المحيطة بالملك.

ورأت الصحيفة أن الحدث التاريخي الذي وقع نهاية الأسبوع، هو تعيين ناطقة للسفارة السعودية في واشنطن؛ وهي التي اجتازت معظم حياتها في مناصب أساسية وبيئات اقتصادية في الولايات المتحدة، معتبرة أن هذا التعيين المثير سيكون مدار الحديث.

وأشارت إلى أن الأشهر التسعة المقبلة -حتى دخول السماح للمرأة بالقيادة حيز التنفيذ الفعلي- ستكرس لمناقشة الترتيبات الخاصة بلباس النساء خلف المقود دون أن يكشفن أكثر مما ينبغي، ودون أن يعرضن حركة السير للخطر.

وتساءلت: «ماذا سيحصل عند الاحتكاك - شرطة مع سائقة - في حالة مخالفة مرور؟ ومن سيقوم بتعليم النساء القيادة والسؤال الأساسي: على اسم من ستسجل السيارة؟»، منوهة إلى أنه لا يوجد للنساء في السعودية بطاقة هوية ولا حساب بنكي، وفق الصحيفة.

ورأت يديعوت أنه من المشوق متابعة التحولات في النسيج الاجتماعي المحافظ بالسعودية، متوقعة أن هذا التحول لن يمر بسهولة.

واعتبرت الصحيفة، أن آثار رجل الدين في السعودية اختفت حتى إشعار آخر، مضيفة أنه سيكون من المشوق أن نرى كيف سيواجه ملك السعودية الفعلي (محمد بن سلمان) مخربي الدين وكيف سيكمم أفواههم، بحد زعمها.

وأصدر الملك السعودي «سلمان بن عبدالعزيز»، مساء الثلاثاء الماضي، أمرا بمنح المرأة حق قيادة السيارات، وجاء في نص المرسوم أن أغلبية أعضاء «هيئة كبار العلماء» في السعودية أفتوا بأن الأصل في قيادة  المرأة للمركبة الإباحة، موضحا أن التنفيذ سيبدأ منتصف العام المقبل بعد اتخاذ الإجراءات الضرورية.

مقامرة مجهولة النتائج

 واعتبر المراقب للشؤون السعودية «ستيفن هيرتوغ» قرار المملكة بالسماح للنساء بقيادة السيارة بأنه مقامرة غير معروفة النتائج، تأتي في سياق سعي ولي العهد لكسر التحالف القديم والقوي مع المؤسسة الدينية، لهذا يحاول الحصول على دعم من قطاع الشباب.

ولفت إلى أن «بن سلمان»، الذي يدير البلد باسم والده، «يراهن على أبناء الألفية الجديدة، فبرفع الحظر عن قيادة السيارة أغضب الأمير الكثيرين في المملكة التي قامت على تحالف بين رجال الدين والأمراء».

وبدأت السلطات السعودية حملة اعتقالات منذ أكثر من 3 أسابيع ضد عشرات الدعاة والأكاديميين والمفكرين والكتاب الصحفيين والمثقفين.

ونددت «منظمة العفو الدولية» (أمنستي) باعتقال ناشطين حقوقيين، قائلة إن ذلك يؤكد أن القيادة الجديدة للأمير «محمد بن سلمان» مصرة على سحق حركة حقوق الإنسان في المملكة.

  كلمات مفتاحية

السعودية بن سلمان رؤية 2030 قيادة إيران (إسرائيل)