القضاء على ”الإرهاب“ أولوية حتمية من أبرز افتتاحيات صحف الإمارات

الجمعة 9 يناير 2015 11:01 ص

أجمعت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم على ضرورة مكافحة الإرهاب والتصدي له من قبل القوى الدولية والإقليمية والمحلية لأن العنف والتطرف كانا ولا يزالان أكبر عدوين لتقدم الأمم وهما يتنافيان مع كل القيم والمبادئ السامية ما يجعل القضاء عليهما أولوية حتمية يجب أن تتصدر مختلف أجندات دول العالم والمنطقة ..مشيرة إلى سلسلة الهجمات الأخيرة التي عاشتها فرنسا ..موضحة أن هذه الجريمة قد روعت المجتمعات كافة وجاءت متزامنة مع جريمة أخرى في اليمن ..ثم لحقتها جرائم إرهابية أخرى في فرنسا وسوف تظهر مثل تلك الجرائم في بقاع أخرى إذا لم يتحد العالم لمكافحة الإرهاب كظاهرة منافية للحضارة وللإنسانية ومناهضة لمفهوم الدين أيا كان هذا الدين .
 
وتحت عنوان «نبذ الإرهاب» قالت صحيفة «البيان» إن إدانة الإرهاب بكل أشكاله وصوره باعتباره ظاهرة تستهدف الأمن والاستقرار في العالم موقف لا يختلف عليه أحد .. كما أن الأعمال الإجرامية المفجعة التي ينفذها متطرفون في مناطق متفرقة في المنطقة والعالم تستوجب التعاون والتضامن على جميع المستويات لاستئصال هذه الظاهرة التي تسعى إلى نشر الدمار والفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار وتهدد مستقبل البشرية جمعاء.
 
وأكدت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم أن الإرهاب لا دين له ولا وطن ولا يستثني أحدا ..إنسانا كان أو مجتمعا أو دولة ..مشيرة إلى أن سلسلة الهجمات الأخيرة ـ التي عاشتها فرنسا تؤكد لنا ذلك وكان أبرزها الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الساخرة في باريس الذي أوقع 12 قتيلا ـ لا تمثل أي دين أو دولة إنما هي تعكس تطرف منفذيها الذين يسعون إلى نشر الكراهية بين البشر تحت غطاء الأديان وتقويض الفضيلة الأساسية للتعايش السلمي رغم الاختلافات الوطنية والدينية والثقافية.
 
وأضافت أن مثل هذه الأعمال الإجرامية التي تستهدف المدنيين الأبرياء تتنافى مع جميع المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية ..كما أنها تخالف مبادئ الدين الإسلامي الحنيف وكافة الأديان والمعتقدات وتثبت للجميع أن الإرهاب ظاهرة عالمية يتعين مواجهتها والقضاء عليها من خلال تكاتف الجهود الدولية وليس فقط من خلال توجيه أصابع الاتهام إلى دين أو طائفة أو دولة بعينها أو محاولة الرد عليها بالمثل .
 
وخلصت الصحيفة إلى القول إن الإرهاب الذي له أوجه متعددة وصور مختلفة هو أخطر تحد تواجهه الأمم في ظل تشعبه وصعوبة السيطرة عليه وغموض تفاصيله رغم أن نتائجه دموية ومدمرة يراها الجميع ولا ينكرها أحد اليوم ما يستدعي توحد مختلف القوى الدولية والإقليمية والمحلية للتصدي له وكبح جماح تمدده باقتلاعه من جذوره إذ ان العنف والتطرف كانا ولا يزالان أكبر عدوين لتقدم الأمم وهما يتنافيان مع كل القيم والمبادئ السامية التي تجمعنا ما يجعل نبذهما والقضاء عليهما أولوية حتمية يجب أن تتصدر مختلف أجندات دول العالم والمنطقة.
 
من جانبها قالت افتتاحية صحيفة «الخليج» أن ما حدث في باريس عمل إرهابي موصوف وقد كانت إدانته قاطعة من لدن العرب والمسلمين الذين يعانون إرهاب الجماعات المتطرفة.
 
وأكدت أن إدانة العرب والمسلمين للإرهاب لا تنبثق فحسب من معاناتهم من مظاهره ونتائجه وإنما تنبع أساسا من جوهر ما تقوم عليه ركائز العقيدة الإسلامية التي تكرم النفس الإنسانية وتشدد على حفظها وتكريمها ..وحينما ينظر إلى الأعمال الإرهابية من هذا المنظور فإن مكافحتها ومن ثم إزالتها يصبح أمرا سهلا ..فما يريده المتطرف من أعماله هو خلق التطرف لدى الآخر..بهذه الطريقة يصبح الطريق معبدا لتجنيد الآخرين في جانبه .
 
وتحت عنوان «الاستغلال السياسي» قالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم إن المسلمين الذين يعيشون في أوروبا يعدون بالملايين ومعظمهم غادر إليها من أجل أن يحظى بالعيش الكريم وبعضهم هربا من النزاعات التي تفتك ببلدانهم ..ومثل هؤلاء لا يغريهم التطرف وينصرفون عمن يمارسه .. ولكنهم كأي جماعة قد يتواجد بينهم من ينحرف عن القواعد السليمة والأفكار الصحيحة...
 
وهؤلاء مهما كان عددهم يبقون أفرادا محدودي العدد يمكن تطويقهم واحتواؤهم ..موضحة أن الخشية تكمن في أن يسيطر المتطرفون الآخرون في البلدان الغربية على استغلال مشاعر الناس العاديين في البلدان الأوروبية وتحريضهم ضد المسلمين فيها وأن الخشية الأكبر أن تسارع بعض السلطات من أجل إرضاء المشاعر الآنية الساخطة إلى ممارسات وسياسات تعمم الإدانة وتبالغ في ردود الفعل.
 
وأضافت أنه في هذا الخضم ستنسى كل الأطراف هول الجريمة المرتكبة وتضيع في متاهات التطرف الجماعي الذي يحشد الناس من أجل أغراضه .. مشيرة إلى أن من يتابع التطورات السياسية في البلدان الغربية يجد بكل وضوح أن الأحزاب اليمينية المتطرفة وبعضها يوصف بالفاشية أصبحت تؤثر في مزيد من الناس وتجند الكثير منهم .. ولا علاقة لهذا بالمسلمين إلا من حيث إنهم سهل أن يستغل وجودهم لتصريف الغضب المعتمل في نفوس الناس في أوروبا بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية نحوهم.
 
وأوضحت أنه لعل أبرز الأمثلة على وجود هذه الجماعات المتطرفة من دون وجود المسلمين هو ما يحصل في أوكرانيا والذي وضعها في وسط لهيب الحرب الأهلية ..فالتقشف في أوروبا والفجوة الداخلية تعمق مشاكل البلدان الأوروبية الذي يؤدي إلى ازدياد النقمة والغضب في صفوف الناس ..وقد تجد بعض الحكومات مخرجا أن تسمح في صرف الغضب عن سياساتها إلى أعداء موهومين .. وقد يبعد هذا عنها المشكلات في الأجل القصير لكنها ستعود إليها مضاعفة في الأجل الطويل.
 
وأكدت الصحيفة في ختام افتتاحيتها أن مصلحة هذه البلدان ألا تسمح للتطرف أن يشتعل أواره داخل مجتمعاتها لأنها بذلك تخون أولا ما تدعيه من قيم ولأنها بذلك تزيد المشكلات فيها.
 
 كذلك أكدت صحيفة «الوطن» في افتتاحيتها بعنوان «المعركة ضد الإرهاب واحدة لا تتجزأ» أن الجرائم البشعة التي يرتكبها إرهابيون جهلاء بدينهم مثل ما هم جهلاء بالحضارة والثقافة والمعرفة وبمعنى الآية الكريمة «إنا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا» في الإسلام وغير الإسلام هي جرائم مركبة لا يكفي إدانتها فقط إنما مطلوب معالجة أسبابها وآثارها ومصادرها.
 
وقالت الصحيفة ان جريمة باريس قد روعت المجتمعات كافة من أقاصي الغرب إلى أقاصي الشرق ومن أبعد أطراف الشمال إلى أبعد أطراف الجنوب متزامنة مع جريمة أخرى في اليمن ثم لحقتها جرائم إرهابية أخرى في فرنسا وسوف تظهر مثل تلك الجرائم في بقاع أخرى إذا لم يتحد العالم لمكافحة الإرهاب كظاهرة منافية للحضارة وللإنسانية ومناهضة لمفهوم الدين أيا كان هذا الدين.
 
وأضافت الصحيفة أن أول معلومة لابد من أن يعرفها الغرب ويحفظها عن ظهر قلب هي أن هذه الجرائم الإرهابية لا تمت إلى الدين بصلة ولا هي من صميم تعاليم المسلمين ولا حتى في هوامش التدين إنما هي عمل مفارق تماما لكل ما يتصل بالإيمان والإسلام والتدين والتعبد والانتماء للإنسانية .
 
وأكدت أن على الغرب والشرق أن يعلما أن العالم الإسلامي كله حكومات وشعوبا وديانات يحارب بوحدة الإرادة والوعي تلك الجرائم بكل ما لديه من قوة وصبر وإمكانات وطاقة .. وأن الحرب الدائرة الآن في بعض البلدان العربية هي حرب ضد الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه ومصادره وتسمياته الكثيرة والمتعددة.
 
وقالت الصحيفة أن الرسالة التي يحملها الشعار الدولي "الحرب ضد الإرهاب" تعني في مضمونها وتفاصيلها أن الإرهاب أصبح عملة دولية وظاهرة عالمية حيث تداخلت أسباب وعوامل كثيرة في بروزها ليس الدين الإسلامي طرفا فيها كما يظن البعض لأن الدين ظل موجودا وفاعلا ومؤثرا في حياة مجتمعات البلدان العربية والإسلامية منذ أكثر من أربعة عشر قرنا وظل وسيظل دين محبة وتسامح وتعايش ما دامت الحياة تجري في شرايين البشرية .
 
وأضافت أنه إذا استقرت هذه المعاني في وجدان المجتمعات فإن المهمة الأساسية للمجتمع الدولي هي البحث عن وسيلة لمكافحة الظاهرة ثقافيا وأخلاقيا ومعنويا ما دامت الظاهرة الإرهابية اتخذت طابعا دوليا وعالميا.
 
وأوضحت أنه عندما نصر على أن المعركة أيضا لها بعد معنوي فإن ذلك يتطلب مشاركة إيجابية من الغرب مثل ما هو من الشرق وتفهما عميقا لدواعي الصراع الدائر الآن في المنطقة العربية لتصبح أدوات مكافحة ظاهرة الإرهاب واحدة وموحدة لأن التجربة دلت على أن الإرهاب لا يميز بين المجتمعات حيث إن أهدافه ووسائله أضحت واضحة لدى الجميع .
 
وقالت «الوطن» ان العالم لابد أن يتعرف عن كثب إلى المواقف والرؤى والسياسات التي تنتهجها الدول العربية والإسلامية المتمثلة في جامعتها العربية والمؤتمر الإسلامي في مكافحة الإرهاب سياسيا وأمنيا وثقافيا ودينيا أيضا..موضحة أن فضيلة هذا التعرف يمنع قوى ودول من اللجوء إلى اتباع سياسة الابتزاز أو الضغط أو المفاضلة تحت أي غطاء ..فلا تخرج قوى أوعواصم تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان لتدافع بوعي أو دون وعي عن قوى إرهابية.
 
وأضافت أنه لم تعد هناك ضبابية في المواقف أو في الظواهر فكل شيء اليوم بين وواضح لا لبس فيه.. فالإرهاب واضح وممارساته واضحة ومصادره معلومة وأهدافه مكشوفة ووسائله مشهورة حتى تلك القوى التي تبدو صديقة للغرب ويعيش قادتها وأعضاؤها في عواصم غربية يشكلون خلايا نائمة أو هادئة تبدو لدى بعض الساسة في تلك العواصم «رصيدا استراتيجيا» مهما وهي ليست كذلك إذ كشفت الأحداث والتطورات خلال السنوات القليلة الماضية أنها تفتقد تماما أي صفة لبقائها قوى استراتيجية ليوم من الأيام.
 
وأكدت في ختام الافتتاحية أن الخطوات العملية لمحاربة تلك الظواهر تبدأ من تعرية كل تلك الجماعات وتحجيم نشاطها واحتواء طاقاتها وتجفيف منابعها واقتلاع بؤرها السياسية والعسكرية والثقافية والمادية.. «فالمعركة شاملة لا تتجزأ».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

افتتاحيات صحف الإمارات الإرهاب