وفاة «جلال طالباني» أول رئيس كردي في تاريخ العراق

الثلاثاء 3 أكتوبر 2017 02:10 ص

توفي، ظهر الثلاثاء، رئيس الجمهورية العراقي السابق «جلال طالباني»، بعد صراع مع المرض.

وأعلن التلفزيون العراقي، نبأ وفاة «طالباني» عن عمر ناهز 84 عاما.

و«طالباني»، كان أول رئيس كردي للعراق، انتخب سنة 2005 وأعيد انتخابه لولاية ثانية 2010، وهو مؤسس الاتحاد الوطني الكردستاني وأمينه العام، ومن مؤيدي حقوق الأكراد.

وعاني «طالباني» منذ سنوات من مشاكل صحية، حيث أدخل إلى مدينة الحسين الطبية في الأردن في 25 فبراير/شباط 2007 بعد وعكة صحية أصابته، وأجريت له عملية جراحية للقلب في الولايات المتحدة في أغسطس/آب 2008.

وفي نهاية عام 2012، غادر العراق للعلاج في ألمانيا من جلطة أصيب بها ودخل على إثرها في غيبوبة، ومكث هناك نحو عام ونصف حتى عاد للعراق في يوليو/تموز 2014.

من هو «جلال طالباني»؟

و«جلال حسام الدين نور الله نوري طالباني»، من مواليد 12 نوفمبر/تشرين الثاني 1933، في قرية كلكان على سفح جبل كوسرت المطلة على بحيرة دوكان في محافظة السليمانية العراقية، ويعرف في صفوف الأكراد باسم «مام جلال» (العم جلال)، أطلقت عليه هذه التسمية منذ أن كان صغيرا.

دخل كلية الحقوق في بغداد عام 1953، لكنه اضطر لترك الدراسة حينما كان في السنة الرابعة عام 1956، هربا من الاعتقال بسبب نشاطه في «اتحاد الطلبة الكردستاني».

وفي يوليو/تموز 1958، وعقب الإطاحة بالملكية الهاشمية، عاد «طالباني» إلى كلية الحقوق، وتابع في الوقت نفسه، عمله صحفيا ومحررا لمجلتي «خابات» و«كردستان».

وبعد تخرجه عام 1959، استدعي لتأدية الخدمة العسكرية في الجيش العراقي، حيث خدم في وحدتي المدفعية والمدرعات، وكان قائدا لوحدة دبابات.

أصبح عضوا في الحزب الديمقراطي الكردي عام 1947، وعندما اندلع التمرد الكردي ضد حكومة «عبدالكريم قاسم» في سبتمبر/أيلول 1961، كان «طالباني» مسؤولا عن جبهتي القتال في كركوك والسليمانية.

وفي منتصف الستينيات، تولى عددا من المهام الدبلوماسية التي مثل فيها القيادة الكردية في اجتماعات في أوروبا والشرق الأوسط.

وعندما انشق الحزب الديمقراطي الكردستاني عام 1964، كان «طالباني» عضوا في مجموعة المكتب السياسي التي انفصلت عن قيادة الملا «مصطفى بارزاني».

وقد أدى انهيار الثورة الكردية في مارس/آذار 1975، إلى أزمة كبيرة لأكراد العراق.

وإيمانا منه بأن الوقت مناسب لإعطاء توجيه جديد للمقاومة الكردية والمجتمع الكردي، أسس «طالباني» مع مجموعة من المفكرين والنشطاء الأكراد «الاتحاد الوطني الكردستاني».

وفي عام 1976، بدأ تنظيم المعارضة المسلحة داخل العراق، وخلال الثمانينيات قاد المعارضة الكردية للحكومة العراقية من قواعد داخل العراق إلى أن قام الرئيس العراقي الأسبق «صدام حسين» بحملته العسكرية المسماة بـ«الأنفال» لسحق هذه المعارضة في 1988.

بعد ذلك سعى «طالباني» إلى إيجاد تسوية تفاوضية للتغلب على المشاكل التي اجتاحت الحكومة الكردية، بالإضافة إلى القضية الأكبر وهي حقوق الأكراد في محيط المنطقة الحالية، وقد استفاد مع زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني «مسعود البارزاني»، من خسارة الجيش العراقي في حرب الخليج الثانية عام 1991، بإقامة إقليم كردي شبه مستقل في كردستان العراق.

وبدأت حقبة جديدة في حياة «الطالباني» السياسية بعد حرب الخليج الثانية، وانتفاضة الأكراد في الشمال ضد الحكومة العراقية.

ومهّد إعلان التحالف الغربي عن منطقة حظر الطيران (شكلّت ملاذا للأكراد)، لبداية تقارب بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة «مسعود بارزاني» والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة «جلال طالباني».

ونظمت انتخابات في إقليم كردستان في شمال العراق، وتشكلت عام 1992 إدارة مشتركة للحزبين، غير أن التوتر بين أقوى فصيلين سياسيين في كردستان العراق أدى إلى مواجهة عسكرية بينهما عام 1996.

وبعد جهود أميركية حثيثة وتدخل بريطاني، ونتيجة اجتماعات عديدة بين وفود من الحزبين، وقع «البارزاني» و«طالباني»، اتفاقية سلام في واشنطن، عام 1998.

وبعد غزو العراق في مارس/آذار 2003، دخل «الطالباني» و«البارزاني» العملية السياسية في العراق، وشغلا مواقع قيادية بارزة تعززت إثر فوز تحالفهما الكردستاني بالمرتبة الثانية بعد الائتلاف الشيعي في انتخابات 2005، حيث شغل «طالباني» منصب رئيس للعراق.

وقد انتخب البرلمان العراقي في نوفمبر/تشرين الثاني 2010، «طالباني»، وهو مرشح ائتلاف الكتل الكردستانية، رئيسا للعراق في ولاية ثانية بعد حصوله على غالبية الأصوات.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

جلال الطالباني العراق وفاة أكراد