«جمال سلطان»: «حماس» تمهد لمصالحة بين «السيسي» و«الإخوان»

الأربعاء 4 أكتوبر 2017 10:10 ص

طالب الكاتب الصحفى «جمال سلطان»، النظام الحاكم في مصر، بالسعي لإيجاد صيغة ما للتعايش مع جماعة «الإخوان»، التي أطيح بها من الحكم عبر انقلاب عسكري منتصف العام 2013.

وقال رئيس تحرير صحيفة «المصريون»(مستقلة)، إن تغير الموقف المصرى مع حركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، قد يكون مؤشرًا لإعادة التفكير فى شأن الجماعة. 

وتحت عنوان «عاصفة سياسية تهب على مصر من غزة!»، علق «سلطان» على زيارة رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، الوزير «خالد فوزي» إلى قطاع غزة، في حماية كتائب «عز الدين القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس»، داعيا الحكومة المصرية للاعتذار علنيا للحركة عن الاتهامات التي اعترفت ضمنيا بأنها ملفقة وباطلة وظالمة، وللشعب المصري نفسه الذي تعرض لحملة تضليل رسمية وتلاعب بعقله وضميره الوطني.

وانتقد «سلطان»، التناقض الإعلامي في التعامل مع «حماس»، التي اُتهمت من قِبل الإعلام الرسمي المصري طوال الأعوام الماضية، وعبر تصريحات رسمية، بـ«اقتحام السجون المصرية خلال ثورة يناير، وتهريب قيادات الإخوان من السجون، والتورط في قتل ضباط الجيش في سيناء»، ثم زيارة غزة، والجلوس مع قادة الحركة، واستضافة اجتماعاتهم في القاهرة.

وتابع «سلطان»: «هذا مشهد كوميدي بامتياز، غير أنه من نوع الكوميديا السوداء التي تكشف إلى أي مدى ذهبت بنا وبالعقول الهلاوس السياسية والإعلامية الجاهلة والنفاقية والتافهة».

ويكمل ساخرا،: «حماس لم تعد منظمة إرهابية في مصر، ولم تقتل أبناءنا، ولم تقتل النائب العام، ولم تشارك في قتله، ولم تعتد على السجون والمؤسسات المصرية».

«لن يعتذر أحد بطبيعة الحال، وستمضي الأمور كأن شيئا لم يكن»، بحسب «سلطان».

واعتبر رئيس تحرير صحيفة «المصريون»، أن ما جرى في ملف «حماس» مقدمة ضرورية، سياسية ومعنوية، تمهد لمراجعات سياسية لملف «الإخوان» في مصر، بعد تهيئة الظرف الإقليمي.

واستطرد: «أنا شخصيا ليس لدي أدنى شك في أن النظام عما قريب سيجد صيغة ما للتعايش مع الإخوان واللعب معهم من جديد أو مع جناح مهم منهم على الأقل، وسينسى النظام وإعلامه قصة الإرهاب الإخواني كما نسوا حدوتة إرهاب حماس، ولن يكون مفاجئا لي أبدا أن أسمع عن سباق بين رموز الإعلام الرسمي والموالي الذين ينادون اليوم بذبح الإخوان للفوز بانفراد أول حوار مع مرشد الإخوان، مع الحرص على التقاط الصور الباسمة معه، وجميع الأحكام القضائية التي صدرت والتي ستصدر سيتم محوها بشرطة قلم».

واختتم «سلطان» مقاله، بالقول: «إنها السياسة، التي لا تعرف العواطف التي يغرق فيها قطاع من العوام والدهماء، ولا يدوم فيها كره، كما لا يدوم فيها ود، وإنما تدوم فيها المصالح، وحيثما كانت المصلحة وجدت النظام وخدمه وحاشيته الإعلامية والسياسية». 

ودأب الإعلام المصري، منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز 2013، على اتهام حركة «حماس» بالإضرار بالأمن القومي المصري، والتورط في اقتحام السجون إبان ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، لكن البوصلة بصدد تغير واضح بعد تقارب لافت بين القاهرة والحركة.

ومنذ أشهر، يرعى «السيسي» مصالحة بين حركتي «حماس» و«فتح»، وسمح بفتح مكتب دائم للحركة في القاهرة، وأوفد أمس الثلاثاء، رئيس جهاز الاستخبارات المصرية لزيارة غزة ولقاء قادة الحركة، وبدأ في اتخاذ إجراءات لرفع الحصار عن القطاع.

المصدر | الخليج الجديد + صحف

  كلمات مفتاحية

مصر الإخوان حماس عبدالفتاح السيسي جمال سلطان