يبدو أن نادي «برشلونة» الإسباني في ظل الاحتجاجات العارمة التي تجتاح إقليم كتالونيا يظل محظوظا إلى حد كبير، بسبب تزامنها مع فترة التوقف الحالية المعروفة بـ«فيفا دات»، حيث ترتبط المنتخبات بخوض منافسات التصفيات المؤهلة إلى «كأس العالم» بروسيا العام المقبل.

ومن الصعب مع استمرار حالة عدم الاستقرار في الإقليم، إقامة أي من مباريات «دوري أبطال أوروبا» على «ملعب كامب نو» سواء بجمهور أو بدون، نظراً لمعارضة «الاتحاد الأوروبي لكرة القدم – يويفا» ذلك، ما قد يضطره إلى نقلها بعيداً عن الإقليم أو خارج إسبانيا تماما.

ويشهد إقليم كتالونيا احتجاجات واضطرابات أدت إلى أعمال شغب وعنف بين المواطنين ورجال الشرطة الإسبانية، بسبب مطالبتهم بانفصال الإقليم عن إسبانيا.

وكانت حكومة إقليم كتالونيا قد أجرت استفتاء حول الانفصال عن دولة إسبانيا، يومي الأحد والإثنين الماضيين، حيث يطالب سكان الإقليم بسرعة الانفصال مع تحول «برشلونة» عاصمة لدولتهم الجديدة، وهو ما عارضته الحكومة الإسبانية بشدة ولجأت للدفع برجال الشرطة واستخدام العنف لمنع إقامته، ما أسفر عن إصابة أكثر من 800 شخصاً.

وبرغم المطالبات الجماهيرية لإدارة نادي «برشلونة» بالانسحاب من مباريات «الدوري الإسباني» لكن الرئيس «جوسيب ماريا بارتوميو» فضل مصلحة الفريق ورفض الانسحاب وخسارة ست نقاط في مشواره لاستعادة اللقب، وخاض مباراة «لاس بالماس» بالجولة الماضية من البطولة بدون جمهور وفاز بنتيجة 3-0، بعدما فشل في تأجيلها.

وتعرض «بارتوميو» لانتقادات لاذعة بسبب عدم الانسحاب ليحاول مصالحة جماهيره بعد ذلك، بالإعلان عن التضامن والمشاركة في الإضراب العام بالإقليم، أمس الثلاثاء، وأصدر بيان قال فيه: «قرر النادي الانضمام إلى الإضراب العام الذي دعا إليه ائتلاف (من أجل الديمقراطية)، وبناءً عليه، فإن مقر النادي وجميع مكاتبه ومرافقه ستظل مغلقة يوم الثلاثاء 3 أكتوبر، حيث لن يتدرب أي من الفرق التابعة لنادي برشلونة خلال هذا اليوم، الذي سيشهد أيضاً إغلاق المتحف والجولة عبر ملعب الكامب، فضلاً عن المكتب الخاص بخدمة الجماهير».

وأضاف: «لم نستطع تأجيل مباراة لاس بالماس لذا قررنا خوضها بدون جمهور، لقد اتخذنا القرار لأنها الطريقة التي نظهر بها للعالم ما يحدث».

كما أعلن رئيس حكومة إقليم كتالونيا «كارلوس بوجديمون»، إنه سيعلن الانفصال عن إسبانيا في غضون أيام، قائلاً: «إن حكومته ستعمل خلال نهاية هذا الأسبوع أو بداية الأسبوع المقبل».

تجدر الإشارة إلى أن المواجهة القادمة لـ«برشلونة» على ملعبه ستكون في «دوري أبطال أوروبا» أمام «أوليمبياكوس» اليوناني يوم الأربعاء 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وحال استمرت أوضاع الإقليم على ما هي عليه يبقى السؤال.. هل يجرؤ «البلوغرانا» على الانسحاب الذي يعرضه لعقوبات قاسية أم يتم نقل المباراة إلى ملعب آخر؟

ويتابع «الاتحاد الأوروبي لكرة القدم – يويفا» الأوضاع داخل إقليم كتالونيا وموقف «برشلونة» الذي انجرف لخطر التعرض لعقوبة خلط السياسة بالرياضة بسبب تشجيعه الانفصال ما قد يعرضه للتجميد والاستبعاد من المشاركة بـ«دوري أبطال أوروبا»، حال تم بالفعل الانفصال عن إسبانيا.

وستصبح فكرة انتقال «برشلونة» للعب في «الدوري الإنجليزي» أو «الدوري الفرنسي» أو غيرهما أمر غير منطقي لأنه سيكون مجمدا حينها من معظم جماهير أوروبا، كما أنه سيتوجب عليه اللعب من الدوريات الأدنى، بداية من دوريات الدرجة الرابعة أو الخامسة حتى يتأهل إلى اللعب في دوريات الدرجة الأولى الممتازة، كما حدث مع نادي «سوانزي سيتي» الويلزي الذي يشارك حالياً في «الدوري الإنجليزي».