«الغارديان» تكشف منافسي «السيسي»: أستاذة راقصة تطمح لرئاسة مصر

الأربعاء 4 أكتوبر 2017 12:10 م

أثارت مرشحة مصرية لانتخابات الرئاسة المقبلة، جدلا واسعا في أوساط المتابعين، والمجتمع المصري، وذلك بعد أن صرحت في أكثر من مناسبة عن كونها مختلفة عن الآخرين، وأنها ستكون أول رئيسة لمصر تحمل كأس نبيذ في يد، وسيجارة في اليد الأخرى.

وقالت المرشحة الرئاسية المثيرة للجدل «مني البرنس» وهي تجلس في مطعم معبأ بدخان السجائر في وسط القاهرة، وتستند إلى طاولة: «أريد أن أكسر الصورة النمطية للرئيس، المسؤول المقدس الذي يعرف كل شيء».

ووفقا لتقرير صحيفة «الغاريان البريطانية»، فإن الرسالة القائلة بأن القادة، حتى الرئيس المصري الحالي «عبد الفتاح السيسي»، غير معصومين، تحظى بشعبية بين المرشحين المحتملين الآخرين، لذا حاولت الصحيفة التعرف على أبرز وأغرب الأشخاص الذين قد يترشحون في انتخابات الرئاسة السابقة.

وبحسب «الغارديان» فإن «منى البرنس»، أستاذ الأدب الإنجليزي، التي أثارت جدلا كبيرا في البلاد لأسباب أخرى غير ترشحها، كانت ترتدي قبعة بيضاء، وتشرب الجعة أثناء المقابلة مع «الغارديان». ثم أضافت ضاحكة «أنا إنسانة - والرئيس إنسان!».

 

قريب «السادات» يفكر في الترشح

من جانبه يقول «أنور السادات»، نجل شقيق رئيس مصر الأسبق والذي يحمل اسمه: «نريد في المقام الأول أن نبعث برسالة مفادها أنه لا يوجد رئيس خالد في منصبه، وأن هناك مرشحين آخرين وهناك منافسة».

وقال «السادات» لـ«الغارديان» إنه يفكر في الترشح، وأنه وفريقه يستعدون لترشح محتمل. إذا قرر رسميا دخول سباق الرئاسة في مصر عام 2018، فإن عضو البرلمان السابق المعروف سيكون مرشحا يوقره الناخبون.

وتلفت الصحيفة البريطانية إلى هشاشة احتمالية فوز الناخبين والطامحين للرئاسة في مصر، في الوقت والبلد الذي فاز فيه الرئيس الحالي «عبد الفتاح السيسي» بالانتخابات الأخيرة بنسبة 96% من الأصوات، موضحة أن المرشحين في قرارتهم لا يسعون من الأساس للانتصار، «فمجرد الوصول إلى الاقتراع وتقديم بديل للسياسات الديكتاتورية الحالية في مصر سيكون فوزا في عيونهم»، وفقا لـ«الغارديان».

ومنذ وصوله إلى السلطة في عام 2013 ثم الفوز في الانتخابات في عام 2014، صور «السيسي» نفسه ضمانا لأمن مصر والازدهار المنتظر، لكنه قمع أي شكل من أشكال المعارضة.

وعلى الرغم من أن الثقة قليلة في أن السباق الرئاسي لعام 2018 سيكون عادلا، لكن حفنة من المرشحين المحتملين لديهم ما يكفي من الجرأة لمحاولة إقناع الجمهور المصري بأن التغيير ممكن.

يقول «السادات»: «إن المنافسة مع السيسي ليست بالضرورة على الفوز، بل هي حول خلق النقاش». ويضيف أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يثنيه عن الترشح سيكون «إذا شعرت أن النتيجة محددة مسبقا، أو منحازة، أو تفتقر إلى الاستقلال».

شعار «البرنس»: «لسنا ملعونين»

تضيف «الغارديان»، أن «منى البرنس» مولعة بقول «لسنا ملعونين!» كنوع من الشعار للحملة، ويركز برنامجها على استخدام «التعليم والفنون» كحل لمشاكل مصر، بما في ذلك الأزمة الاقتصادية المستمرة والتيار الجهادي المتنامي.

ولكن ترشحها قوبل بالاستهزاء، ويرجع ذلك جزئيا إلى اختيارها غير التقليدي للإعلان عن نيتها في الترشح عبر شريط فيديو نشر على فيسبوك أظهرها وهي تشرب الجعة على سطح منزلها أثناء مناقشة القضايا السياسية المعاصرة.

وحول ذلك، تقول «منى»: «لا يوجد أي مرشح رئاسي يجرؤ على نشر صورته مع كأس من النبيذ أو أي كان في يده - على الرغم من أنهم يشربون».

ووفقا لتصريحاتها لـ«الغارديان»: «لا يتعلق الأمر بالترويج للشرب في المجتمع، إنه الصدق! أنا لا أنشر صورا لنفسي وأنا أصلي حتى يعرف الناس أنني متدينة، هذا ليس ما يؤهلني لكي أكون رئيسة، أنا هنا لأداء وظيفة، لا لكي أتحدث عن الله».

الإيقاف عن العمل

وتشتهر «منى» بإثارة الجدل، والرأي العام، فهي موقوفة حاليا من منصبها في جامعة السويس بعد تدريس طلابها رواية «الجنة المفقودة» لـ«جون ميلتون»، ما دفع الجامعة إلى اتهامها بـ«نشر الأفكار المدمرة»، و«تمجيد الشيطان».

وفي وقت سابق من هذا العام، بدأت الجامعة جلسة تأديبية - لا تزال مستمرة - بعد أن نشرت شريط فيديو لنفسها على «فيسبوك» وهي ترقص، وهي معرضة ليس فقط لفقدان وظيفتها، بل إذا قدمت الجامعة المزيد من الاتهامات القانونية ضدها، فقد يتم منعها من الترشح للرئاسة نهائيا.

واستهدفت معظم الانتقادات الموجهة إلى «منى البرنس» عبر وسائل الإعلام المحلية نوعها الجنسي، كما أُوقفت عن العمل بسبب «كشفها عن حياتها الشخصية»، إذ توصف الفيديوهات التي تعرض رقصاتها وصورها التي تنشرها مرتدية البيكيني بأنها غير لائقة لكونها أستاذة جامعية، لكنها لا تزال جريئة وتقول إن هذا النقد عمَّق من دوافعها للترشح لرئاسة الجمهورية، بحسب الصحيفة.

وتقول «منى البرنس» «إن الناس يشعرون إننا نحتاج إلى بعض التغيير، فلم لا؟ لقد جربنا النمط البدائي: وهو رئيس يبدو ويتحدث بطريقة محددة، ربما نحتاج أن نجرب امرأة، أليس كذلك؟»، حسب تعبيرها.

استهداف.. وحركات بذيئة

من ناحيته، المحامي الحقوقي «خالد علي»، المعروف بمعركته القضائية ضد الحكومة المصرية في وقت سابق من العام الحالي 2017 لمنع انتقال ملكية جزيرتين تقعان في البحر الأحمر إلى السعودية، حصل على أقل من 1% من إجمالي الأصوات عندما خاض الانتخابات الديمقراطية المصرية الوحيدة المعترف بها دوليا عام 2012.

لكنه بعد انتشار تقارير تربطه باحتمالية خوض السباق الرئاسي للمرة الثانية عام 2018، وجد نفسه فجأة في معركة قضائية طويلة وحُكم عليه بالحبس ثلاثة أشهر لقيامه بإشارة بذيئة، عرضتها صورة التُقطت له قبل أشهر خارج إحدى محاكم القاهرة.

ويُتوقع أن يستأنف «علي» ضد الحكم، ولكن في حال إقرار الحكم سوف يُمنع من المنافسة على منصب رئيس الجمهورية خلال العام القادم.

«شفيق» .. وعودة اللاعبين السابقين

وألمح المرشح الرئاسي السابق «أحمد شفيق»، الذي خسر الجولة الثانية من انتخابات 2012 لصالح الرئيس الأسبق «محمد مرسي»، إلى نواياه لخوض السباق الرئاسي عام 2018، وذلك من خلال إثارة الرأي العام المصري ومقدمي البرامج التليفزيونية عن طريق إخبارهم في بدايات سبتمبر/أيلول الماضي، أنه سوف يعلن قراره «خلال أسبوع أو عشرة أيام».

ويرتبط «شفيق»، وهو رئيس وزراء سابق وقائد سابق للقوات الجوية المصرية، بالجيش المصري صاحب النفوذ الكبير وأيضا بالرئيس المخلوع «حسني مبارك»، لكنه لم يعد بعد من منفاه المستمر منذ خمس سنوات في الإمارات، حتى بعد رفع اسمه من قوائم الترقب والوصول.

وعلى الرغم من العقبات المتزايدة، لدى مرشحي المعارضة سبب لينتقدوا الرئيس الحالي، حسب «الغارديان». فقد وجد استطلاع رأي في عام 2016 أجراه المركز المصري لبحوث الرأي العام، أن شعبية «السيسي» انخفضت بنسبة 14% بسبب ارتفاع الأسعار الذي تسببت فيه الاضطرابات الاقتصادية في البلاد.

وفي غضون ذلك، تدفع مجموعة من أعضاء البرلمان المصري نحو تمديد فترة حكم الرئيس المصري لستة أعوام أخرى، ويجادلون بأنه في حاجة إلى مزيد من الوقت كي يحقق الإصلاحات الاقتصادية التي طال انتظارها، وطالت وعوده بها.

مؤيدو الأستاذة الراقصة

وتؤكد «الغارديان» أن التحدي الأساسي أمام أي مرشح رئاسي هو الوصول إلى الاقتراع، وهو ما يتطلب جمع 30 ألف توقيع على الأقل من 15 محافظة.

ومن جانبها، تزعم «منى البرنس» أن متابعيها الذين يبلغ عددهم 110 آلاف و300 متابع على موقع «فيسبوك» سوف يساعدونها في الحصول على هذا العدد من التوقيعات، على عكس ما حدث في المرة الأخيرة التي ترشحت فيها عام 2012، وعن ذلك تقول «سيكون إنجازا إن استطعت الوصول إليه».

وقد حظيت صفحة حملة «منى البرنس» على موقع فيسبوك بإعجاب 7260 حتى الآن.

وتتحدث «منى البرنس» عن تلقيها رسائل الدعم من جميع أنحاء مصر، بما في ذلك المراهقات اللائي ألهمتهن بظهورها بلا خجل في مجتمع محافظ.

وتوقفت للحديث إلى صديقين كانا يتناولان الطعام ويحتسيان الشراب أثناء المقابلة، فكشفا أنهما لا ينتويان التصويت لها، حسب «الغارديان».

كما اقترب النادل، واسمه «سعيد»، ليتحدث إلى «منى» حول ما وصلت إليه جلسة الاستماع التأديبية الخاصة بها؛ فكلاهما قريبان ويعرفان بعضهما منذ عقد من الزمن.

لكن «سعيد» أبدى امتعاضه فيما يتعلق بإحساسه حول الإدلاء بصوته لصالح «منى البرنس» التي تعد من أفضل زبائنه.

ويقول حول ذلك: «إذا كنا سنتحدث عن كونها زبونة وضيفة، فهي لطيفة وودودة، ولكن أن تكون مسؤولة عن البلاد، فلا أعتقد ذلك؛ فهو ليس شيئا سهلا، لن أصوت لها، وأيما كان الشخص الذي سيترشح للمنصب، ينبغي أن يمتلك الخبرة لذلك».

وتختتم «الغارديان» بالتأكيد أن السيدة المصرية الجريئة والمثيرة للجدل لاتزال تتحدى كل هذا، وتخطط لبدء حملتها جديا في وقت لاحق من هذا العام 2017.

وتقول: «ينعتني بعض الناس بالجنون، ولكننا نحتاج إلى قليل من الجنون في حياتنا، إننا نحتاج إلى هذه اللمحة من الجنون في أي رئيس؛ أي أن يكون شخصا جريئا».

المصدر | الخليج الجديد + هاف بوست عربي

  كلمات مفتاحية

مصر انتخابات الانتخابات الرئاسية رئاسة مصر مرشحين السيسي 2018