ماذا تعني قاعدة تركيا الجديدة في الصومال؟

الأربعاء 4 أكتوبر 2017 01:10 ص

افتتحت تركيا أكبر قاعدة عسكرية لها في الخارج مخيبة آمال أولئك الذين يدعون أن البلاد تتحرك بعيدا عن الغرب، ستعمل أكبر قاعدة عسكرية تركية فى العاصمة الصومالية مقديشو بصفة خاصة كأكاديمية عسكرية، وسيكون هناك حوالى 200 جندى تركى سيساهموا فى تشكيل الجيش الصومالى بشكل فعال، والغرض من ذلك هو تعزيز قدرات الدفاع والقتال، وبصورة أولية، لا علاقة للقاعدة بشواغل تركيا الأمنية المباشرة.

تجدر الاشارة إلى أن الصومال تشهد عمليا حربا منذ عام 1988 عندما أصبحت البلاد مسرحا ليس فقط للحرب الأهلية بل أيضا للصراع الاقليمى الذى يضم أثيوبيا وتشاد، ثم أصبحت مشهدا للتدخل الدولي بقيادة الولايات المتحدة وبدعم من الأمم المتحدة وكان السبب الاستراتيجي وراء التدخل هو أن واشنطن لا تريد أن تستولي التيارات الدينية «المتطرفة» على السلطة في البلاد التي تقع على مسار أكثر طرق الشحن الدولية ازدحاما، ومع ذلك، فإن التدخل أضاف فقط مزيدا من الفوضى إلى الفوضى المستمرة.

وبعد انهيار الحكومة الصومالية فى عام 1991 أغلقت الولايات المتحدة سفارتها فى مقديشو وسحبت جميع دبلوماسييها الى العراق للعودة إلى البلاد فى العام القادم ولكن هذه المرة مع تعزيزات عسكرية. ثم اجتمعت الجماعات المسلحة المتباعدة في الصومال للقتال ضد العدو المشترك، أي الولايات المتحدة، كانت المعارك شرسة بشكل خاص، ولم ينس الرأي العام الأمريكي صور الجنود الأمريكيين الذين سحلوا في الشوارع في عام 1993.

كما اتضح أن الجيش الامريكى لن يكون قادرا على تحقيق استقرار البلاد فى وقت قريب، وقررت واشنطن إنهاء العملية فى عام 1994 وانتظرت حتى عام 2014 لإعادة فتح سفارتها، ومنذ ذلك الحين، تتعاون الولايات المتحدة مع حكومة الصومال لمحاربة حركة الشباب.

وكثيرا ما جعلت التدخلات الأمريكية في أجزاء مختلفة من العالم المشاكل القائمة أكثر تعقيدا، والصومال ليست استثناء، إن التدخلات الأجنبية تجعل الصراعات أكثر صعوبة في التعامل معها من خلال الإجراءات المحلية، حيث تحول الصراع المحلي أو الإقليمي إلى قضية دولية تتصادم فيها المصالح المتضاربة للقوى العظمى مع بعضها البعض.

ما تحاول تركيا القيام به في الصومال الآن هو إنجاز، وكحليف أمريكي، ستقوم بما لم تتمكن الولايات المتحدة من إدارته حتى الآن، وستساعد تركيا الصومال على بناء جيش وطني فعال قادر على شن حرب ضد حركة الشباب، ومع ذلك، يجب ألا ننسى أن تركيا تعمل في القرن الأفريقي بالتنسيق التام مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.

ربما هذه هي إجابة جيدة لأولئك الذين يدعون أن تركيا تقوم الانجراف بعيدا عن الغرب وتقترب جدا من المحور الروسي الإيراني. أولا، ليس صحيحا أن روسيا وإيران تشكلان كتلة صلبة لا تفكر إلا في إضعاف الغرب، ثانيا «الغرب» ليس كتلة متجانسة، والواقع أن إيران ترغب فى تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة، وأن الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» له علاقات ودية للغاية مع نظيره الأمريكى «دونالد ترامب».

وعلاوة على ذلك، فإن العلاقات بين الدول ليست بعيدة عن أن تكون خطية؛ فإن الولايات المتحدة لا تتردد في نقل أسلحة روسية إلى جماعة «إرهابية» سورية تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، في حين تتعاون فرنسا مع تركيا للتعامل مع أزمة شمال العراق، على سبيل المثال، باختصار، كل شخص قادر على التعاون مع الجميع إذا كان ذلك يخدم مصالحهم في مسألة معينة.

وبالتالي فإن النقاش حول «أين تنتمي تركيا» لا معنى له في عالم اليوم؛ ونحن لا نعيش تحت ظروف الحرب الباردة حيث كان على الجميع اختيار جانب ما والتمسك به، وأخيرا ربما تكون الادعاءات حول مكان تركيا في النظام الدولي ليست إلا أداة تستخدم لإبقاء تركيا بعيدة عن الاتحاد الأوروبي.

  كلمات مفتاحية

تركيا الصومال قاعدة عسكرية حركة الشباب

تركيا ترسل مساعدات طبية عاجلة إلى الصومال