المنافسون لـ«السيسي» في رئاسيات 2018.. ثلاث جبهات وولادة متعسرة

الأربعاء 4 أكتوبر 2017 08:10 ص

قبل أشهر قليلة من بداية معركة الانتخابات الرئاسية في 2018، لم يترشح أمام الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» أحد.. ورغم الكشف عن 3 محاولات لبناء جبهات سياسية تدفع وتدعم مرشحين منافسين لـ«السيسي» في الانتخابات المقبلة فإن المحصلة في النهاية «صفر»؛ والنتيجة الثابتة أنه لم يترشح أحد.. ولم تولد جبهة واحدة.

وخلال العامين الماضيين؛ طرحت قوى معارضة أكثر من مبادرة وعقدت اجتماعات عديدة لاختيار مرشح لها للسباق الرئاسي، وأعلنت شخصيات من اليمين واليسار والإسلاميين والعلمانيين عن تفاهمات ونداءات، لكن شيئا من ذلك لم يسفر عن واقع ملموس.

سببان لعسر الولادة

لكن مراقبين أشاروا إلى أن تعثر ولادة معظم الجبهات الهادفة لتقديم بديل لـ«السيسي» يرجع إلى عاملين، الأول مشكلة التصنيف والإقصاء، بمعنى أنه بعد الثورة كان هناك فريقان؛ «الفلول -والثوار»، لكن الآن توجد أصناف كثيرة، «فلول – عسكر - ثوار أيدوا العسكر- ثوار سكتوا على دماء رابعة – إخوان أو إسلاميون أيدوا العنف – إخوان ولكن لم يمارسوا العنف - ...» وهكذا فإن كل فريق تجده يميل للانغلاق على نفسه ورفض أبناء الفريق الآخر، وبالتالي تظل الجبهات هزيلة متصارعة وتتعثر رؤيتها النور.

السبب الآخر أن النظام الحاكم يتعقب رموز المعارضة التي تبدي استعدادا أو يرى النظام فيها إمكانية المنافسة، فالنظام مثلا أقصى «هشام جنينة» من المركزي للمحاسبات عندما لمس تصاعد شعبيته بسبب محاربته الفساد، وتعقب «خالد علي» عندما أحس بتنامي شعبيته عند دفاعه عن مصرية جزيرتي «تيران وصنافير».. كما يهتم بتشويه كل رمز مدني أو غيره يشعر برغبته في الترشح أو ميل الناس لترشيحه، مثل «عصام حجي» أو «محمد البرادعي»، مما يدفع تلك الرموز إلى النأي بأنفسها عن ذلك المعترك، وهو ما يجهض أي محاولة لطرح بديل.

وبعدما بدأت مياه الحياة السياسية الراكدة في مصر تتحرك مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها منتصف عام 2018، كشفت تسريبات إعلامية وسياسية عن جبهة تحت التأسيس يرأسها رجل الأعمال والسياسي «ممدوح حمزة»، بهدف تشكيل جبهة لدعم مرشح رئاسي ضد «السيسي»، لتكون بذلك الجبهة الثانية التي يعلن عن الاتجاه لإنشائها بعد جبهة الأكاديمي المصري «عصام حجي».

أفول نجم جبهة «حمزة»

جبهة «حمزة» التي تردد أنها تضم أيضا المستشار «هشام جنينة» رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق والذي أطاح به «السيسي» من منصبه، لم تمانع في ضم شخصيات ذات خلفية عسكرية، كما أعلنت على لسان أحد أبرز أعضائها الدكتور «حازم عبدالعظيم» الذي كان عضوا في حملة «السيسي» قبل أن يتحول إلى معارض لسياساته.

«عبدالعظيم» كشف عن أن الفريق «أحمد شفيق»، آخر رئيس للوزراء في عهد «مبارك»، من بين الأسماء المطروحة لتدعمها الجبهة في الانتخابات المقبلة.

الجبهة التي أشيع إعلاميا أنها تحمل اسم «جبهة التضامن للتغيير» وتعرف على مواقع التواصل الاجتماعي باسم «جبهة ممدوح حمزة»، لن تقبل ضم أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين» الذين تورطوا في أعمال عنف ودم، لكن «عبدالعظيم» أفاد أنهم لم يقرروا أمرا بشأن أولئك الذين لم يتورطوا في أعمال العنف: «لسه مفيش قرار بخصوص الموضوع ده.. لسه هنقعد ونتكلم».

وتعد جبهة «التضامن» أو «حمزة» أول جبهة تضمن محسوبين على التيار الثوري تجاهر باحتمالية دعمها للثوار.

جبهة «حمزة» التي علا نجمها لأيام قليلة، سرعان ما أصابه الأفول، خاصة بعد تردد أقاويل عن فيتو إماراتي على ترشح شفيق المقيم على أراضيها منذ عهد الرئيس الأسبق «محمد مرسي»، ورغم تعهد شفيق السابق بالإعلان عن موقفه من الترشح للرئاسة خلال 10 أيام، فإنه لاذ بالصمت بعد زيارة «السيسي» الأخيرة للإمارات.

كما أن المرشح الثاني للجبهة المستشار «جنينة» لم يعلن قبل ذلك مطلقا عن إمكانية ترشحه، بل إنه لم يؤكد ولم ينف انضمامه لتلك الجبهة أصلا.

«حجي» يتراجع

جبهة حمزة تتفق مع جبهة «عصام حجي» المستشار العلمي السابق لرئيس الجمهورية في رفض ضم «الإخوان» إلى صفوفها، لكن جبهة «حجي» التي تأسست في أغسطس/آب من العام الماضي وتحمل اسم «مبادرة الفريق الرئاسي 2018» بهدف تقديم بديل مدني تنموي للسلطة الحالية، رفضت ضم من كانوا منتمين للمؤسسة العسكرية.

وترتكز «مبادرة الفريق الرئاسي 2018» لتقديم بديل تنموي يركز على خمسة محاور أهمها التعليم والثقافة، وتطوير الاقتصاد.

لكن الجبهة لم تعلن عن مرشح رئاسي محدد حتى الآن، رغم أن اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية، بل إن الجبهة بدأت في التراجع عن دخول الانتخابات الرئاسية المقررة في 2018 أصلا، لأنها ترى أن «السلطة لا تنوي إجراء انتخابات جدية» بحسب تعبير «ياسر الهواري» عضو المكتب السياسي للمبادرة.

«الهواري» دلل على عدم نية السلطة إجراء انتخابات جدية بقوله: المبادرة بعد قضية «تنازل النظام الحاكم عن جزيرتي تيران وصنافير لمصلحة المملكة العربية السعودية» تراجع موقفها من الانتخابات، لأن «اثنين ممن كانوا على قائمة خياراتها، وجهت إليهما بشكل مباشر اتهامات بهدف منعهما من الترشح»، قاصدا «خالد علي» و«هشام جنينة».

القائمون على المبادرة أعلنوا سابقا أنهم على استعداد لدعم المرشح الذي يقبل مشروعهم، ولكنهم «لن يدعموا ولن يقبلوا ضمن الفريق أيا من المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين، أو ذوي الخلفية العسكرية، أو رموز نظام مبارك»، لأن «هؤلاء يمثلون عكس ما يمثله معسكر الثورة الطامح إلى دولة مدنية»، بحسب تصريحات «الهواري».

«نحن في لحظة هدوء ما قبل العاصفة، أو سكون ما قبل الانفجار، تحت ضغط محاولة تجميد الحياة السياسية بشكل كامل وقتل الحياة السياسية، وهذه أوضاع غير قابلة للاستمرار»، ينهي الهواري حديثه.

اليسار ينقطع

وفيما بدا جبهة جديدة تتجه للتشكل، دعا المرشح الرئاسي السابق «حمدين صباحي» المعارضة المصرية للتوحد في حوار له مع برنامج «بلا قيود» على قناة «بي بي سي عربية» الأسبوع الماضي، وهو ما فسره مراقبون بأنه دعوة جديدة لتشكيل جبهة يقودها «حمدين»، تكون ذات توجه يساري ناصري.

ناشطون في تيار «حمدين» استبعدوا أن تسمح الجبهة التي يجري تكوينها الآن بضم «الإخوان» أو العسكريين في صفوفها، وانقسمت آراؤهم في مسألة دعم الفلول أو أبناء مبارك.

لكن الجبهة التي بدأت أحاديث السعي لتأسيسها لم تر النور، وانقطعت أخبارها بعد الإشارة العابرة والدعوة المتكررة لـ«صباحي».. لتنضم تقريبا إلى سابقاتها في المحصلة الصفرية والولادة المنتظرة.

الإسلاميون منقسمون

بقي من بين هذه الأطراف، الإسلاميون الذين لم يسعوا فيما يبدو لتأسيس جبهة، أو المشاركة في أخرى مقامة، كما أنهم لم يحسموا أمرهم في دعم أي جبهة أخرى تقام، إذ بدا موقفهم من رئاسية 2018 غامضا ملتبسا حتى اللحظة، بين أصوات تنادي باغتنام الفرصة لتخفيف العبء عن التيار المثخن بالاعتقالات والملاحقات.. وبين أصوات أخرى تعتبر ذلك خيانة وجريمة وتفريطا في دماء الشهداء وأهداف الثورة واعترافات بالانقلاب وما بني عليه.

ففي منتصف سبتمبر/أيلول الماضي ترددت تصريحات عن مطالبة «محمد سويدان» مسئول العلاقات الخارجية بجماعة «الإخوان»، مشاركة الجماعة بأى وسيلة فى انتخابات الرئاسة المقبلة والمقرر إجراؤها 2018.

تصريحات «محمد سويدان»، المحسوب على جبهة «محمود عزت» القائم بأعمال المرشد، الأكثر قوة وسيطرة على التنظيم أحدثت ضجة داخل الجماعة والموالين لها بين تأييد ورفض، وهو ما دفع «سويدان» و«إبراهيم منير» نائب المرشد إلى نفي صحة تلك التصريحات جملة وتفصيلا، لكنه في المقابل لم يكشف بوضوح عن موقف الجماعة من رئاسيات 2018.

  كلمات مفتاحية

رئاسيات 2018 انتخابات 2018 انتخابات الرئاسة السيسي ممدوح حمزة عصام حجي

«صباحي»: لن أترشح للرئاسة و«السيسي» يحاول الانقلاب على الدستور

الجبهة المصرية ورئاسيات 2018.. تغيير محتمل يواجه 3 عراقيل

السفير الألماني بالقاهرة: نأمل أن تكون رئاسيات مصر ديمقراطية