تركيا تسعى لفصل المعارضة المعتدلة عن «النصرة» بإدلب

الخميس 5 أكتوبر 2017 06:10 ص

قال وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو»، إن تركيا تسعى لإبعاد عناصر المعارضة المسلحة عن تحالف للجماعات المتشددة بقيادة «جبهة النصرة»، التي تسيطر على محافظة إدلب، كخطوة باتجاه تنفيذ اتفاق «خفض التوتر».

وأكد أن المرحلة الأولى الجارية بالفعل هي فصل «المعارضين المعتدلين» عن «المنظمات الإرهابية»، في إشارة إلى «جبهة النصرة» التي قطعت علاقاتها بتنظيم القاعدة العام الماضي وغيرت اسمها وتقود الآن تحالف «هيئة تحرير الشام» الذي يسيطر على إدلب.

وشبه الفصائل التي تحارب النظام السوري بـ «عائلة ممزقة»، وقال إنه من الضروري تجنب إراقة الدماء عشوائيا، وانتقد الضربات الجوية الروسية والسورية المستمرة على إدلب التي قال إنها تقتل المدنيين.

وزاد في حديث تليفزيوني «تصور أسرة لها أربعة أبناء، اثنان أعضاء في الجيش السوري الحر المدعوم من الجميع، والثالث ليست له صلة بأي جهة، والأخير عضو في جماعة إرهابية».

وتابع «ماذا نفعل؟ هل نقصف هذه الأسرة ونقتلها كلها، الأم والأب والأطفال الصغار؟ يتعين أن نحدد الشخص وأن نفصله عن الآخرين».

وأوضح أن العمل على فصل المتشددين عن الفصائل الأخرى يمضي «بسرعة»، لكن التطبيق يحتاج إلى الدقة وسيتطلب دعما دوليا واسع النطاق.

وسبق أن أكد مصدر من المعارضة أن دولا أجنبية تبذل جهودا لتشجيع الانشقاق عن «هيئة تحرير الشام» لتفتيتها وعزلها وتقليص قدراتها على التصدي لنشر القوات التركية.

وأضاف المصدر «فيما يتعلق بجبهة النصرة، يعملون على إضعافها عن طريق عمليات مخابرات»، مؤكدا أن هذه العمليات قد تشمل اغتيالات وحملات لتقليص التأييد الشعبي لها.

وتابع أن الهدف هو تشجيع المقاتلين المتشددين من غير الأعضاء في تنظيم القاعدة على الاندماج في المجتمع.

ويقيم نحو مليوني شخص على الأقل في إدلب، وهي أكبر منطقة مأهولة تسيطر عليها المعارضة في سورية.

ومن بين القوى المسيطرة عليها بعض فصائل «الجيش السوري الحر» التي قاتلت في بعض الأحيان في صفوف المتشددين.

وتزايدت أعداد سكان المحافظة مع تدفق آلاف المدنيين والمقاتلين الذين غادروا مناطق استعادتها القوات الحكومية في أجزاء أخرى من البلاد بمساعدة غطاء جوي روسي وفصائل مسلحة تدعمها إيران.

وتسيطر تركيا بالفعل على مساحات كبيرة من شمال سوريا إلى الشرق من إدلب منذ توغلها العسكري في البلاد عام 2016.

وقال المصدر المعارض إنه من الممكن نشر ما يصل إلى ألفي مقاتل تدربهم القوات التركية في إدلب، حيث يوجد الكثيرون ممن تربطهم علاقات طيبة بتركيا وقد يرحبون بالتواجد التركي.

تصعيد المواجهة

إلى هذا، كشف وزير الخارجية الروسي، «سيرغي لافروف»، أن فصائل المعارضة السورية المسلحة صعدت المواجهة مع «جبهة النصرة» في إدلب، وذلك بعد المباحثات الأخيرة بين الرئيسين التركي «رجب طيب أردوغان» والروسي «فلاديمير بوتين» في أنقرة.

وأشار «لافروف» في تصريح صحفي، إلى التطورات التي شهدتها إدلب نهاية الشهر الماضي، عندما خرق المسلحون التزاماتهم الخاصة بمنطقة «خفض التوتر» المتفق عليها في المنطقة، وحاولوا بدعم من «جبهة النصرة» السيطرة على مناطق خاضعة لسيطرة جيش النظام السوري.

وقال إن «هذه الأحداث أثارت قلقا شديدا لدى موسكو، إلا أن مخططات فصائل المعارضة أُحبطت بمساعدة من القوات الروسية».

وتابع «متابعتي للأخبار تشير إلى وجود معلومات مفادها أن الفصائل المسلحة التي انضمت إلى الاتفاقية بشأن منطقة خفض التوتر في إدلب، زادت من شدة قتالها ضد جبهة النصرة.. سوف نساعدها في ذلك، كما سنساعد الجيش السوري بطبيعة الحال».

وكان مسلحو «جبهة النصرة» والفصائل المتحالفة معها، قد شنوا في 19 سبتمبر/أيلول هجوما واسع النطاق استهدف مواقع قوات النظام السوري في شمال وشمال شرق مدينة حماة في منطقة خفض التصعيد في إدلب.

وإدلب واحدة من أربع مناطق لـ«خفض التوتر» اتفقت إيران وروسيا وتركيا على إنشائها، وتشمل ريف دمشق وريف حمص والجنوب السوري.

ويهدف نظام «خفض التوتر» إلى فتح الباب أمام مباحثات وتسوية سلمية للصراع في سوريا.

لكن «النصرة»، تعهدت بمواصلة قتال قوات الحكومة السورية وحلفائها.

وأثار موقف «جبهة النصرة» الشكوك بشأن إمكانية أن تمضي تركيا في تنفيذ خططها بنشر مراقبين داخل إدلب، ومن المقرر أن تراقب روسيا وإيران، الطرفان الآخران للاتفاق، حدود المحافظة.

وكان الرئيس التركي قد أعلن في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، عزم بلاده نشر قوات عسكرية في محافظة إدلب السورية في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال مفاوضات أستانة.

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

النظام السوري جبهة النصرة تركيا المعارضة السورية