أردوغان يتعهد بـ«إجراءات» ردا على ضم كركوك لاستفتاء كردستان

الخميس 5 أكتوبر 2017 10:10 ص

تعهد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» باتخاذ «إجراءات» بشأن ضم محافظة كركوك،  للاستفتاء الذي أجراه إقليم كردستان، الشهر الماضي، للانفصال عن العراق، وشدد على أن الأكراد «ليس لهم شرعية» في تلك المحافظة.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الرئيس التركي لقناتي «إن تي في» و«سي إن إن ترك» التيلفزيونيتين خلال رحلة عودته من زيارة لإيران.

ولم يحدد «أردوغان» طبيعة تلك الإجراءات التي ستتخذها بلاده بخصوص كركوك، لكنه قال إن تركيا وإيران والعراق ستتخذ قرارا مشتركا بشأن وقف تدفق إمدادات النفط من كردستان ردا على الاستفتاء.

كان الرئيس التركي قال في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الإيراني، «حسن روحاني»، الأربعاء، إن طهران وأنقرة تسعيان للأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدا أن استفتاء كردستان غير مشروع، وأن بلاده لن تعترف به.

وأضاف أن أنقرة ستتخذ خطوات أقوى ردا على استفتاء كردستان، وذلك بعد أن اتخذت بالفعل بعض الإجراءات بالتنسيق مع الحكومة العراقية المركزية وإيران، مشيرا إلى أن الاستفتاء يفتقر إلى الشرعية ولم تعترف به سوى (إسرائيل).

كان الرئيس التركي وصل إلى طهران، الأربعاء، في زيارة رسمية، التقي خلالها «روحاني»، والمرشد الإيراني الأعلى «علي خامنئي»، وكبار المسؤولين الإيرانيين.

وفي 25 سبتمبر/أيلول الماضي، أجرت السلطات في كردستان استفتاء للانفصال على العراق، وشمل محافظات الإقليم الثلاث، أربيل والسليمانية ودهوك، فضلا عن مناطق متنازع عليها بين الحكومة الاتحادية والإقليم، بينها محافظة كركوك. وخرجت نتيجة الاستفتاء بتأييد 90% قرار الانفصال.

خصوصية كركوك لتركيا

ولمحافظة كركوك خصوصية عند تركيا؛ إذ كانت جزءا من ولاية الموصل، إحدى ولايات  الدولة العثمانية.

لكن «اتفاقية أنقرة»، التي وقعتها تركيا مع بريطانيا والمملكة العراقية عام 1926، قضت بتبعية ولاية الموصل للعراق على أن تحصل تركيا على امتيازات بينها نسبة من عائدات نفطها مدة ربع قرن.

ورغم أن مسألة «ولاية الموصل» (حاليا تضم كركوك وأربيل والسليمانية) انتهت من الناحية القانونية بإبرام «اتفاقية أنقرة» التي اعترفت فيها أنقرة بالحدود الدولية الحالية بين تركيا والعراق، إلا أن الاتفاقية تعطي تركيا حق التدخل العسكري في «ولاية الموصل»  لحماية الأقلية التركمانية القاطنة هناك إذا تعرضت لأي اعتداء، أو لحق بوحدة الأراضي العراقية أي «تخريب».

كما أن مؤسس الجمهورية التركية «مصطفى كمال أتاتورك» وعد نواب البرلمان المعترضين على الاتفاقية بالعمل على «استعادة الموصل في الوقت المناسب؛ أي حين يأتي وقت نكون فيه أقوياء».

ومن الذرائع التي يقدمها الأتراك للاهتمام بمناطق ولاية الموصل وجود أكثر من مليون تركماني فيها لا سيما في محافظة  كركوك.

ودأب الساسة الأتراك على العودة إلى «اتفاقية أنقرة» للتذكير بـ«حقهم» في التدخل العسكري في شمال العراق لمنع «تهديدات» أمن بلادهم القومي القادمة من هناك.

ويقولون إنهم تركوا ولاية الموصل وفق اتفاقية 1926 لـ«عراق موحد»، ولهذا يجب أن يبقى العراق كذلك  وإلا فإن «الاتفاقية ملغاة».

وتتخوف تركيا من مساعي الأكراد في سوريا والعراق لاقتطاع أجزاء من البلدين والاستقلال بحكمهما، وتخشى مع إيران أن يشجع ذلك الأكراد فيهما على الإقدام على خطوات مماثلة لتحقيق حلم الدولة الكردية على أجزاء من أراضي الدول الأربع.

وترى أن استفتاء كردستان هو جزء من هذا المخطط، وسبق أن تحركت عسكريا في شمال سوريا، لمنع مخطط الأكراد هناك للانفراد بحكم تلك المنطقة. 

المصدر | الخليج الجديد + العربية

  كلمات مفتاحية

تركيا كردستان استفتاء كردستان كركوك أردوغان إيران العراق