«فاينانشيال تايمز»: الخارجية الأمريكية ترفض إغلاق مكتب «طالبان» بالدوحة

الجمعة 6 أكتوبر 2017 07:10 ص

قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إن سعي الرئيسان الأمريكي، «دونالد ترامب»، والأفغانى «أشرف غني»، لإغلاق مكتب «طالبان» في قطر، الذي افتتح عام 2013، يواجه معارضة كبيرة من وزارة الخارجية الأمريكية.

وأوضحت الصحيفة أن إغلاق المكتب سيكون بمثابة خطأ دبلوماسي، لأنه سيقلل من فرص التوصل إلى تسوية سياسية مع «طالبان»، ويحد من الآمال في التوصل إلى نهاية سلمية للحرب، ويجعل من الصعب على الولايات المتحدة أن تخرج من أفغانستان.

وأضافت الصحيفة أن قطر، هي الخيار الوحيد أمام الحكومات الغربية، من أجل الدخول في حوار حول قضية أفغانستان وإجراء محادثات سلام.

وبينت أن قطر سهلت عقد اجتماعات بين «طالبان» والعديد من الدول والمنظمات الأخرى، بما في ذلك وزارة الخارجية الأمريكية والأمم المتحدة واليابان، والعديد من الحكومات الأوروبية والمنظمات غير الحكومية، من أجل تعزيز إجراء محادثات سلام.

وكشفت أن اقتراح إغلاق المكتب، أغضب كبار مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية، الذين يعملون حول قضايا الجنوب الآسيوي، إذ يعتبر هؤلاء أن هذا الاقتراح يفوت الفرصة الأساسية للحل.

وتؤكد الحكومات الغربية وحلف شمال الأطلسي باستمرار، أن الحرب التى تقودها الولايات المتحدة منذ 16 عاما في أفغانستان لن تنتهي إلا من خلال محادثات السلام مع «طالبان».

ومع ذلك، تحدث ترامب في بيانه السياسي بشأن أفغانستان في 21 أغسطس/آب الماضي، وخطابه أمام الأمم المتحدة في 19 سبتمبر/أيلول الماضي، عن حل عسكري، من خلال انتشار ثلاثة آلاف جندي أمريكي إضافي في أفغانستان، ليصل بذلك إجمالي عدد الجنود من الولايات المتحدة وحلف الأطلسي إلى حوالى 16 ألف جندي، بحسب الصحيفة.

وقالت الصحيفة إن «ترامب» يريد أن يحقق انتصارا ضد «طالبان» مع زيادة دعمه السعودية في حصارها على قطر، للتأثير في الخليج.

من جانبه، يخشى الرئيس الأفغاني من أن استمرار وجود المكتب يقوض رئاسته، ويسمح للدول الأخرى بالتحدث إلى الجماعة بدون تنسيق معه.

وتوقعت الصحيفة أن خطوة الولايات المتحدة لإغلاق المكتب سوف تؤدي إلى مزيد من المشاكل، إذ إن نقل مسؤولي التنظيم من قطر إلى باكستان، حيث يقيم معظم قادة طالبان، سيزيد من الانتقاد الغربي بخصوص الدعم الباكستاني لهم.

وكان وزير الدفاع الأمريكي، «جيمس ماتيس»، قد أعلن يوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ستقرر قريبا إن كانت ستبقي مكتب حركة «طالبان» في قطر مفتوحا من عدمه.

وقبل أيام، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، إن إدارة «ترامب»، أعدت خطة كاملة تهدف إلى إنهاء وجود ممثلين عن حركة «طالبان» في العاصمة القطرية الدوحة. (طالع المزيد)

ومؤخرا، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن الوثائق التي تمكن قراصنة من الاستيلاء عليها بعد اختراق البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي في واشنطن «يوسف العتيبة» كشفت عن مخاطبته لمسؤول أمريكي من أجل فتح ممثلية لحركة «طالبان» في أبوظبي، بالإضافة إلى غضب الإمارات من الموافقة على فتح الممثلية في قطر.

فيما كشف قيادي عربي سابق في أفغانستان أن السعودية حاولت استضافة مكتب اتصال لـ «حركة طالبان» قبل أن تفتح الحركة مكتبا لها في الدوحة بسنوات عدة. (طالع المزيد)

والشهر الماضي، أفادت صحيفة «الغارديان»، بأن الرئيس الأمريكي دعا نظيره الأفغاني، «أشرف غني»، إلى إغلاق ممثلية طالبان في قطر باعتبارها «مبادرة فاشلة».

وترى القيادة الأفغانية أن وفد طالبان غير الرسمي في قطر، الذي يبلغ قوامه 36 فردًا، لم يحقق أي شيء لتسهيل محادثات السلام، بل أعطى الشرعية السياسية لجماعة تعتبرها كابل مجرد أداة لباكستان.

وتأتي دعوة «ترامب» بإغلاق مكتب حركة طالبان في قطر في إطار التغييرات التي شملت السياسة الأمريكية في كل من أفغانستان وباكستان والهند، والتي أعلن عنها في 18 أغسطس/آب الماضي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

طالبان قطر واشنطن الأزمة الخليجية الخارجية الأمريكية ترامب