«الشنقيطي»: لن يطول «حصار قطر» وأمريكا ستضغط لإنهائه

الجمعة 6 أكتوبر 2017 11:10 ص

توقع المفكر الموريتاني «محمد مختار الشنقيطي» ألا يطول الحصار المفروض على دولة قطر كثيرا، معربا عن اعتقاده بأن الأمريكان سيضغطون لإنهاء الأزمة لأنها تسببت في ظهور محور إقليمي جديد ليس في صالحهم.

وفي مقابلة مع وكالة «الأناضول»، أوضح «الشنقيطي» أن الأزمة الخليجية «أدت إلى ظهور تحالف استراتيجي بين تركيا وإيران، وأدت لتلاقي مصالح اقتصادية ضخمة بين قطر والكويت وإيران وتركيا، وهو ما لا تريده أمريكا».

وأضاف أن الأزمة «فتحت، كذلك، الباب أمام تركيا لتصبح جزءا من المعادلة الاستراتيجية والعسكرية في الخليج، وهو ما لا تريده أيضاً أمريكا، التي اعتادت على احتكار الخليج كمنطقة نفوذ خاصة بعيدة عن الآخرين».

وبناءً على ما سبق، توقع المفكر الموريتاني أن يضغط الأمريكان لإنهاء الأزمة؛ «لأنها استراتيجياً مضرة بالنفوذ الأمريكي».

واستدرك: «لكن الأمريكان ليسوا مستعجلين؛ فهم يريدون أن يبتزوا جميع الأطراف، ربما يريدون مالاً وصفقات من قطر، بعد أخذ أموال من السعودية، وربما يفتعلون أزمات مع الكويت والإمارات للحصول على أموال، لأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عنده هوس عجيب بالمال».

واستشهد بأقوال من خطاب «ترامب» خلال حملته الانتخابية؛ حيث قال إنه «لا بد لدول الخليج أن تدفع، ولا بد لأوروبا أن تدفع»، و«وعد الناخبين بأنه سيقضي الدين الأمريكي بأموال خليجية وأوروبية».

واعتبر «الشنقيطي» أن حصار قطر «فشل فشلاً ذريعاً»؛ «لأن غايته كان انقلابا، ولم يكن سعيًا لتغيير سياسيات، بل سعي لتغيير قيادات».

واعتبر أن ما «حدث في قطر يشبه محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا قبل ذلك بسنة (15 تموز/يوليو 2016)؛ فبعدما يئسوا من تغيير السياسات التركية، حاولوا تغيير القيادات».

وتابع أن الدول الأربعة التي افتعلت الأزمة الخليجية كانت« تبيت لتدخل عسكري في قطر، وإدخالها في أزمة اقتصادية وأمنية، لكن ذلك فشل؛ وبالتالي فشل الحصار».

ورأى أن «الدول التي قامت بالحصار أصبحت هي المحاصَرة على المستوى المعنوي والنفسي والإعلامي، وحتى على المستوى الدبلوماسي والدولي».

ولفت إلى أنه كان يتعين على السعودية «التنسيق مع تركيا مثلا، والدول الكبرى في المنطقة، لبناء نواة قوية للأمة معا، إلا أنه على عكس ذلك تمزَّق مجلس التعاون الخليجي، آخر المنظمات الإقليمية التي تحقق نوعاً من التآلف والوحدة الداخلية».

وعن موقف الإمارات، رأى «الشنقيطي» أن «الإمارات تعلن حرباً على كل شعوب المنطقة، ومحاولة عدوانها على الشعب القطري منسجم مع هذا المسار».

استفتاء كردستان

وبخصوص الاستفتاء الذي أجراه إقليم كردستان للانفصال عن العراق، في 25 سبتمبر/أيلول الماضي، دعا المفكر الموريتاني النخب الكردية إلى التراجع عن تلك الخطوة، والتفكير -عوضا عن ذلك- في «الفضاء الحضاري الواحد» للقرن الـ21، و«أخذ العبرة من أوروبا»، التي توحدت بعد حروب دامية.

ولفت «الشنقيطي» إلى أنه «لا يؤمن بالقوميات والوطنيات، وإنما بالفضاء الحضاري الواحد»، مشيرا إلى أن التاريخ الإسلامي شهد من الامتزاج التاريخي والحضاري، ما لم تشهده أي حضارات قديمة.

وقال: «نحن وراءنا تاريخ طويل من التعايش والتمازج، لا ينبغي أن ننساه بنزعات قومية جاءتنا من أوروبا، بالأمس، بعد أن دمرتها».

واستشهد «الشنقيطي» بالدول الأوروبية؛ حيث تقاتلت وهدمت نفسها خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945) بسبب القوميات، قبل أن تعود تلك الشعوب لعقولها في النهاية، وتتعايش ضمن اتحاد واحد هو «الاتحاد الأوروبي»؛ فالفرنسي والألماني باتوا أشقاء رغم أنهم أبادوا بعضهم البعض في الماضي.

وتابع: «لا داعي لتكرار ما وقع به الآخرون من المصائب، الأفضل أن نستفيد من الجانب المشرق، الذي توصلوا إليه بعد هذه المصائب، بدل أن نكرر قتال الألمان والفرنسين في الحرب العالمية الثانية».

وأعرب عن أمله في أن تكون «النخبة الكردية واعية بتاريخ المنطقة والتفكير بمستقبلها، وعدم نسيان الأرحام التاريخية والدينية التي تربط شعوب المنطقة على مدار قرون».

كما تمنى من كل النخب في المنطقة سواء الكردية أو التركية أو الفارسية أو العربية «التفكير بوعي تاريخي، وأن تنظر للمستقبل، وأن تتحرر من العصبيات، وأن تفكر بالفضاء الحضاري الواحد».

وجهان لاستفتاء كردستان

واعتبر «الشنقيطي» أن قضية استفتاء كردستان لها وجهان؛ الأول قديم «يتعلق بتطلعات الأكراد (لإنشاء دولة خاصة بهم)، وهي مسائل فيها جدل وخلاف منذ زمن بعيد».

 أما الوجه الثاني فـ«يتعلق بتوقيت إجراء الاستفتاء، وعلاقاته بالتطورات الاستراتيجية في المنطقة».

وفي هذا الصدد، قال المفكر الموريتاني: «أرى أن توقيت الاستفتاء كان سيئا؛ لأن بعض القوى الدولية المشجعة له ربما تسعى إلى تفعيل بؤرة جديدة من الصراع، رغم كل البؤر الموجودة».

وأوضح: «من الناحية الجيوستراجية، من المهم للاعبين الدوليين منع أي تقارب استراتيجي بين تركيا وإيران، وبعض دول الخليج، وخصوصا قطر والكويت».

وشدد على أن «تفكيك الدول ليس عملية سهلة، ولا ينبغي الإقدام عليها بهذه السهولة؛ فالأفضل أن يتم أي شيء يتعلق بإقليم كردستان بالتراضي؛ فهذا أولى وأفضل للأكراد، ولبقية العراقيين، وأفضل للدول المحيطة بها، سواء تركيا أو إيران أو سوريا».

وخلص إلى أن «الأزمتين (استفتاء كردستان وحصار قطر) ستزيدان للأسف من وتيرة العنف والتطرف في المنقطة، وهما وليدتا السياق الاجتماعي والسياسي، وليس نتاج أفكار دينية كما يسوق الغرب».

المصدر | الأناضول + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر الأزمة الخليجية استفتاء كردستان الشنقيطي العراق كردستان أمريكا