استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

استفتاء كردستان.. رب ضارة نافعة!

الجمعة 6 أكتوبر 2017 06:10 ص

إيران وتركيا تطوران علاقاتهما الثنائية على مستويات السياسة والاقتصاد والاستراتيجيا. وإيران وتركيا تعلنان أنهما ستتصديات لكل محاولة لاجراء تغييرات للحدود القائمة في المنطقة، وانهما ستعملان معاً، ومع حكومة العراق المركزية، لإحباط قيام دولة كردية في شمال العراق، باعتبارها تمثل خطراً على وحدة بلاد الرافدين وعلى مجمل المنطقة.

إيران وتركيا تعلنان أنهما ستباشران نقاشات بينهما لتذليل نقاط الخلاف فيما يخص الوضع في سوريا، وهي أبرز ما اصطدما حوله ــ وفيه ــ خلال السنوات الاخيرة.

هناك من نظّر لحرب داحس والغبراء، تلك التي ستجعل السنة والشيعة يتقاتلان الى ما شاء الله، وهناك من نظّر لاستحالة التقاء تركيا وإيران، باعتبار أن كل واحد منهما يمثل رأس ذلك الاستقطاب المجنون.

وهناك من نظّر لـ«سايكس بيكو» جديد في المنطقة يؤدي الى اعادة رسم الحدود فيها وإعادة تعريف دولها.. بل وهناك من نظّر لتفتت المنطقة وزوالها كعصف مأكول..

إيران وتركيا محكومان من سلطات يميّزها العسف وشرور أخرى. لكنهما، كلاهما، يتصرفان بالاستناد الى موروث إمبرطوري استحضراه ليكون ركيزة طموحاتهما الحالية.. وغطاء مموِّه لتلك الشرور.

وقد أتاح السيد مسعود البارزاني، بحماقة وضيق أفق مثيران للعجب، فرصة من ذهب لرجب طيب أردوغان وحسن روحاني لاستعراض قوتهما تلك.. فبديا حاميين للعراق، البلد العربي المتروك، والذي كان هو الآخر مركزا امبرطوريا نافسهما وتصارع معهما على مرّ التاريخ، الى أن صار "مَزَقاً" وفق التعبير الدارج في لهجة ابنائه للدلالة على سوء الحال وانحطاطه.

بنزق وضيق ظاهران، يعلِّق الغربيون، من دبلوماسيين وصحافيين وباحثين، على زيارة أردوغان الى طهران البارحة باعتبار أجوائها مفعمة بالايجابية ولا يمكن مقارنتها بتلك التي سبقتها في 2015، أو بلقائه مع روحاني في تركيا في مؤتمر اسلامي في 2016.

سيتبادلان التجارة بالعملات الوطنية لكليهما تفلتاً من ضغوط الغرب كما قالا، سيرفعان حجم ذلك التبادل الى ما قيمته 30 مليار دولار في 2018، ستزود ايران تركيا بالنفط والغاز مقابل معدات تورِّدها الاخيرة للأولى.. وهذا في البزنس، وهو مما يمكن التصريح عنه بيسر، بينما سبق قائد الأركان التركي بأيام رئيسه الى طهران.

لا داعي لنعي الجامعة العربية للمرة الألف، ولا لتسجيل مبلغ انشغال الدول العربية الكبرى بالسفاسف.. ولا لإبداء القلق من غياب قطب عربي يوازن الجاران الجباران.. كل ذلك صحيح. لكن وعلى الرغم منه، فلعلها فرصة ــ أولى؟ ــ تؤشر إلى إمكان تجاوز سيناريوهات رعب تخص منطقتنا سادت في السنوات الاخيرة، فتكون فاتحة لشيء من استعادة الصراع بالسياسة وليس بالقذائف والدمار العميم..

* د. نهلة الشهال كاتبة وناشطة لبنانية محرر موقع "السفير العربي".

المصدر | السفير العربي

  كلمات مفتاحية

إيران تركيا علاقات ثنائية السياسة الاقتصاد والاستراتيجيا تغيير الحدود القائمة العراق قيام دولة كردية وحدة بلاد الرافدين سوريا السنة الشيعة