في سوريا.. تراجع سعودي ورؤية مصرية وترحيب روسي

السبت 7 أكتوبر 2017 08:10 ص

قال وزير الخارجية الروسي، «سيرغي لافروف»، إن الرياض والقاهرة، لعبتا دورا بارزا في توحيد المعارضة السورية، في الوقت الذي أكد وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» التطابق التام بين الموقفين الروسي والسعودي من القضية الفلسطينية، وأن الدولتين تعملان على تقريب موقفيهما من أجل التوصل إلى حل سلمي في سوريا.

يأتي هذا في وقت تراجعت فيه السعودية عن دورها في الملف السوري، وانسحبت منه بصورة كاملة لصالح الدور المصري، حيث أبلغت فصائل المعارضة الموالين لها أن عليهم الاستجابة للرؤية المصرية، بحسب مصادر لـ«الخليج الجديد».

وتنادي مصر بحل سياسي للأزمة السورية، وتعمل على استئناف التطبيع مع سوريا وترميم العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معها، ما يعني إعطاء شرعية رسمية مصرية ولاحقا عربية لنظام «الأسد»، مما يمكن لمصر سحب البساط من تحت أقدام الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، وبالتالي توفير بديل عربي لسوريا عن اعتمادها الحصري على إيران.

ورحب «لافروف» بهذا النهج، قائلا: «الآن مثلا تقدم السعودية مساعدة جادة، تقوم بتوحيد مجموعات المعارضة، بما في ذلك مجموعة الرياض وموسكو والقاهرة، بشكل متواز يعمل المصريون، وهم لعبوا دورا هاما في تأمين اتفاق حول منطقتين من أصل أربع لخفض التصعيد».

وأشار خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية كازاخستان، «خيرت عبدالرحمنوف» في تصريحاته إلى أن موسكو «ترحب بعلاقة بناءة مثل هذه من قبل كل من هو مستعد للمشاركة».

من جانبه، أكد «الجبير»، الذي يزور روسيا حاليا ضمن الوفد السعودي برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز، خلال مقابلة مع قناة روسيا - 24، أن تطوير العلاقات مع روسيا لا ينتهك مبدأ الشراكة الاستراتيجية بين السعودية وأمريكا.

وقال: «إن علاقاتنا مع الولايات المتحدة هي شراكة إستراتيجية، لكننا لا نعتقد أن تطويرنا للعلاقات مع روسيا يخل بها، ونحن نتطلع إلى التعاون مع الكثير من الدول، بما فيها روسيا».

وأضاف أن «علاقات قوية مع روسيا ستساعد على حل القضايا في منطقتنا، ونفس الشيء ينطبق على الولايات المتحدة».

تراجع سعودي

الترحيب الروسي يأتي في ظل تراجع سعودي عن تعهداتها السابقة بشأن سوريا، وكشفت مصادر لـ«الخليج الجديد» أن السعودية أبلغت فصائل المعارضة الموالين لها أن عليهم الاستجابة للرؤية المصرية، وهو ما يعني عمليا الانسحاب من التعهدات السابقة بإسقاط بشار الأسد ودعم المعارضة إلى أبعد مدى.

وفي السياق ذاته أكد اللواء متقاعد مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية في جدة «أنور عشقي»، في تصريحات صحفية أن الدور السعودي تجاه المسألة السورية يسعى بالدرجة الأولى إلى «التركيز على وحدة الكيان السوري»، وتدعم «الالتزام بقرارات جنيف وتحقيق السلام على الأراضي السورية»، وكذلك تدعم أن يكون هناك «حوار سياسي بين مختلف فصائل وقوى المعارضة السورية في ظل الخلاف والقتال المستمر بينهم».

كما أشار إلى أن الجانب السعودي يعمل على «التنسيق مع الولايات المتحدة وروسيا لضمان إيجاد حل جذري وحقيقي للأزمة السورية»، ودعمت روسيا بشار الأسد سياسيا وعسكريا في مواجهة الثورة عليه.

ويرى «عشقي» أن السعودية تراقب ما ستؤول إليه الأمور من اتفاقيات وتحركات في أستانة لتحقيق تسوية بين ممثلي النظام السوري وعدد من قادة فصائل المعارضة السورية برعاية روسية-تركية.

ويؤيد «السيسي»، بقاء «الأسد» في الحكم خوفا من انهيار سوريا، والعواقب التي يمكن أن تحدث أيضا في مصر، في وقت فشلت السعودية، في الحسم العسكري أو السياسي بسوريا.

ومنذ العام الماضي، تزايدت وتيرة الدعم الذي تقدمه القاهرة لـ«الأسد»، وسط تقارير تتحدث عن الانخراط المصري في القتال إلى جانب قوات النظام السوري.

  كلمات مفتاحية

السعودية سوريا روسيا مصر