جراح أعصاب أمريكي: المواد الإباحية تدمر أدمغة الشباب

السبت 7 أكتوبر 2017 05:10 ص

أكد جراح الأعصاب الأمريكي «ونالد هيلتون» على خطورة التداعيات التي تخلفها الأفلام الإباحية في دماغ الشباب.

وأضاف «هيلتون»، في حوار مع وكالة الأنباء الفرنسية، خلال مشاركته في فعاليات المؤتمر الدولي المتعدد الاختصاصات حول المخاطر الجنسية المحدقة بالأطفال على الانترنت، أن الخلايا الدماغية تتغير في ظل اكتساب المعارف؛ ويضرّ التعلم في حالة الإدمان بالدماغ كثيرا، فيصبح الشباب متمسكين ببعض أنماط السلوك وبعض الأذواق.

وأشار الجراح الأمريكي إلى أنه «عندما يكون الدماغ بانتظار مكافأة ما، بعد إدمانه الأفلام الإباحية، يكون جد متأثر لدرجة لا تُنسى. فالطفل البالغ من العمر 12 عاما الذي يشاهد مشاهد إباحية قوية يكون في حالة ذهول كاملة، وبالتالي يحبذ الدماغ ما (يراه) جديدا ومختلفا، فهو يرغب في مشاهدة وجه أو جسم جديد».

وبين «هيلتون» أنه: «لا يتوانى الصبيان، والآن الفتيات بشكل متزايد، عن تصفح الانترنت مطولا لإيجاد مواد إباحية جديدة تشبع رغباتهم، وبالتالي فكثيرة هي الأبحاث العلمية التي أظهرت أن إشباع الرغبات الجنسية، لا سيما من خلال المواد الإباحية على الانترنت، يتسبب بحالة إدمان شديد».

وفي إجابة عن سؤال حول مدى رغبة الشباب في تقليد الأفلام الإباحية التي يشاهدونها، قال «هيلتون»: «باتت المواد الإباحية تدمر القدرة على الإحساس بمشاعر مختلفة؛ وهي تدفع عددا متزايدا من المراهقات إلى القبول، رغما عنهن، بعلاقات جنسية غير سليمة ومؤلمة».

وأسهب قائلا: «إن 93% من الفتيان و62% من الفتيات دون الثامنة عشرة تعرضوا لمواد إباحية على الانترنت. وأظهرت دراسة شملت الأفلام الـ250 الأكثر شهرة أن 88% من المشاهد تحتوي على اعتداءات جسدية على نساء».

بديل عن العلاقات السوية

وفجر«هيلتون» مفاجأة بتأكيده أن «بعض الرجال يفضلون في نهاية المطاف الأفلام الإباحية على العلاقات الجنسية الفعلية، باعتبارها أكثر إثارة وعنفا»، مضيفًا: «لا بد من الإشارة كذلك إلى دور تقنية الواقع الافتراضي في تعزيز المواد الإباحية ضمن تجربة رباعية الأبعاد أكثر تحفيزا للحواس، وهي تقنية مكلفة من دون شك لكنها تثير اهتمام قطاع المنتجات الإباحية».

وعن وقوع الممثلين ضحايا لقطاع الأفلام الإباحية رأى الجراح الأمريكي أن القطاع «يستغل الممثلات الشابات لمدة سنتين ليس أكثر وهو يفرض عليهن مهاما أكثر صعوبة مع تقدمهن في مسيرتهن. والمنافسة جد محتدمة في هذا المجال».

وأضاف: «طالما كان الجدل حول المنتجات الإباحية محصورا بالمسائل الأخلاقية والدينية. لكن لا بد من التطرق إلى هذا الموضوع من منظور الصحة العامة، بعيدا عن المقاربة الدينية».

بين الإباحية والدعارة

وحل رؤية «هيلتون» للعلاقة بين الدعارة والمواد الإباحية بخاصة أن بعض الرجال يستمتعون بمشاهدة نساء يتعذبن من أمام شاشاتهم، قال: «في العصور القديمة، كان آلاف الأشخاص وأيضا آلاف الحيوانات يقتلون في الكولوسيوم على مرأى متفرجين يعشقون هذا النوع من العروض. وحلت اليوم الشاشات محل الكولوسيوم ونحن أسوأ من الرومان لأننا نختبئ خلف أجهزتنا ليلا ظنا منا أن لا مشكلة في ذلك».

واختتم حديثه بقوله: «ينبغي ألا يُسمح لقطاع المواد الإباحية بالتحكم بالتثقيف الجنسي لأطفالنا ولا بد للمُشرعين من اعتماد تدابير تحمي الأجيال الشابة».

المصدر | الخليج الجديد + أ ف ب

  كلمات مفتاحية

المواد الإباحية الإدمان مواد جنسية شباب دعارة سادية جنس علاقات جنسية

الأطفال على بعد نقرة واحدة من المواد الإباحية في بريطانيا