كتل برلمانية مغربية ترفض مشاركة (إسرائيل) بندوة ينظمها المجلس

الأحد 8 أكتوبر 2017 08:10 ص

أعلنت 3 كتل برلمانية في مجلس المستشارين المغربي (الغرفة الثانية بالبرلمان)، أمس السبت، رفضها مشاركة وفد برلماني إسرائيلي، بينه وزير الدفاع الأسبق «عامير بيريتز»، في ندوة دولية، ينظمها المجلس، اليوم الأحد وغدا الإثنين.

جاء ذلك في بيان مشترك لكتل حزب «العدالة والتنمية» (يقود الحكومة)، ونقابة «الاتحاد المغربي للشغل» (الأكبر بالمغرب)، ونقابة «الكونفدرالية الديمقراطية للشغل» (يسارية).

وقال البيان: «إنه تلقى باستهجان كبير خبر حضور وزير الدفاع الصهيوني الأسبق، ومجرم الحرب عامير بيريتز إلى جانب صهاينة أعضاء في الكنسيت (برلمان إسرائيل)، للمشاركة في أعمال المناظرة (ندوة) الدولية».

وأضاف البيان: «نستنكر وندين بأشد العبارات هذا الحضور»، واصفا هذا الأمر بـ«الاختراق الخطير».

وبحسب البيان، فإن هذا الحضور تم الترتيب له في سرية تامة خارج أجهزة مجلس المستشارين ومؤسساته التقريرية.

وحملت الكتل الثلاث الجهات التي سمحت بدخول «بيريتز» والوفد المرافق له إلى التراب المغربي، مسؤولية مشاركتهم بالفعالية، دون ذكر جهات أو أشخاص بعينهم.

كما حملت رئاسة مجلس المستشارين، (يرأسه حكيم بنشماش، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة المعارض) مسؤولية حضور «بيريتز» والوفد للفعالية.

وقالت الكتل الثلاث، إن رئاسة المجلس لم تعقد اجتماع مكتب المجلس لاتخاذ القرار المناسب المنسجم مع اختيارات الشعب المغربي ومواقفه الثابتة والجامعة على الرفض المطلق لكل أشكال التطبيع.

وأشارت إلى أنها تحتفظ بحقها في تنظيم الشكل الملائم للتعبير عن إدانتها لهذا الانزلاق الخطير، وفاء لأرواح الشهداء الفلسطينيين، وانسجاما مع اعتبار القضية الفلسطينية قضية وطنية مركزية ورفضا للاحتلال الصهيوني للأراضي العربية في فلسطين.

وعبرت الكتل الموقعة على البيان عن رفضها القاطع، لهذه الخطوة التطبيعية المدانة.

إلى ذلك، قدم رئيس مجلس النواب المغربي «الحبيب المالكي»، اعتذاره عن عدم ترؤسه ومشاركته في الندوة التي تنظمها «الجمعية البرلمانية المتوسطية» و«منظمة التجارة العالمية»، في البرلمان، بسبب مشاركة وزير الدفاع الإسرائيلي السابق «عامير بيريتز».

وأكدت مصادر مسؤولة في مجلس النواب أن رئيس الغرفة الأولى للبرلمان «الحبيب المالكي»، قدم اعتذاره لرئيس الغرفة الثانية، مبررا ذلك بكون مشاركة وزير الدفاع الإسرائيلي في الندوة، لا علاقة له بالعمل التشريعي للمؤسسة.

من جهة أخرى، أعلن «الائتلاف المغربي لمناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني»، عن تنظيم وقفة أمام البرلمان، غدا، احتجاجا على حضور وفد صهيوني، برئاسة «بيريتز».

وينظم الندوة مجلس المستشارين، والجمعية البرلمانية للبحر المتوسط بشراكة مع «المنظمة العالمية للتجارة».

وتأتي مشاركة (إسرائيل) في الندوة باعتبارها من دول حوض البحر الأبيض المتوسط.

وخلال أسبوع واحد من الشهر الماضي، احتضنت المغرب تظاهرتين شارك فيهما إسرائيليون.

هذه المشاركات يقول الناشطون إنها تتنافى مع قرار المملكة، قبل 17 عاما، قطع العلاقات مع (إسرائيل)، حيت تم إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، خلال انتفاضة المسجد الأقصى، عام 2000.

وكانت مصادر برلمانية مطلعة كشفت أن زير الدفاع الإسرائيلي السابق «عامير بيريتز»، سيزور البرلمان المغربي للمشاركة في ندوة من تنظيم «الجمعية البرلمانية المتوسطية» و«منظمة التجارة العالمية»، مشيرة إلى أن الوفد الإسرائيلي يضم إلى جانب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق 6 برلمانيين في «الكنيست» مصحوبين بأمنيين.

ووفق المصادر ذاتها، فإنه لتفادي احتجاجات الشارع المغربي وجمعيات محاربة التطبيع مع (إسرائيل)، وكذا البرلمانيين، فقد تقرر الإعداد في سرية تامة لهذه الندوة التي ستعقد بمقر البرلمان.

يذكر أن «بيريتز» ولد في مدينة أبي الجعد بالمغرب في العام 1952، وبرز كنقابي حيث ترأس اتحاد نقابات العمال في (إسرائيل) لعدة سنوات، قبل أن يشغل منصب نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع في الفترة ما بين 2006-2007، ولاحقا تولى حقيبة حماية البيئة في الفترة ما بين 2013-2014، وسبق له أن ترأس حزب «العمل» في الفترة ما بين 2005-2007.

وكان كل من النقيب «عبدالرحيم الجمعي»، والمحامي «خالد سفياني»، والنقيب «عبدالرحمن بنعمرو»، قد تقدموا في سنة 2006، بشكوى إلى النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالرباط، بحق «بيريتز» ابن عامل محطة البنزين بأبي الجعد، طالبوا فيها بمحاكمته طبقا للقانون المغربي، باعتباره مغربيا عن جرائمه كوزير للدفاع في لبنان وفلسطين، فيما طالب آخرون الدولة المغربية بإسقاط الجنسية عنه.

  كلمات مفتاحية

المغرب إسرائيل البرلمان عامير بيريتز تطبيع