أنقرة وبغداد وطهران تشكل آلية ثلاثية للتعامل مع كردستان

الأحد 8 أكتوبر 2017 12:10 م

رجحت شبكة «الجزيرة» القطرية أن تكون بغداد الفاعل الرئيسي وحجر الزاوية فيما ستلجأ إليه أنقرة وطهران وبغداد من خطوات في إطار الآلية الثلاثية السياسية التي شكلتها الدول الثلاث للتعامل مع مساعي إقليم كردستان للانفصال عن العراق.

وكان الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» أعلن، الخميس الماضي، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني «حسن روحاني» بالعاصمة الإيرانية طهران، أن «الدول الثلاث ستحدد إمكانية وقف تصدير النفط من الإقليم»، متوعدا بـ«مضاعفة الإجراءات الضاغطة على أربيل لثنيها عن وجهة الانفصال».

وتوقع محللون سياسيون وباحثون في الشأن التركي أن تتضح ملامح الآلية الثلاثية في الأيام القليلة القادمة، مرجحين أن يبادر العراق بوضع تصور لخطوات الضغط على الإقليم الكردي يحظى بمباركة طهران وأنقرة وموافقتهما، بحسب «الجزيرة».

إجراءات عقابية

وقال الكاتب والمحلل السياسي التركي «محمد زاهد غول» إن «أهم إجراءين يتطلبان تعاون الدول الثلاث هما فرض الحظر الجوي على الإقليم، وإدارة المعابر الحدودية معه، مشيرا إلى أن كل الظروف الموضوعية تفرض التنسيق بين هذه الدول لتحقيق الضغط المطلوب من الإجراءين».

وأوضح «غول» أن «أي إشارة لموضوع الحصار تفتقر للواقعية، لأن الذهاب إلى إجراء فرض حصار بالمفهوم التقليدي على الإقليم غير ممكن لثلاثة أسباب تتعلق بالجغرافيا السياسية والاقتصادية».

وأشار إلى أن «السبب الأول يكمن في عدم وجود حدود معلومة تفصل الإقليم عن بقية الأرض العراقية، ما يعني أن الإقليم سيتمكن من الحصول على احتياجاته من أي سلع تنقل عبر منافذه وكأنها في الطريق إلى العراق».

واستطرد «غول» قائلا:  «أما ثاني الأسباب فهو غياب السيطرة لأي من الدول الثلاث على حدود الإقليم مع سوريا، وعدم سيطرة دمشق نفسها على تلك الحدود، الأمر الذي سيجعلها ممرا بديلا عن حدود الإقليم مع الدول الثلاث إذا جرى إغلاقها».

ولفت إلى أن «ثالث الأسباب هو تفاقم مشكلة تهريب البضائع بين الإقليم وتركيا من جهة، وبين الإقليم وإيران من جهة أخرى، لافتا إلى أن التقارير الاقتصادية تظهر أن حجم البضائع المهربة للإقليم من الحدود الإيرانية تفوق حجم التجارة المعلنة مع طهران، وبالتالي فإن الحصار سيعني توسيع عمليات التهريب ومضاعفة تبعاتها».

التدخل العسكري

ورجح الباحث والإعلامي «ماجد عزام» أن تنحصر إجراءات الضغط عبر الآلية الثلاثية في خطوات عزل سياسية ودبلوماسية واقتصادية، تركز في مجملها على التعاطي مع بغداد كصاحبة الإشراف رسميا على المعابر الحدودية».

واستبعد «عزام» في حديثه لـ«الجزيرة» إقدام طهران وأنقرة وبغداد على فرض حصار على إقليم شمال العراق يفرض ظروفا إنسانية قاسية يحرم فيها الناس من الغذاء والدواء.

كما استبعد لجوء الدول الثلاث إلى أي تحرك عسكري ضد أربيل رغم التنسيق الثنائي العالي جدا بين كل دولتين من الدول الثلاث، ورغم المناورات الحربية المشتركة المتجددة على حدود الإقليم.

وكان إقليم كردستان أجرى استفتاء للانفصال عن العراق، الإثنين الماضي، كخطوة أولى نحو تأسيس دولة مستقلة، وهو الإجراء الذي ترفضه الحكومة المركزية في بغداد، وتركيا وإيران.

ونهاية الشهر الماضي، كشف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني «علي شمخاني» عن تشكيل بلاده لاتحاد إقليمي مكون من العراق وتركيا وإيران، في إطار استراتيجية إيران لمواجهة انفصال إقليم كردستان.

المصدر | الخليج الجديد + الجزيرة

  كلمات مفتاحية

استفتاء انفصال كردستان العلاقات التركية الإيرانية العلاقات العراقية التركية أردوغان أربيل