ناشط روهينغي: مأساة أراكان قائمة والوضع مهدد بالانفجار

الأحد 8 أكتوبر 2017 03:10 ص

قال عضو مجلس جالية «الروهينغا» في السودان، «عبد الله حافظ»، إن الأوضاع في إقليم أراكان (راخين)، غربي ميانمار، معرضة للانفجار، محذرا من وقوع الكارثة بمناطق أخرى في بلاده.

وأكد «حافظ»، أن «قضية الروهينغا، ما زالت في أروقة مجلس الأمن الدولي، لاتخاذ قرار ملزم بشأنها».

وأضاف، «كنا نترقب صدور قرار أممي، بإلزام حكومة ميانمار بالتوقف عن التطهير العرقي، وأن يكون إقليم أراكان منطقة معزولة، أو إرسال قوات لحفظ السلام فيه».

وأوضح الناشط أن «حكومة ميانمار تعمل حاليا من أجل تنفيذ خطة التطهير العرقي بشكل الكامل».

وتابع «بالأمس القريب وصل الجيش الميانماري إلى منطقة (منغدو)، وبدأ الانتشار فيها، والعمل على إخراج المواطنين».

وأردف «5 قوارب نقلت مجموعة من الروهينغيين إلى بنغلاديش»، عقب دخول عناصر الجيش للمنطقة المذكورة.

وشدد على أن «الوضع في أراكان مخيف، رغم أننا كنا نتوقع حدوث استقرار للمواطنين المتواجدين في المنطقة».

وقال «حسب إحصاءات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 800 ألف مواطن وصلوا بنغلاديش، وبالتالي ليس هناك حل حواري أو ودي مع حكومة ميانمار».

وأبدى «حافظ» خشيته من انفجار الأوضاع في إقليم أراكان، ووقوع كارثة في مناطق أخرى.

ونوه إلى أن «منطقتي (منغدو وبسودنع)، رحل منها أكثر من 800 ألف نسمة، وأن منطقة (أكياب) يتواجد فيها أكثر من 40 ألف لاجئ ونازح، لكن المنطقة تشهد حاليا عملية إخلاء قسري، وهناك توطين لمجموعة من البوذيين في هذه المناطق».

وأشار أن «الوضع في إقليم أراكان مزري وسئ جدًا، والمناطق محروقة، وهناك تهجير للمواطنين».

وأضاف «هناك قريتان في منطقة (بسودنع) يبلغ عدد سكانهما 3 آلاف أسرة، وتحدث المواطنون هناك عن ضرورة الهجرة إلى بنغلاديش، لكننا طالبانهم بالصبر، لأن الهجرة للجارة بنغلاديش تحفها مصاعب الجوع والمرض».

وأكد أن «الأمم المتحدة، والمنظمات الأخرى استوفت من التقارير الإنسانية، لإدانة حكومة ميانمار بشكل كامل».

وأردف «اليوم تُنقل إلينا صورة المأساة كالإبادة الشاملة والحرق، خلال الأيام الماضية تم العثور على عدد كبير من الجثث التي دفنها الجيش الميانماري، في عدد من المقابر الجماعية».

وشدد على أن «هذه الأدلة كافية لإقامة الحجة على حكومة ميانمار وإجرامها، وممارساتها للتطهير العرقي والإبادة الجماعية».

وقال الناشط الروهينغي إن «حكومة ميانمار قامت بطريقة ممنهجة بإغلاق المساجد، والتضييق على المواطنين بعدم الذهاب إليها لتأدية الصلاة، وهناك مساجد لها تاريخ طويل».

وتابع «المنطقة فيها مساجد عمرها 400 سنة، وحكومة ميانمار تعمل على هدمها، وإزالتها على مرأى ومسمع من العالم الإسلامي».

تركيا وأزمة الروهينغا

وأثنى الناشط الروهينغي، على تركيا، ورئيسها «رجب طيب أردوغان»، وقال إنها «من الدول التي بادرت، ولديها أيادٍ بيضاء في هذا الجانب».

وأضاف «عقيلة الرئيس التركي أمينة أردوغان، وصلت لحدود بنغلاديش مع ميانمار لمساعدة اللاجئين، ووقفت على مأساة الروهينغا، وأجهشت بالبكاء».

وزاد بالقول «تركيا وقفت مع هذه القضية وقفة جيدة وحاسمة، وكنا بالقريب نسمع مطالبة الرئيس أردوغان، بأن تقف المؤسسات الدولية مع مسلمي الروهينغا وإنقاذهم، وقوله إن هذه القضية إنسانية وعلى العالم الإسلامي والعلم الحُر، الوقوف مع المضطهدين».

وتابع «هذه التصريحات تعطي دفعة قوية للإنسانية وعزة الإسلام، وأن هناك من يدافع عن هؤلاء المضطهدين المساكين».

وأكد أن «مبادرة تركيا بالوقوف مع مسلمي أراكان حفزت بنغلاديش لفتح حدودها لدخول الروهينغا».

وأضاف «المبادرة ساهمت بأن تكون قضية الروهينغا في أروقة الأمم المتحدة، وفي 16 سبتمبر الماضي، تحدث الرئيس أردوغان، ورئيس وزراء بنغلاديش، وعدد من مؤسسات الدول الأخرى، عن أزمتنا، خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وشعرنا بأن هناك انفراج قادم».

وتابع: «هناك حقائق على الأرض بأراكان كالمقابر الجماعية والمنازل المهدمة، وعلى الصحفيين الأبطال الدخول إليها لتوثيق الجرائم وما يدور هناك».

وزاد «ما يأتينا من الصور والفيديوهات شيء بسيط جدًا مقارنة بالحقائق على الأرض، فهناك عدد كبير من الفارين في وسط الغابات، وهؤلاء نريد من يكشف حقيقتهم ووضعهم الإنساني السيئ».

وأشار إلى أنه «لا بد من إجراء مقابلات في مخيمات النازحين، ونقل صورة المأساة، والآن وصل أكثر من 11 طفل من مجهولي الأبوين إلى بنغلاديش، وكل طفل لديه قصة، فلا بد للصحافيين كتابة قصص عن هؤلاء الأطفال».

ويرتكب جيش ميانمار جرائم إبادة جماعية ضد مسلمي الروهينغا في أراكان منذ 25 أغسطس/آب الماضي، ورغم عدم توافر إحصاء واضح فيما يخص ضحايا تلك الإبادة، لكن المجلس الأوروبي للروهينغا أعلن في 28 أغسطس/آب الماضي مقتل ما بين ألفين إلى 3 آلاف مسلم في هجمات جيش ميانمار بأراكان خلال 3 أيام فقط.

ويعيش قرابة مليون من مسلميّ «الروهينغا»، في مخيمات في أراكان، بعد أن تم حرمانهم من حقوق المواطنة، طيقاً لقانون تم إقراره في عام 1982 في ميانمار.

  كلمات مفتاحية

التطهير العرقي ميانمار الروهينغا الأمم المتحدة تركيا

الأمم المتحدة: قوات ميانمار نفذت هجمات منظمة ضد الروهينغا