بدلا من تحية العلم؛ شرع مدير مدرسة «الصلعا» الابتدائية بسوهاج (جنوبي مصر) بالهتاف للمحافظ ومدير الإدارة التعليمية والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مرددا «عاش الوزير المحافظ وعاش مدير الإدارة التعليمية وعاش الرئيس السيسي»، وذلك في حضور أيمن تمام مدير إدارة سوهاج التعليمية.

وأثار مقطع فيديو لتلك الواقعة تم بثها على مواقع التواصل الاجتماعي، موجة استنكار واسعة، وهو ما اضطر محافظ سوهاج «أيمن عبدالمنعم» لاتخاذ قرار بإحالة مدير المدرسة ومدير الإدارة التعليمية للتحقيق.

من جهته، أوضح وكيل وزارة التربية والتعليم «محمد حسام» أنه أثناء تواجد مدير إدارة سوهاج التعليمية لمتابعة سير العملية التعليمية، هتف مدير المدرسة وردد الطلاب خلفه، ونُشر الفيديو على صفحة المديرية بموقع فيسبوك، وجرى إزالته، فيما أحال المحافظ الواقعة للتحقيق.

غضب برلماني

وإثر انتشار الواقعة، تقدم عضو مجلس النواب النائب «محمد سليم»، ببيان عاجل إلى وزير التربية والتعليم «طارق شوقي» بخصوص واقعة استبدال تحية العلم، بالهتاف إلى أشخاص بعينهم، معتبرا أن ما حدث فى مدرسة الصلعا «أمر مرفوض تماما»، ووصف الأمر بـ«المهزلة» التي لم تحدث فى تاريخ مصر.

وطالب «سليم»  وزير التربية والتعليم بالتحقيق العاجل حول تلك الواقعة، مشددا أن «العلم ليس قطعة قماش بل رمز غال ضحى من أجله الأبطال بأرواحهم ليظل مرفوعا بنشيد الوطن رفعه شهداء الوطن، فيما يتهكم فى إنزاله وقدسيته مدير مدرسة الصلعا الابتدائية بمحافظة سوهاج».

بدورها، أكدت عضو لجنة التعليم بمجلس النواب «ماجدة نصر»، أن ما جرى في مدرسة الصلعا بسوهاج ينم عن «حالة الجهل، التي يعاني منها بعض مديري المدارس»، موضحة أن «ما حدث مخالفة صريحة لما نص عليه الدستور من احترام تحية العلم وعدم الهتاف لأشخاص».

وأضافت «ماجدة»، أن «تحية العلم والسلام والنشيد الوطني لا يجب الاستهانة بهم وذلك من أجل النفاق للحصول على مكاسب خاصة»، موضحة أن «هذه الواقعة لن تمر مرور الكرام وذلك لكي تكون عبرة لباقي المدارس ورسالة تحذير للالتزام بقواعد تحية العلم»؛ بحسب تصريحاتها لموقع «مصر العربية».

وأشارت، إلى أن مدير المدرسة استغل الأطفال ولقنهم هذه الهتافات التي لا علاقة لها بتحية العلم، لذلك يجب تشديد الضوابط على المدارس ومراقبة هذه التصرفات المخالفة وسن عقوبات رادعة على مرتكبيها.

واتفقت معها عضو لجنة التعليم بمجلس النواب «منى عبدالعاطي»، التي رأت أن «تحية العلم بهذا الشكل تعد نوعا من النفاق والاستغلال لسذاجة أطفال أبرياء لا ذنب لهم»، مشيدة بقرار المحافظ بإحالة مدير هذه المدرسة للتحقيق معه.

بينما طالب عضو لجنة التعليم بمجلس النواب «مصطفى كمال الدين»، بعدم إعطاء هذه الواقعة أكبر من حجمها، مؤكدا أنها «حالة نادرة لا تتكرر كثيرا ولا يجب تضخيمها»؛ خاصة أن المحافظ قد أحال هذا الشخص للتحقيق.

ونفى «كمال الدين»، أن تكون مصر بحاجة إلى سن تشريعات جديدة فيما يخص تحية العلم، حيث رأى أنه توجد قوانين كافية، موضحًا أن «مخالفة هذه القوانين تستلزم توقيع العقوبة الرادعة لمنع تكرار مثل هذه الوقائع التي تضر بالأطفال وتربيهم على الرياء والنفاق».

وينص الدستور في مادته 233 على احترام النشيد الوطني، وأن إهانة العلم الوطني جريمة يعاقب عليها القانون، كما أن المادة 171من قانون العقوبات تضمنت توقيع العقوبة على من يأتى بأفعال من شأنها إهانة العلم المصري؛ كما نص القانون رقم 41 لسنة 2014 الخاص باحترام العلم؛ على أنه «تعمل أجهزة التعليم قبل الجامعي على نشر الثقافة المستفادة من عبارات النشيد القومى المصاحبة للسلام الوطني»، إلا أن مدير المدرسة خالف هذه المواد وقام بتحية العلم وفق أهوائه الشخصية.