تركيا تفتح أبواب جامعاتها أمام مسلمي «الروهينغا»

الاثنين 9 أكتوبر 2017 08:10 ص

قررت الحكومة التركية منح شباب مسلمي «الروهينغا» 53 منحة مجانية للدراسة هذا العام في مختلف التخصصات بالجامعات التركية.

جاء ذلك بحسب ما أعلن «حسين كوندوغار»، نائب رئيس شؤون أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى التابعة لرئاسة الوزراء التركية، المسؤولة عن توزيع المنح الدراسية.

وفي مقابلة أجرتها معه «الأناضول»، لفت «كوندوغار»، إلى أنهم وفروا العام الماضي، منحا دراسية مجانية لـ15 طالبا من طلاب «الروهينغا»، موضحا أنه نظرا للأوضاع المأساوية التي يعيشها «الروهينغا» هذا العام وتشردهم في عدة بلدان، قرروا زيادة المنح إلى 53.

وقال «كوندوغار»«بسبب الأوضاع الصعبة التي يعيشها مسلمو الروهينغا في بلدهم وفي الدول المجاورة لميانمار، تعاونا مع منظمات المجتمع المدني للروهينغا سواء في أوروبا أو في بنغلاديش والهند وباكستان، وقررنا إعطاء 53 طالبا منحا دراسية مجانية في الجامعات التركية، سنستقبلهم من ميانمار وبنغلاديش وباكستان».

وأضاف: «سيتعلم الطلاب اللغة التركية في السنة الدراسية الأولى، ثم يبدؤون دراسة التخصصات في الجامعات، علينا إعداد جيل من الروهينغا، قادر على تضميد جراحه، والنهوض على قدميه من جديد، ليعيد إعمار قراه المدمرة مجددا».

وتابع المسؤول التركي: «دور إدارة الطوارئ والكوارث (آفاد) يتمثل في مد يد العون للمنكوبين بأسرع طريقة ودور وكالة التنسيق والتعاون التركي (تيكا) توفير البنية التحتية، أما نحن فدورنا تعليمي وثقافي، يتمثل في إعداد أجيال مثقفة وواعية، بإمكانها النهوض بمجتمعاتها في المستقبل».

وأكد «كوندوغار» ضرورة مد تركيا يد العون للمجتمعات التي تشهد حروبا وأوبئة، وانتشارا للمنظمات الإرهابية؛ انطلاقا مما يقتضيه امتدادها الحضاري والتاريخي.

وبين أن التخصصات التي سيدرسها طلاب «الروهينغا»، ستكون وفقا لحاجات مجتمعهم، قائلا: «لن تقتصر التخصصات على الطب والزراعة وهندسة البناء فحسب، بل ستشمل تخصصات تكون قادرة على تشكيل الرأي العام، كالصحافة والعلوم السياسية والحقوق، كما ستشمل تخصصات هندسة المعلومات، والاقتصاد وإدارة الأعمال».

وتابع المسؤول التركي: «قد يسأل أحدهم أين تقع ميانمار؟ نعم جغرافيا هي بعيدة عنا إلا أنها قريبة من القلب، علينا ألا ننسى، في حرب استقلالنا بين 1919-1924، كيف قدم مواطنون في الهند وباكستان وبنغلاديش وسيلان وجنوب آسيا، المساعدات لنا».

وتطرق «كوندوغار»، في حديثه إلى برنامج عمل رئاسة الـ(YTB)، في توفير فرص التعليم للمحرومين منها بسبب الحروب والكوارث، دون التمييز بين عرق أو مذهب أو دين.

وأضاف في ذات السياق قائلا: «يدرس في جامعاتنا طلاب تشهد بلدانهم حروبا وكوارث؛ مثل أفغانستان واليمن وسوريا وفلسطين والبوسنة والهرسك، والصومال وسيراليون وليبيريا، نحن لا نميز بين منطقة وأخرى وبين دين أو مذهب أو عرق، فأينما وجد مظلوم نمد يد العون له».

تجدر الإشارة أن نائب رئيس الوزراء التركي «هاكان جاويش أوغلو»، أكد مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أن بلاده ستستقدم 53 طالبا من مسلمي «الروهينغا»، وتوفر لهم منحا دراسية في المرحلة الجامعية.

وأكد أن نحو 15 طالبا من أراكان وصلوا لتركيا بالفعل، من بين 53، سيأتي بقيتهم في وقت لاحق.

ومنذ 25 أغسطس/آب الماضي، يرتكب جيش ميانمار مع ميليشيات بوذية، انتهاكات واسعة النطاق ضد أقلية «الروهينغا» المسلمة بإقليم أراكان (غرب)، أسفرت عن مقتل العديد وتشريد مئات الآلاف من الأبرياء، حسب ناشطين محليين.

ووفق آخر إحصائية أممية، ارتفع عدد مسلمي «الروهينغا» الفارين إلى بنغلاديش جراء العنف، لـ515 ألفا.

وتعتبر حكومة ميانمار مسلمي «الروهينغا»، مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش، فيما تصنفهم «الأمم المتحدة» الأقلية الدينية الأكثر اضطهادا في العالم.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

تركيا روهينغا بنغلاديش بورما