فور أن تمسك النساء بعجلة القيادة.. لن تصبح السعودية نفس البلد أبدا

الاثنين 9 أكتوبر 2017 10:10 ص

تحرر المملكة العربية السعودية أخيرا نفسها من قبضة عقود الأصولية الدينية. فهل تصبح مفاتيح السيارات في أيدي النساء هي مفتاح التغيير؟ في 26 سبتمبر/أيلول، أعلنت الحكومة السعودية رسميا رفع الحظر المفروض على قيادة المرأة. وقد قارن الكتاب السعوديون الصراع الذي أدى إلى هذا القرار بمعركة المرسوم الملكي الذي سمح بفتح أول مدرسة حكومية للبنات في المملكة. وكان ذلك المرسوم قد جاء بعد ثلاثة عقود من تأسيس المملكة العربية السعودية. لكن هذه اللحظة الثورية تعد أكبر من بكثير من أمر القيادة. فهي تتعلق بتغيير اتجاه البلاد.

وكان حرمان المرأة من الحق في القيادة قد فرض تكاليف هائلة على المواطنين السعوديين. حيث توجب عليهم دفع أجور ما يصل إلى 1.5 مليون رجل أجنبي للعمل كسائقين. ولم يكن الكثير منهم يتحدث أو يقرأ العربية، ولم يقد بعض هؤلاء السائقين سيارة من قبل. وتعمل 15% من النساء السعوديات خارج منازلهن، ومع الاضطرار لتوظيف سائق خاص، قد يكلفها ما بين ثلث وثلثي راتبها. وبديل ذلك أن يكون الرجال السعوديون مسؤولين عن نقل زوجاتهم وأخواتهم وأمهاتهم إلى الأماكن المختلفة. وفي حالة عدم المقدرة، تضطر النساء اللواتي لا يملكن القدرة على الوصول إلى سائقين ذكور إلى جعل أولادهن الذين تقل أعمارهم عن 9 أعوام خلف عجلة القيادة، ويضعن لهم عدة وسائد للجلوس عليها لرؤية لوحة القيادة. ولا عجب أن المملكة من بين أعلى معدلات الوفيات المرورية في العالم.

وبالإضافة إلى التكاليف الاجتماعية والاقتصادية، فقد عرقل إجبار النساء على البقاء في المقعد الخلفي تقدم السعودية عالميا. ورغم أن لديها ثاني أكبر احتياطي نفطي مؤكد في العالم، فهي تتراجع وراء قبرص ومالطة في مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية. والآن، فقد قطعت الخطوة الأولى في طريق التقدم، من خلال مجتمع سعودي مفتوح للرجال والنساء.

وتعد القيادة هي البداية. وقد يساعد هذا القرار في إنهاء نظام الوصاية القمعي الأوسع، الذي يتطلب من المرأة الحصول على إذن من أحد الأقارب الذكور لاتخاذ القرارات والأنشطة الأساسية. (ومن المثير للاهتمام أن المملكة أعلنت أن المرأة لن تحتاج إلى إذن من ولي الأمر للحصول على رخصة قيادة).

واليوم، رغم كل شيء، فالوصاية والسيطرة على النساء بعيدة تمام عن التقاليد (الإسلامية) القديمة للمملكة، وكان النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) قد تزوج سيدة أعمال ناجحة، لكن القوى الدينية الأصولية قد فرضت قبضة قوية للسيطرة على المجتمع. وقد تم فرض العديد من القيود الحالية على النساء بعد الثورة الإيرانية المجاورة، والاستيلاء المسلح على المسجد الحرام في مكة من بعض المتشددين لمدة أسبوعين عام 1979. وبعد تلك الأحداث، اختفت النساء من التلفزيون الحكومي السعودي والصحف، إلى جانب حملة قمع ضخمة ضد عمالة المرأة. كما جدد الأصوليون دعواتهم لإنهاء تعليم المرأة. لكن الجيل الحالي من النساء السعوديات رفضن الانصياع. وتشكل النساء الآن أكثر من نصف طلاب الجامعات السعودية، 51.8% بالرجوع إلى عام 2015، وفقا لوزارة التعليم.

ولأول مرة، أجرؤ على أن أحلم بمملكة مختلفة في الأعوام المقبلة. ولدي 10 رغبات في مساواة المرأة في بلدي، حيث أتمنى مملكة لم يعد فيها نظام الوصاية قائما. وحيث يعترف القانون بالنساء البالغات من العمر 18 أو 21 سنة. وحيث يمكن للمرأة أن تدرس للحصول على أي شهادة جامعية ترغب بها، بما في ذلك درجة الهندسة المقصورة على الذكور فقط. وحيث يمكن للمرأة العمل في أي مجال تختاره. وحيث لا تحتاج النساء إلى إذن ولي الأمر لمغادرة البلاد. وحيث تخلو من جريمة الزواج من القصر. وحيث يتم تعيين النساء سفيرات ووزيرات ورئيسات منظمات، وحيث تستطيع الأمهات السعوديات نقل جنسيتهن إلى أطفالهن. وحيث يحمي القانون الأمهات والأطفال. وحيث يمكن للمرأة أن تنافس رياضيا في أي لعبة

وقبل 7 أعوام، بكيت في شوارع المملكة. بكيت لأنه بعد تعييني طبيبة، لم أتمكن من العثور على سائق ذكر ليأخذني إلى المنزل. واضطررت لتحمل التحرش وأنا أمشي وحدي. وكان لدي رخصة قيادة أمريكية وكنت أعرف كيفية القيادة، لكن الحكومة لم تكن تسمح بذلك. وكان يتم معاقبة النساء بسبب القيادة من خلال الاعتقال والسجن ذلك الوقت.

وفي الواقع، في مايو/أيار عام 2011، ألقي القبض علي وسجني بعد قيادتي في الشوارع السعودية، كجزء من حركة 17 يونيو/حزيران احتجاجا على الحظر. وفي الأسبوع الماضي، بكيت مرة أخرى، ولكن دموعي كانت دموع الفرح. وفي يونيو/حزيران عام 2018، بعد 7 أعوام من هذا الاحتجاج، ستكون المرأة السعودية حرة، ليس فقط في قيادة سيارتها، بل في أن تقود حياتها الخاصة.

 

المصدر | منال الشريف - واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية

السعودية قيادة المراة السيارة قيادة المرأة للسيارة المرأة السعودية حقوق المرأة