واجهت ثلاث نساء صعوبة بالغة في أحد المطارات، لإثبات هوياتهن، وذلك بسبب خضوعهن لعدد كبير من عمليات التجميل التي غيرت ملامحهن.

وخلال عودتهن من رحلة إلى كوريا الجنوبية من أجل إجراء عملية تجميلية، لم تتمكن نساء يابانيات من إثبات صحة هوياتهن للموظفين في المطار، بسبب مظهرهن المختلف.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة السيدات الصينيات العالقات في أحد المطارات في كوريا الجنوبية، بعد أن فشلت السلطات في التعرف عليهن، ومطابقة صورهن في جوازات السفر مع وجوههن، بعد أن خضعن لعمليات تجميل.

وظهرت الصينيات بضمادات حول وجوههن، ما أثار شكوك عناصر الأمن في المطار، قبل أن يقرروا منعهن من صعود الطائرة.

وقالت إحداهن فيما بعد عبر صفحتها الشخصية بموقع «ويبو» الاجتماعي: «جرى التقاط الصورة يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول»، وأضافت: «لم نمنع من صعود الطائرة.. كنا ننتظر فقط التأكد من هوياتنا».

وتشتهر عيادة التجميل التي أجرت الجراحات التجميلية للسيدات الثلاث على نحو واسع في جميع أنحاء العالم، ولا عجب أن النساء من الصين واليابان، يسافرن إلى كوريا الجنوبية بشكل منتظم، لإجراء عمليات تجميل فيها.

ووفقا لموقع «أوديتي سنترال»، فإن المشكلة التي تعاني منها العديد من اللواتي يسافرن إلى كوريا الجنوبية، أنهن يجرين عمليات تجميل للأنف وشد للوجه وحقن للخدود، ما يجعل أشكال وجوههن تتغير بشكل كبير مقارنة بما كانت عليه في الأصل، وبالتالي يصعب على موظفي المطار التثبت من صورهن في جوازات السفر.

وتعد سيول هي العاصمة الآسيوية لجراحة التجميل، حيث يقصدها عشرات الآلاف من الزوار سنويا من مختلف أنحاء العالم لتعديل وتغيير أشكالهم.

ورغم أن هذه العمليات التجميلية وإن كانت تشكل مصدر دخل للحكومة الكورية، لكنها تشكل مصدر قلق لسلطات المطارات الدولية، حيث أصبحت إجراءات مراقبة ومراجعة جوازات العائدين من كوريا الجنوبية بعد إجراء العمليات التجميلية أمرا في غاية الصعوبة وذلك بسبب التغير الكبير والجذري في ملامح المسافرين.

وتنتشر عمليات التجميل بين النساء اليافعات في كوريا الجنوبية، حيث تخضع الكثيرات لجراحات تغيير شكل الأنف، أو تعديل شكل العين في مناسبات عدة على رأسها أعياد ميلادهن، كما أن عدد الشباب الذين يخضعون لعمليات التجميل في ازدياد، وأصبح الوعي بالجسم في كوريا الجنوبية ظاهرة اجتماعية حديثة «بلغت درجة لم يسبق لها مثيل»، وفقا للموقع.

وتلجأ العديد من عيادات التجميل في كوريا الجنوبية للمساعدة في حل هذه المشكلة، عبر إصدار شهادة خاصة، تساعد النساء الخاضعات لعمليات التجميل على إقناع موظفي المطار، وتتضمن رقم جواز سفر المريضة، ومدة الإقامة، واسم المستشفى أو العيادة الطبية، وغير ذلك من المعلومات اللازمة لتأكيد هوياتهن.

وعادة ما تساعد هذه الشهادات مريضات عمليات التجميل على عبور المطار، والاستفادة من أجزاء الوجه التي لم تخضع لتعديلات، لكنها لم تكن مفيدة للغاية في حالة النساء الثلاث، وذلك بسبب أن الوجه يحتاج إلى وقت للتعافي بعد العملية، فيما ظهرت وجوههن وهي لا تزال منتفخة.

جدير بالذكر أن التحرك من قبل هذه المستشفيات، جاء بعد تسجيل تعرض العديد من الحالات لصعوبة دخول البلدان الأصلية، كما حدث عام 2013، لـ23 امرأة وصلن إلى مطار شنغهاي قادمات من كوريا الجنوبية، غير أن بعضهن عُدن بعد إجراء عمليات التجميل بعيون واسعة وأنوف مستقيمة بعيدة الشبه عن الصور المثبتة في جوازات سفرهن.