روسيا: انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي يزعزع أمن المنطقة

الأربعاء 11 أكتوبر 2017 12:10 م

قال مسؤول بالخارجية الروسية، الأربعاء، إن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، يزعزع أمن واستقرار الأوضاع في الشرق الأوسط، مؤكدا «عدم وجود بديل آخر لهذا الاتفاق».

وأضاف مدير قسم أمريكا الشمالية في الخارجية الروسية، «غيورغي بوريسينكو»، أن «موسكو لا تفهم ما هي مصلحة واشنطن في خروجها من الاتفاق النووي مع إيران»، وفقا لـ«روسيا اليوم».

واعتبر أن تلك الخطوة المحتملة «ستزعزع الوضع في الشرق الأوسط بشكل أكبر، وستؤثر على الاستقرار العالمي».

وأكد أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه عام 2015، عكس في ذلك الوقت الرؤية المشتركة لتسوية الوضع، قائلا: «لم تطرح حتى الآن أي خيارات مثلى أخرى».

وتساءل: «هل هناك من يستفيد من ألا يكون برنامج إيران النووي سلميا بحتا؟ وما هو سبب دفعها لاتخاذ إجراءات إضافية لضمان أمنها؟ لا نفهم ذلك».

وأردف: «في حال خروج واشنطن بالفعل من خطة العمل المشتركة، فذلك سيضع تنفيذ الاتفاق موضع شك، وقد يؤدي ذلك إلى تخلي إيران عن تنفيذ التزاماتها، خاصة في حال بدأت واشنطن إعادة فرض عقوباتها ضد طهران التي ستتمتع في هذه الحالة بكامل الحق في وقف تنفيذ الاتفاق».

وأشار إلى أن موسكو تعتبر الاتفاق «نافذا وفاعلا، ويصب في مصلحة كافة الأطراف»، مشددا على ضرورة أن يلتزم به الجميع.

وقبل أيام، قالت صحيفة «التايمز» البريطانية، إن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» مقبل على مواجهة جديدة، مع طهران، التي يعتقد أنها تخادع الغرب، بسبب الاتفاق المبرم بين طهران والقوى العظمى.

وفي مقالها الافتتاحي، قالت إن الرئيس الأمريكي حريص على التأكيد أنه يعتزم إعادة النظر في بنود الاتفاق مع إيران، واصفا إياه بأنه «أسوأ اتفاق تشارك فيه الولايات المتحدة».

وفي وقت سابق، اعتبر «ترامب»، خلال اجتماع في البيت الأبيض في حضور كبار المسؤولين العسكريين في البلاد، أن «إيران لم تحترم روح الاتفاق النووي»، مشددا على أن «هذه لحظة الهدوء التي تسبق العاصفة».

وقال الرئيس الأمريكي ردا على سؤال حول قراره المنتظر بشأن الاتفاق، إنه سيعلنه في وقت «قريب جدا»، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وأضاف: «أتعرفون ما يمثله هذا؟ ربما هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة».

وتابع: «أي عاصفة؟ ستكتشفون»، دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل، ولم يرد البيت الأبيض على طلب لاستيضاح تصريحات «ترامب».

ونقلت «رويترز» عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قوله الجمعة إنه «من المتوقع أن يعلن ترامب قريبا عدم مصادقته على الاتفاق النووي».

ويبحث «ترامب» ما إذا كان الاتفاق، الذي وصفه بأنه «مخجل»، يخدم المصالح الأمنية للولايات المتحدة مع اقتراب موعد نهائي في 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، للمصادقة على التزام إيران بالاتفاق.

ويلزم القانون بأن يبلغ الرئيس الأمريكي الكونغرس، كل 90 يوما، بمدى التزام طهران بالاتفاق وما إذا كان رفع العقوبات عنها يصب في الصالح القومي للولايات المتحدة.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن «ترامب» قد يلقي خطابه في هذا الشأن في 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وأوضح المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، أنه من المنتظر أن يعلن «ترامب» استراتيجية أمريكية أوسع إزاء إيران تكون أكثر ميلا للمواجهة.

وفي حال رفض «ترامب» التصديق على التزام إيران بالاتفاق، فسيكون أمام قادة الكونغرس 60 يوما لتحديد ما إذا كانوا سيعيدون فرض العقوبات على طهران، والتي كانت رفعت بموجب الاتفاق.

وفي 14 يوليو/تموز 2015، أبرمت إيران ومجموعة «5+1» (الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا)، الاتفاق النووي الذي يلزمها بتقليص قدرات برنامجها النووي، مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها.

وفي وقت سابق، هدد وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف»، بأن بلاده ستنسحب من الاتفاق النووي إذا قررت الولايات المتحدة الانسحاب منه.

وكان الرئيس الإيراني «حسن روحاني» هدد الشهر قبل الماضي، بأن بلاده قد تنسحب من الاتفاق النووي، حال واصلت الولايات المتحدة سياسة العقوبات والضغوط.

كما هدد المرشد الأعلى في إيران «علي خامنئي»، واشنطن، قائلا: إن إيران سترد بقوة على أي خطوة خاطئة من جانب الولايات المتحدة فيما يتعلق بالاتفاق النووي بين طهران والقوى العالمية.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

الخارجية الروسية أمريكا إيران الاتفاق النووي