«القسام» تقبض على عميل لـ(إسرائيل) اخترق وحدات التصنيع

الخميس 12 أكتوبر 2017 11:10 ص

تمكن الجهاز الأمني التابع لحركة «حماس» من القبض على عميل داخل صفوف الجناح العسكري للحركة «كتائب القسام» في قطاع غزة، ساعد (إسرائيل) على قصف أهداف عسكرية مهمة، بحسب مصادر إعلامية.

كما كشفت التحقيقات في القضية ارتباط عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية ومجموعات سلفية أخرى، بالمخابرات الإسرائيلية، حيث كانت هذه الجماعات توفر ذريعة لقصف أهداف المقاومة، فتطلق صواريخ من غزة على أهداف وهمية فيما تبادر طائرات الاحتلال بسرعة إلى قصف مواقع حساسة للمقاومة، وفقا للمصادر.

وأفادت صحيفة «الأخبار» اللبنانية فإن الجاسوس المضبوط كان قد ساعد (إسرائيل) على الوصول إلى أهداف عسكرية مهمة في القطاع، ووفق المعلومات التي نقلها مصدر أمني، فإن الجهاز الخاص بمتابعة العملاء تمكّن من اعتقال العميل الذي كان يعمل في المستوى المتوسط لوحدات التصنيع العسكري التابعة لـ«القسام».

وقال المصدر إن العميل الذي يقطن في مدينة غزة، بدأ التخابر مع العدو قبل الحرب الأخيرة عام 2014، وقدم خلال الحرب معلومات عن القدرات العسكرية التي تمتلكها حماس.

ووفق اعترافاته، أبلغ قوات العدو في آخر أشهر عمله عن «مصنع إستراتيجي كبير لكتائب القسام»، ما تسبب في استهداف المكان في مارس/آذار الماضي بالطائرات الحربية بأربعة صواريخ ضخمة أدت إلى تدميره كلياً، بما في ذلك المعدات الكبيرة التي كانت هناك.

وجاء الاستهداف بعدما استغل العدو إطلاق صاروخين من غزة، أعلنت مجموعات سلفية مسؤوليتها عنهما، ليقصف مكان التصنيع، علما بأن الأجهزة الأمنية تمكنّت في وقت لاحق من اعتقال مسؤولي المجموعات التي أطلقت الصاروخين وغيرهما، وتبيّن أنها تنتمي إلى تنظيم «الدولة الإسلامية».

وارتبط ذلك القصف بتحذير لافت أطلقته «القسام» آنذاك، حينما حذرت (إسرائيل) من مغبة تكرار القصف على غزة، حيث قال المتحدث باسمها أبو عبيدة، في تغريدات نشرها على حسابه في «تويتر»، إن «أي عدوان قادم على غرار ما حصل بالأمس (شهر مارس/آذار) سيكون للمقاومة وعلى رأسها كتائب القسام كلمتها فيه، والمقاومة إذا وعدت أوفت والأيام بيننا».

وأضاف: «على ما يبدو فإن العدو لا يفهم سوى لغة القوة، والسكوت أحياناً يفسره العدو على أنه ضعف».

وكان موقع «المجد» الأمني، المقرّب من «حماس»، قد نقل منتصف الشهر الماضي خبرا عن تمكن أجهزة أمن المقاومة من اعتقال عميل ذي صلة مباشرة بقصف أحد المواقع الحساسة للمقاومة.

وقال الموقع، في ذلك الوقت، إن الاستهداف أثار الشكوك لدى قيادة المقاومة بأنه مدروس ومخطط له بعناية، نظرا إلى حجم الاستهداف ومكانه وتوقيته بالنسبة للمقاومة، ما استدعى عمل مسح أمني شامل لمنطقة الاستهداف والبحث عن معلومات، وأيضاً جمع الإشارات والدلائل التي قد توصلهم إلى خيوط أو معلومات تجيب عن شكوكهم.

وتابع الموقع: «بعد جهد مضاعف من البحث والتحري، تمكنت أجهزة أمن المقاومة من القبض على عميل له صلة مباشرة بالاستهداف الأخير على غزة»، دون توضيح طبيعة الاستهداف أو عمل الجاسوس.

وبحسب المصدر الأمني فإن العميل المذكور قدم أيضا معلومات مهمة عن القدرات العسكرية الخاصة بالحركة، في ما يتعلق بالتطوير الكبير الذي شهدته القدرات التصنيعية العسكرية المحلية، واستعمل في سبيل ذلك أدوات تجسسية متطورة في التصوير والتسجيل كان قد تسلمها من جهاز المخابرات الإسرائيلية «الشاباك»، علما بأنه نقل معلومة مفادها أن «القسام» باتت تمتلك صواريخ برؤوس متفجرة يزيد وزن الواحد منها على 100 كيلوغرام.

كذلك، قدم هذا العميل معلومات عن شخصيات قيادية في «القسام»، في وقت تتحدث فيه مصادر في فصائل المقاومة عموماً عن ضبط عدد من العملاء منذ ما بعد الحرب الأخيرة، التي تقرر بعدها إجراء فحص ومراجعة كبيرة لأداء الأذرع العسكرية، فيما كُشف بعض العملاء بسبب أخطاء ارتكبوها.

من جهة ثانية، ذكر المصدر نفسه أنه تبيّن للأجهزة الأمنية، في التحقيقات الأخيرة مع معتقلي «الدولة الإسلامية» في غزة، ارتباط عدد من مسؤوليهم، ومسؤولي مجموعات سلفية أخرى، بالمخابرات الإسرائيلية، إذ كانت هذه الجماعات تطلق الصواريخ من غزة فيما تبادر طائرات الاحتلال بسرعة إلى قصف مواقع حساسة للمقاومة.

كذلك كانوا يتلقون تمويلا لشراء هذه الصواريخ من (إسرائيل)، علما بأن أيا من الصواريخ التي أطلقت لم تتسبب في ضرر أو قتلى لدى الجانب الإسرائيلي.

وتبين أيضا في عدد من التحقيقات أن «أحد قياديي الفكر المنحرف أقدم على سرقة عتاد عسكري وأموال من التجار في غزة، بذريعة أنها غنائم يحق لهم استخدامها واستغلالها لمصلحة أعمال مخلة بالأمن»، بحسب المصدر.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تجسس جاسوس عميل الموساد المخابرات الإسرائيلية القسام