القبض على صحفي مصري وهدم منزله بالإسماعيلية

الخميس 12 أكتوبر 2017 12:10 م

ألقت الأجهزة الأمنية المصرية، الخميس، القبض على الكاتب الصحفي «سليمان الحكيم»، وهدمت منزله بمحافظة الإسماعيلية (شرق) بشكل تام وفقا لرواية أبنائه.

وقال عضو مجلس نقابة الصحفيين «عمرو بدر»، في حسابه الشخصي على «فيس بوك»، إن النقابة تتواصل مع الأجهزة الأمنية بالإسماعيلية لمعرفة أسباب القبض على «سليمان الحكيم».

كما كتب «بدر» على صفحته: «تواصلت هاتفيا مع الأستاذ سليمان الحكيم وهو محتجز حاليا في قسم شرطة فايد بدون وجه حق، أستاذ سليمان أكد أنه تم اقتياده للقسم بعد هدم منزله وبعد أن رفضت قوات الشرطة إطلاعه على أمر إزالة المنزل، وتجرى حاليا اتصالات مع وزارة الداخلية من قبل النقابة لإطلاق سراحه، ما يحدث لا يمت للمنطق بأية صلة».

من جانبه، قال نقيب الصحفيين «عبدالمحسن سلامة»، إنه يتواصل مع الجهات الأمنية لمعرفة أسباب القبض على الكاتب الصحفي سليمان الحكيم وملابسات الموضوع، وذلك وفقا لمواقع إخبارية مصرية.

ولفت «سلامة» إلى أن النقابة لن تترك «الحكيم» وستعمل على حل الموضوع، خصوصًا أن هناك أنباء عن أن القبض عليه جاء بسبب مخالفات بناء، وليس بسبب ظهوره على قناة معارضة تبث من خارج البلاد.

وعلق نقيب الصحفيين بقوله: «هنشوف سبب القبض عليه إيه بالضبط، والنقابة مش هتسيبه والموضوع هيتحل بإذن الله».

وألمحت ابنته «ملاذ» على صفحتها على «فيس بوك» إلى التحريض الذي شنه كل من رئيس نادي الزمالك «مرتضى منصور» والنائب البرلماني الصحفي «مصطفى بكري» على «الحكيم» عقب ظهوره على قناة «مكملين» الفضائية المعارضة المحسوبة على جماعة «الإخوان المسلمون»، وقالت «ملاذ»: «رسالة لمرتضى منصور ومصطفى بكري.. الداخلية سمعت كلامكم واعتقلت بابا والعملية تمت بنجاح.. اقتادوا بابا لمكان غير معلوم وسحبوا منه الموبايل، تم هدم بيتنا في فايد؛ عمارة 4 أدوار بقت بسواء الأرض».

كما حمل ابنه «علي» السلطات الأمنية مسؤولية سلامة والده في ظل سوء حالته الصحية، بحسب قوله على الصفحة الرسمية لوالده بـ«فيس بوك».

وفي وقت لاحق أصدرت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسماعيلية بيانا أكدت فيه أنه «الحكيم» حاول منع إزالة منزله المقام بالمخالفة للقانون وتعدى بالسب والقذف على القوات المشتركة بالتأمين بقصد منعهم من القيام بأعمالهم، وعلى الفور تم ضبطه وتحرر المحضر اللازم بالواقعة للعرض على النيابة العامة.

غير أن أبناء الحكيم يروون قصة مغايرة، إذ يقولون إن قوات الشرطة رفضت إطلاع «الحكيم» على أمر الهدم الصادر بحق منزله، وأن نية اعتقاله والتربص به كانت مبيتة سلفا.

ومن المعروف عن «سليمان الحكيم» معارضته الشديدة للرئيس الأسبق «محمد مرسي» أول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر، وتأييده لبيان 3 يوليو/تموز 2013 الذي أطاح بموجبه الجيش بحكم «مرسي»، وظهر الحكيم مرارا على قناة «الجزيرة» إبان اعتصام رابعة مدافعا عن قرارات الجيش ومؤيدا للسلطة الجديدة.

لكن ظهور الحكيم الأخير على قناة مقربة من جماعة «الإخوان المسلمون» «تبث من تركيا» جر عليه انتقادات واسعة، وحرضت شخصيات محسوبة على النظام ضد «سليمان»؛ ففي خلال البرنامج قال «الحكيم» إن شعبية الرئيس «عبدالفتاح السيسي» تآكلت.

وسبق أن قال «مصطفى بكري» خلال تقديمه برنامج «حقائق وأسرار» على فضائية «صدى البلد» مهاجما كلا من الصحفيين «سليمان الحكيم» و«سليمان جودة» اللذين ظهرا في حلقة بقناة «مكملين»: يعني «ملاقوش غير قناة مكملين، ويطلعوا مع الخائن محمد ناصر والعصابة اللى موجودة هناك؟ عشان قناة مكملين بتدى 50 ألف دولار في القعدة، نبيع الدنيا كلها ونروح نقعد مع الإرهابيين ونقول بندافع عن مصر؟».

وطالب «بكري» مؤسسات الدولة بالتحرك، قائلا: «لحد إمتى هتفضل أيديكم مرتعشة.. شوفوا حازم عبدالعظيم بيعمل إيه والعصابة اللى حواليه، وأنا بقول للرئيس السيسى بشكل مباشر، عاجبك ده؟ من المؤكد أنك غاضب وتعرف أبعاد المؤامرة، لماذا لا تتحرك الجهات المعنية لتحاسب الخونة على خيانتهم، ومن يتآمر على الجيش المصري، ولماذا لا يحالون للنيابة العسكرية؟».

ولا يزال العديد من الصحفيين المصريين يقبعون في سجون النظام المصري على ذمة قضايا سياسية لمدد متفاوتة رغم المطالبات المحلية والدولية بإطلاق سراحهم، لكن النظام المصري يصر على أن جميع القضايا التي يتهم فيها صحفيون هي قضايا جنائية.

وسبق أن قدرت نقابة الصحفيين عدد أعضائها المعتقلين سياسيا بنحو 40، لكن آخرين أشاروا إلى أن الصحفيين غير المقيدين بالنقابة عددهم أكثر من ذلك بكثير.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

صحفي حبس صحفي سجن الصحفيين