كشفت تقارير صحفية عالمية، عن وجود مؤامرة بين منتخبي كولومبيا وبيرو من أجل ضمان التأهل إلى كأس العالم 2018 بروسيا، والإطاحة بمنتخب تشيلي خارج التصفيات، وذلك من خلال فرض نتيجة التعادل على المباراة التي جمعتهما، ضمن الجولة العاشرة والأخيرة من تصفيات قارة أمريكا الجنوبية.

وانتهت مباراة كولومبيا وبيرو بالتعادل الإيجابي بنتيجة 1-1، ليرتفع رصيد المنتخب الكولومبي إلى 27 نقطة احتل بها المركز الرابع وضمن التأهل المباشر إلى المونديال، بينما وصل رصيد منتخب بيرو إلى 26 نقطة احتل بها المركز الخامس وسيخوض مباراة المحلق أمام منتخب نيوزيلندا لتحديد المتأهل منهما، فيما فقد منتخب تشيلي أمل المشاركة في المونديال بتراجع إلى المركز السادس برصيد 26 نقطة بفارق الأهداف عن بيرو.

ورصدت عدسات الكاميرات حديث بين «فالكاو» قائد منتخب كولومبيا و«يمي تشارا» لاعب منتخب بيرو، حيث أخبره الأول عن فوز منتخب البرازيل على نظيره التشيلي وخسارة منتخب الباراغواي أمام فنزويلا، وأبلغه بإنهاء المباراة على نتيجة التعادل للتأهل معاً، قائلاً: «لنتوقف عن اللعب فكلنا متأهلون».

وبدوره أخبر «تشارا» قاد منتخب بلاده «غيريرو» الذي ذهب إلى دكة البدلاء للتأكد من صحة كلام «فالكاو»، وتحدث مدرب المنتخب بيرو تحدث للاعبيه وأخبرهم بأن يمرروا الكرة ما بينهم والتوقف عن الضغط العالي.

وحال ثبوت هذه الواقعة قد يتعرض منتخبا كولومبيا وبيرو لعقوبات قاسية من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» واتحاد أمريكا الجنوبية «كونميبول».

وأعادت واقعة منتخبي كولومبيا وبيرو إلى الأذهان العديد من الوقائع المشابه التي نستعرض أبرزها، من خلال هذا التقرير:

ألمانيا الغربية والنمسا

في كأس العالم عام 1982، كانت الواقعة الأشهر في تاريخ كرة القدم، عندما اتفق منتخبا ألمانيا الغربية والنمسا على فوز الأول بنتيجة 1-0، وهو ما يضمن لهما التأهل معاً إلى الدور الثاني، والإطاحة بالمنتخب الجزائري خارج البطولة.

وأحرز المنتخب الألماني هدف التقدم بعد 10 دقائق فقط من بداية المباراة، لتتحول المباراة إلى أشبة بالحصة التدريبية في وسط الملعب مع هجمات متقطعة للفريق الألماني.

وكان المنتخب الجزائري قد فاز على ألمانيا في مفاجأة مدوية بنتيجة 2-1، قبل أن يهزم أمام النمسا، ليدخل مباراة الجولة الثالثة والأخيرة برصيد  نقطتين - حيث كان الفوز بنقطتين- أمام تشيلي متذيل المجموعة بدون رصيد، وفاز الخضر بنتيجة 3-2، بينما أقيمت المباراة الأخرى بين ألمانيا والنمسا في اليوم التالي، وكان فوز ألمانيا بهدف أو اثنين يضمن تأهلهما معا، أما التعادل أو الهزيمة فيصعد بالجزائر ويقصي ألمانيا من البطولة.

وعلى ضوء تلك الواقعة قرر الاتحاد الدولي «فيفا» تغيير اللائحة بخصوص المباريات الختامية في المجموعات بأن تقام في توقيت واحد.

البرازيل والنرويج

في كأس العالم 1998، كان المنتخب المغربي على أعتاب تأهل تاريخي إلى الدور الثاني من البطولة، لطن مؤامرة بين المنتخبين البرازيلي والنرويجي قتلت أحلام أسود الأطلس.

ففي مباراة الجولة الثالثة من دور المجموعات، تقدم المنتخب البرازيلي بهدف مبكر عند الدقيقة 12، بينما كان المنتخب المغربي في طريقه لسحق أسكتلندا بثلاثية نظيفة، وعند الدقيقة 83 في المباراة تتحول الكفة فجأة لصالح النرويج بهدفين في 5 دقائق، ليخسر منتخب البرازيل -حامل اللقب- خسارة تاريخية، يخرج بمقتضاها أسود الأطلس.

مصر والكاميرون

في بطولة كأس أمم أفريقيا للشباب عام 2001، قرر الاتحاد الأفريقي «كاف» إعادة مباراة منتخبي مصر والكاميرون لوجود شبهة تواطؤ بينهما.

وكان منتخبا الكاميرون ومصر متعادلان بأربع نقاط ويتواجهان في الجولة الأخيرة، بينما فازت إثيوبيا على جنوب أفريقيا، وتعادل الفراعنة مع أسود الكاميرون يضمن لهما التأهل ويقصي المنتخب الإثيوبي، وهو ما حدث إلا أن «كاف» قرر إعادة المباراة مع ضرورة وجود فائز، وفازت مصر وقتها لتصطحب إثيوبيا إلى نصف نهائي البطولة. 

الدنمارك والسويد

في كأس أمم أوروبا «يورو 2004» ودع منتخب إيطاليا المنافسات من دور المجموعات بسبب مؤامرة من منتخبي الدنمارك والسويد، فقد كانت المنتخبات الثلاثة وقتها قد تعادلت في المواجهات المباشرة بينها وفازت جميعا على بلغاريا.

وكانت لائحة البطولة تشير إلى أنه في حال تساوي ثلاثة منتخبات في النقاط سيتم اللجوء إلى الرصيد الأكبر من الأهداف المسجلة لصالح منتخبين منها في المواجهات المباشرة بينها، ما يعني أن النتيجة الوحيدة التي كانت ستصعد بالسويد والدنمارك معا هي التعادل بنتيجة أكبر من 1-1.

وفي مباراة الجولة الثالثة بين الدنمارك والسويد تقدم الأول بهدف في الدقيقة 28 ثم أدرك الثاني التعادل مع بداية الشوط الثاني، وعاد المنتخب الدنماركي للتقدم مرة أخرى في الدقيقة 65، قبل أن يعدل السويديون النتيجة في الدقيقة 90 بعد سقوط الكرة من الحارس الدنماركي، لتتوقف الكرة في منتصف ملعب السويد لمدة 3 دقائق دون أن يتقدم لاعب دنماركي للحصول عليها.

تجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من المباريات على مستوى الأندية والمنتخبات في مختلف أرجاء العالم شهدت وجود شبهات حالات تواطأ وتلاعب بالنتائج، هناك من تم اكتشافه مثل فضية الدوري الإيطالي عام 2006 التي هبط بسببها نادي يوفنتوس إلى الدرجة الأدنى وعوقبت أندية أخرى بخصم نقاط وغرامة مالية.