قالت صحيفة «لوموند أفريك» إن دولا إفريقية أعطت أصواتها للمرشح القطري «حمد الكواري» في الانتخابات على منصب المدير العام لـ«منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة» (اليونسكو).

وعزت الصحيفة الفرنسية هذه المعلومات إلى «مصادرها» التي لم تكشف عن أي منها، فيما سارعت صحف وقنوات مصرية إلى اتهام تلك الدول الأفريقية بأنها تلقت رشى من قطر، وألمح دبلوماسيون مصريون لذلك أيضا.

وتصدر مرشح قطر الجولات الأربع من الانتخابات، بينما حلت المرشحة الفرنسية «أندريه أزولاي» ثانية في 3 جولات من الأربع، وتساوت مع المرشحة المصرية «مشيرة خطاب» في الجولة الرابعة.

وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، خسرت «خطاب» في الإعادة أمام «أزولاي» لتواجه الأخيرة «الكواري» في جولة الحسم على المنصب مساء اليوم في الساعة 16:30 بتوقيت غرينتش.

ويعد تصويت الدول الأفريقية لصالح المرشح القطري مفاجأة في ظل تركيز «خطاب»، عبر تصريحاتها، أنها «مرشحة مصر وأفريقيا»، كما أن تلك الدول لم تصوت لصالح فرنسا التي ترتبط معه بعلاقات وثيقة.

وفي التفاصيل، ادعت الصحيفة الفرنسية، عبر تقريرها، أن قطر وجهت الدعوة في 30 سبتمبر/أيلول الماضي لأعضاء المكتب التنفيذي لـ«اليونسكو» الـ58 لزيارة قطر كجزء من الحملة الانتخابية، لكن استجاب فقط 10 دول من ضمنهم الجزائر والكاميرون وكينيا وموريشيوس وتوغو والسنغال، ولم تقدم الصحيفة دليلا على ذلك، كما لم تعز هذه الأنباء لمصدر معلوم.

وفور تناقل تلك الأنباء، سارعت صحف وقنوات ومواقع إخبارية مصرية إلى اتهام قطر بأنها قامت برشوة هذه الدول الأفريقية للتصويت لصالح مرشحها، دون تقديم أي دليل على هذا الإدعاء.

إذ ادعت صحيفتا «اليوم السابع» و«الوطن» (خاصة) أن مرشح قطر «اشترى أصوات» تلك الدول الإفريقية بـ«عزومة» في أحد مطاعم فرنسا.

كما عرض برنامج «90 دقيقة» للصحفي المصري «محمد الباز» على قناة «المحور» (مصرية خاصة) مقطع فيديو قال إنه «أظهر الكواري مع عدد من السفراء الأفارقة في مأدبة عشاء قبل ساعات من بدء عمليات التصويت على منصب رئاسة اليونسكو».

وطلب «الباز» من طاقم الإعداد إعادة الفيديو للكشف عن وجه مرشح قطر أثناء خروجه مع السفراء من المطعم، لكن المقطع لم يظهر شيئا.

كذلك، نقلت صحيفة «الدستور» (مصرية خاصة) تصريحات للمتحدث الرسمي لوزارة الخارجية المصرية، «أحمد أبوزيد»، عن «رشوة قطر» فى انتخابات اليونسكو، قال فيها: «كل شيء وارد».

الأسباب الحقيقية

وبعيدا عن المزاعم المصرية، عدد مراقبون أسباب عزوف الأفارقة عن التصويت للمرشحة المصرية بـ«اليونسكو»، أهمها أن مصر اعتبرت أصوات الدول الأفريقية، التي تقدر بـ17 صوتا، «مضمونة» في ظل عدم وجود مرشح أفريقي آخر غير «خطاب»؛ ولذلك تجاهلت الترويج الجيد لمرشحتها في أوساط أفريقيا، وسعت لكسب المزيد من الأصوات الأخرى.

وأرجع هؤلاء المراقبون، كذلك، عدم تصويت الأفارقة لصالح «مشيرة» إلى التعامل الفوقي للمصريين تجاه الأفارقة، وليس مال قطر كما يدعون، واستدلوا على هذا الاستعلاء بمزاعم أن «الأفارقة تمت رشوتهم بعزومة».

واعتبروا أن المعضلة في النظام المصري أنه يفترض دائما نظرية المؤامرة أمام كل فشل له، دون أن ينظر إلى عيوبه ونقائصه التي ارتكبها في إجراءاته.

ولفتوا، في هذا الصدد، إلى اعتراضات صحفيين (معظمهم موالين للنظام) على اختيار «خطاب» كمرشحة لمصر، كما أن تصريحات الحقوقي المصري، «جمال عيد»، التي هاجمت «خطاب» بسبب مواقف لها تجاه الثقافة ومكتباته المغلقة أثرت على صورتها، وليست المؤامرات.

كذلك، تحدث هؤلاء المراقبون عن ثغرات واضحة في حملة الترويج للمرشحة المصرية؛ مستدلين على ذلك بموسوعة ويكيبيديا، التي لا يوجد عليها صفحة باسم «خطاب»، بينما بها صفحات بثلاث لغات (العربية، الإنجليزية، الفرنسية) لمرشح قطر.

والفائز في انتخابات «اليونسكو» الحالية سيخلف البلغارية «إيرينا بوكوفا»، وتبلغ مدة الولاية الرسمية للمنصب 4 سنوات يجوز بعدها الترشح لولاية ثانية وأخيرة.

وسيتم إعلان الفائز بمنصب مدير «اليونسكو»، مساء اليوم، لكنه لن يصبح رسميا مديرا عاما للمنظمة الدولية إلا بعد موافقة الجمعية العامة للمنظمة عليه (195 دولة) في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

والفائز في انتخابات اليونسكو الحالية سيخلف البلغارية «إيرينا بوكوفا»، وتبلغ مدة الولاية الرسمية للمنصب 4 سنوات يجوز بعدها الترشح لولاية ثانية وأخيرة.

وسيتم إعلان الفائز بمنصب مدير «اليونسكو» اليوم، لكنه لن يصبح رسميا مديرا عاما للمنظمة الدولية إلا بعد موافقة الجمعية العامة للمنظمة عليه (195 دولة) في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.