يترقب عشاق كرة القدم بوجه عام والإنجليزية بصفة خاصة، افتتاح الجولة الثامنة من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز «بريميرليغ» موسم 2017-2018، السبت، حيث مباراة القمة بين ليفربول ومانشيتر يونايتد.

وقبل كل مواجهة بين ليفربول وغريمه التقليدي مانشستر يونايتد في ديربي الكرة الإنجليزية يتجدد التساؤل حول السر وراء العداء التاريخي بين الفريقين، وهو ما نستعرضه من خلال هذا التقرير:

أسباب تجارية

كان الصراع على التفوق في مجال تجارة القطن في القرن الثامن عشر هو الذي استهل الخصومة بالنسبة إلى مدينة ليفربول، وبفضل إنشاء حوض السفن الأول في المملكة المتحدة، أصبحت من الموانئ الرائدة في العالم، أما في مدينة مانشستر، وبفضل الثورة الصناعية، استقطبت المصانع في المدينة تجارة القطن لتصبح القلب الصناعي للبلاد ويسود مجالا التصنيع والتجارة.

ويقول «لي شارب» نجم خط الوسط السابق في مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي: «ليس الأمر مجرد ناديين، بل إنه ذو صلة بمدينتين، وتاريخ مذهل، ناديين يظن كلٌّ منهما أنه الأعظم شأناً في العالم، ولهذا فإن للموضوع علاقة بالكبرياء والأنفة».

وتحولت مانشستر إلى مركز رائد للإنتاج، إلا أن المواد الأولية كانت يتم جلبها من ليفربول، وفرضَ ميناء ليفربول رسوماً باهظة على استيراد المواد الأولية التي كانت وجهتها النهائية مصانع القطن في مانشستر وهو ما جعل الأخيرة ترد على ذلك عندما قررت تجاوز ليفربول وتشييد قناة مانشستر للشحن البحري، وهو ما جعلها قادرة على استيراد البضائع مباشرة إلى مدينة سالفورد المتاخمة ونجحت في تجنب رسوم الاستيراد، وعندما تم افتتاح القناة عام 1894، اشتد التنافس الأزلي بين المدينتين.

بعد عام على افتتاح قناة مانشستر للشحن البحري في 12 أكتوبر/تشرين الأول 1895، التقى ناديا ليفربول ونيوتون هيث -اللقب السابق لمانشستر يونايتد- للمرة الأولى على ملعب أنفيلد، وفاز ليفربول بنتيجة 1-7، وهو الفوز الأكبر على مدى السنوات الـ117 اللاحقة.

المنافسة على الألقاب

مع النجاحات العريضة التي حققها الطرفان، تدهورت العلاقة بين الناديين على مدى السنوات الخمسين الأخيرة حيث نجد أن ليفربول ومانشستر يونايتد حصدا 38 لقباً في بطولة الدوري، الأول حصد 18 والثاني 20.

ويعد ليفربول ومان يونايتد من أكبر أندية العالم وأكثر نجاحاً، ويتصارعان لاقتناص لقب أفضل الفرق الإنجليزية على مر التاريخ، فبينما سيطر ليفربول على عالم المستديرة الساحرة الإنجليزية في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، قام مان يونايتد بالمثل في العقدين التاليين.

خطف اللاعبين

ويعد الانتقال المباشر ومحاولة خطف اللاعبين أحد أساب هذا العداء، ففي عام 2007 رفضت إدارة مانشستر يونايتد السماح لـ«جابرييل هاينز» بالانتقال إلى ليفربول، وبعد أن تحدث اللاعب علناً عن رغبه بالانتقال وبعد مشاورات مع محاميي الفريقين، انتقل في النهاية إلى ريال مدريد الإسباني، فأي لاعب يمكنه الرحيل ولكن ليس للغريم التقليدي.

وخلال تاريخ الفريقين انتقل 5 لاعبين من مان يونايتد إلى ليفربول مقابل لاعبين من الأخير، وأغلبهم في فئة الشباب فقط.