استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الإسلام ومصادر التنمية

السبت 14 أكتوبر 2017 05:10 ص

عند تناولنا لموضوع «الإسلام والتنمية» يتبادر إلى الذهن السؤال التالي: هل يمكن الحديث عن الإسلام ككل؟ ومن أي مصدر يؤخذ الإسلام؟

هل من نصوصه الأولى، وقد تعددت التفسيرات والاجتهادات فيها عبر العصور؟

أم من العلوم الإسلامية العقلية والنقلية القديمة، الكلام والأصول والفلسفة والتصوف؟

ولكل علم نظراته التي تتعلق بموضوع التنمية مثل الآجال والأرزاق والأسعار والفقر والغنى في علم الكلام، وحقوق الإنسان والحاجات الأساسية والمصالح العامة في المقاصد الشرعية في علم أصول الفقه، والسياسات المدنية عند الفارابي، والرقي الروحي من خلال الرياضيات والمجاهدات عند الصوفية.

هل يكون الاعتماد على العلوم النقلية الخالصة وهناك نظرات في كل علم تتعلق بموضوعات التنمية، وأحكام خاصة بالزراعة والأرض والماء والموارد والمعادن، ونظرات الفقهاء في خلافة الإنسان والسعي والكد والكدح والعمل والرزق، والفقه باعتباره قواعد للمعاملات من إجارة ومزارعة وصيد وخراج وقضاء وأوجه الصرف من بيت المال؟

وهل يمكن الاعتماد على العلوم الإنسانية القديمة، اللغة والأدب والجغرافيا والتاريخ، وفيها أيضاً نظريات تتعلق بالتنمية خاصة التحليل اللغوي الاشتقاقي للألفاظ، وما زخر به الأدب العربي من حديث عن الحيوان والنبات والمعادن، وتصورات الأرض والطبيعة في الجغرافيا، وما تمد به الروايات من قدرة القدماء على تنمية الموارد وطرق الزراعة والري ورفع المياه وإن لم تظهر التنمية كمفهوم نظري؟

كما نتساءل أيضاً: وهل يمكن الحديث عن التنمية ككل؟

هناك مدارس عديدة في التنمية وأنواعها والتصورات التي تقوم عليها مثل التطورية ‏Developmentalism التي تقوم عليها التنمية المادية، والارتقائية التي تقوم عليها التنمية الروحية، أو التقدم الذي تقوم عليه التنمية البشرية.

وهناك أنواع متعددة للتنمية، اقتصادية واجتماعية وثقافية ونفسية وذهنية بين قطبين رئيسيين، التنمية الطبيعية والتنمية البشرية، تنمية الموارد وتنمية القدرات. وهناك تنمية وقتية لغرض محدود، قصيرة الأجل وتنمية مستدامة طويلة الأمد. وهناك تنمية تقوم على الاعتماد على الخارج في التمويل والتخطيط والإشراف، وتنمية بالاعتماد على الذات. وهناك تنمية أوتوقراطية أو بيروقراطية، وتنمية تقوم على المشاركة الشعبية.

فأي نوع من أنواع التنمية تقترن بالدين؟

وكما أن هذه الأنواع للتنمية لا تخلو من أيديولوجيات، بين الاشتراكية والرأسمالية، الوطنية والكوكبية الإقليمية والعولمة، كذلك لا يخلو فهم الدين من تيارات اعتزالية أو أشعرية في العقيدة، عقلية أو إشراقية في الفلسفة، مذهبية في الفقه، وسلبية أو إيجابية في التصوف. فأي أنواع التنمية يتم عطفها على أي مدارس الدين وتياراته الفكرية ومذاهبه الفقهية واتجاهاته الفلسفية وطرقه الصوفية؟

ولما كان الدين والتنمية معاً يتعاملان مع المجتمع وطبقاته فإن كلاً منهما يؤثر في البنية الاجتماعية نفسها. فالتنمية الرأسمالية مثل التفسير الرأسمالي للدين، والتنمية الاشتراكية مثل التفسير الاشتراكي للدين، والتنمية الشعبية مثل إجماع الأمة، والتنمية الوطنية مثل الإسلام الوطني.

ولذلك تتعدد المادة العلمية التي يمكن تحليلها من أجل تناول موضوع الإسلام والتنمية من كل مصادر الإسلام النصية التاريخية، وكل أيديولوجيات التنمية رأسمالية أو اشتراكية، وهناك النصوص الدينية والمصادر التراثية القديمة.

وهناك الدراسات والمصادر الغربية الحديثة في موضوع التنمية. وهناك الدراسات العربية الحديثة التي تنهل في الغالب من المصادر الغربية مع إعادة صياغتها بناء على التجارب التنموية العربية الحديثة. وتوجد أيضاً عدة دراسات رائدة خاصة في باكستان وفي ماليزيا عن الإسلام والتنمية الشاملة.

ويمكن الاعتماد أيضاً بالإضافة إلى منهج تحليل النصوص على منهج تحليل الخبرات المشتركة الفردية والاجتماعية التي مر بها هذا الجيل الذي عاصر تجارب التنمية صعوداً وهبوطاً، في البداية والنهاية، وعاصر حصارها بين النقل عن التجارب الاشتراكية وأقلمتها طبقاً للظروف العربية أو الأفريقية.

وهو مما يقلل الاعتماد على المصادر المدونة من التراث القديم أو من التراث الغربي في موضوع التنمية. كما أن البداهة العقلية والرؤية الحسية والتجربة المشتركة بين المفكر والقارئ من مقاييس الصدق أيضاً.

* د. حسن حنفي أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة

  كلمات مفتاحية

الإسلام التنمية العلوم الإسلامية التنمية البشرية الاشتراكية