حذر رئيس الوزراء اليمني «أحمد عبيد بن دغر»، من الاستيلاء على السلطة بالقوة في العاصمة المؤقتة للبلاد (عدن)، في الوقت الذي كشف محافظ عدن السابق «عيدروس الزبيدي»، بالإعلان قريبا عن استفتاء لانفصال الجنوب.

ونقلت «الأناضول»، عن «بن دغر»، قوله خلال كلمة أثناء عرض عسكري أقيم في الكلية العسكرية بمحافظة عدن: «حذار أن تسقط الجمهورية، أو مجرد التفكير في الاستيلاء على السلطة بالقوة في عدن، كما فعل الحوثيون في صنعاء».

وأضاف: «لنتحد جميعاً في مواجهة العدو الحوثي وصالح (الرئيس المخلوع)، وليقبل كلٌ منا الآخر، كما هو بفكره وبمعتقده السياسي وحزبه وتنظيمه وراياته وشعاراته».

وتأتي تحذيرات «بن دغر»، قبيل تجمع شعبي دعا له ما يسمى بـ«المجلس الانتقالي الجنوبي»، المطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، عصر اليوم بمحافظة عدن، جنوبي البلاد، بمناسبة الذكرى الـ54 لثورة 14 أكتوبر/تشرين الأول 1963، ضد الاستعمار البريطاني لجنوبي اليمن.

ودعا «بن دغر» إلى «التخلي عن العنف والتفكير في الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح»، معتبرا ذلك مخالفاً للمواثيق الدولية.

وقال إن «عدن للجميع والحكومة الشرعية ستقف إلى جانب أهلها في السراء والضراء».

وأضاف أن «السعودية والإمارات والعرب جميعا يقفون إلى جانب حقنا في مقاومة الانقلاب الحوثي وهزيمته، كما يقف كذلك المجتمع الدولي، وتدعمنا مواثيقه الدولية».

تزامن مع ذلك، حديث محافظ عدن السابق «عيدروس الزبيدي»، الذي كان قد أعلن عن مجلس يسعى لانفصال جنوب اليمن، إنه سيتم الإعلان قريبا عن استفتاء لانفصال الجنوب.

وكان «الزبيدي» محافظا لعدن حتى أقاله الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» في نهاية أبريل/نيسان الماضي.

ونقلت «رويترز»، عن «الزبيدي»، في مقابلة مع قناة «الغد المشرق»، إنه سيصدر إعلانا مهما السبت، خلال حشد المجلس.

وكان «الزبيدي» قد أعلن يوم 11 مايو/أيار الماضي، عن تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات ويضم رموزا قبلية وعسكرية وسياسية، ويسعى لانفصال جنوب اليمن، وتشكيل قيادة سياسية تحت رئاسته تمثل الجنوب وتديره.

وتهدد هذه الخطوة بمزيد من الاضطرابات في اليمن، الذي اضطرت حكومته المعترف بها دوليا للعمل من عدن، نظرا لسيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء.

وتشهد عدن توتراً سياسياً كبيراً، على خلفية اتهام المجلس الانتقالي الجنوبي، للحكومة اليمنية بالفشل.

ومنذ إعلان تحريرها من الانقلابيين، في يوليو/تموز وأغسطس/آب 2015، ترزح مدينة عدن، التي تصفها الحكومة الشرعية بـ«العاصمة المؤقتة»، والمحافظات المجاورة لها جنوبا، تحت وصاية ضمنية من الإمارات، التي دعمت العديد من التحولات السياسية وخاضت معارك محلية.

وفضلا عن دعوات الانفصال الجنوبية، ونشاط تنظيم القاعدة، تدور في اليمن، منذ أكثر من عامين ونصف العام، حرب تسببت في تردي الأوضاع المعيشية في البلد الفقير.

وتدور هذه الحرب بين القوات الحكومة اليمنية مدعومة بالتحالف العربي، ومسلحي جماعة «الحوثي»، والرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح».