العروض البديلة من «تيلرسون» لـ«بارزاني» قبل استفتاء الانفصال

السبت 14 أكتوبر 2017 12:10 م

بعث وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون» برسالة إلى رئيس إقليم كردستان «مسعود بارزاني»، قبل يومين فقط من استفتاء الانفصال الذي جرى في 25 سبتمبر/أيلول الماضي.

واقترحت الرسالة إلغاء الاستفتاء المقترح، والذي أدى إلى أسابيع من الاضطرابات التي أدت إلى التصويت في نهاية المطاف.

وفي مقابل تأجيل استفتاء الاستقلال، عرضت الولايات المتحدة، بالتعاون مع بغداد والأمم المتحدة، المساعدة في حل حدود إقليم كردستان في نطاق المادة 140 من الدستور العراقي.

ووفقا للمادة 140، ينبغي السماح لكركوك وبعض المناطق الأخرى بالتصويت على الانضمام إلى كردستان المستقلة، بعد اتخاذ خطوات للسماح للأكراد المطرودين بالعودة، وإجراء تعداد للسكان.

وقال «تيلرسون» إن الولايات المتحدة ستعترف بالحاجة إلى إجراء استفتاء إذا كانت المحادثات بين أربيل وبغداد «لم تصل لنتيجة مقبولة للطرفين أو فشلت بسبب عدم حسن النية من جانب بغداد».

إضافة إلى ذلك، فكان من بين أبرز المقترحات هو توفير الولايات المتحدة، رعاية دولية لمفاوضات مع بغداد لعام قابل للتجديد. وكذلك لوحت بحل أزمات الإقليم المالية.

جدير بالذكر، أنه عندما أعلنت حكومة «بارزاني» اعتزامها إجراء استفتاء من أجل الانفصال، كان رد الفعل الأول من الولايات المتحدة هو عدم الترحيب بالقرار.

لكن مع توالي التصريحات اتضح أن واشنطن تؤيد في الواقع قيام دولة كردية شمالي العراق، لكنها تشكك فقط في التوقيت.

وحاليا ينصب تركيز إدارة «ترامب» على محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، لاسيما في مدينة الرقة السورية، وتعتبر أن أي نشاط آخر يعد انحرافا عن هدفها.

وقد يؤدي هذا الاستفتاء غير الشرعي وعواقبه العديدة المحتملة إلى موجة جديدة من عدم الاستقرار الإقليمي، ما قد يتسبب بدوره في نشوب أزمات كثيرة غير متوقعة.

وبالتأكيد، سيمثل أي تدخل إيراني وتركي محتمل في شمالي العراق مجالا آخر للجدل، ما يتطلب المزيد من التدخل الأمريكي.

وبالنظر إلى جمود إدارة «ترامب»، وعدم رغبتها في أي تدخل من هذا القبيل، يتضح لماذا طلبت واشنطن تأجيل الاستفتاء.

ومع ذلك، وجد معظم المراقبين أن الموقف الأمريكي كان أكثر لينا مما كان متوقعا، فلو أن واشنطن كانت ترغب فعلا في حالة من الاستقرار والاندماج في العراق، وترى أن توقيت الاستفتاء غير مناسب، لمارست ضغوطا حقيقية على «بارزاني».

كما أن «بارزاني»، وفق مراقبين، لن يجرؤ على التصرف منفردا دون موافقة أمريكية ضمنية.

لذا، يمكن القول، وفقا لمقال سابق على «القدس العربي»، إن واشنطن تدعم «بارزاني»، ولو ضمنيا؛ ما يجعلها تملك موطئ قدم في كل المعسكرين(المؤيد والمعارض للاستفتاء).

المصدر | الخليج الجديد + NRT

  كلمات مفتاحية

الخارجية الأمريكية الولايات المتحدة أمريكا تيلرسون ترامب بارزاني كردستان العراق استفتاء الانفصال