سعودية تقود فريقا علميا يصمم حزمة لاكتشاف السرطان الوراثي

الأحد 15 أكتوبر 2017 11:10 ص

تمكن مركز أبحاث في السعودية من تحقيق إنجاز علمي في مجال الأبحاث الطبية لأمراض السرطان، وأثبت فريق البحث بقيادة أنثوية عن وصوله لسبق في هذا المجال.

واستطاع مركز الأبحاث في مستشفى الملك «فيصل» التخصصي من تسجيل إنجاز جديد في حقل الأبحاث الطبية للسرطان، من خلال تصميمه حزمة جينية تحوي 41 جينا مجتمعة، أطلق عليها الفريق العلمي اختصاراً اسم «الأمل».

وتستطيع هذه الحزمة التعرف على المرضى الذين يعانون من سرطان عائلي، أو من لديهم استعداد وراثي للإصابة بالسرطان، من خلال فحص عينة صغيرة من دم المريض.

فيما تم درس وتطبيق فحص فاعلية هذه الحزمة الجينية على 1300 من مرضى سعوديين يعانون من أحد السرطانات الأربعة الأكثر شيوعا في المملكة، بينهم 146 مريضا بسرطان الغدة الدرقية، و698 مريضا بسرطان الثدي، و117 مريضة بسرطان المبيض، و352 مريضا بسرطان القولون والمستقيم.

ونشرت نتائج هذا البحث في مجلة «الموروثات البشرية الأمريكية»، كما تم تسجيل براءة التصميم لهذه الحزمة الجينية في مكتب البراءات الأوروبية.

كذلك تم الاعتماد بصورة عامة على عمر المريض باعتباره متطلبا لإدخال المرضى في هذه الدراسة، حيث من المعروف أن المرضى الذين يعانون من السرطانات الوراثية يصابون في عمر أصغر بكثير من مرضى السرطان الآخرين.

في حين استطاعت الحزمة الجينية «أمل» من خلال استخدام عينة صغيرة من دم المريض (أقل من 1 ملل) من التعرف على وجود أسباب وراثية «عائلية» لحوالى 22% من حالات سرطان المبيض و18% من حالات سرطان الثدي والقولون، و2.5% من حالات سرطان الغدة الدرقية، وذلك لدى مرضى السرطان ممن هم دون سن الـ40 عاما.

وأوضحت كبيرة علماء أبحاث السرطان ورئيسة الفريق العلمي، الذي قام بهذه الدراسة، الدكتورة «خولة الكريّع» أن «من أهم التحديات التي تواجه أطباء السرطان وعلماء أبحاث الوراثة هي القدرة على التعرف بدقة على السرطانات الوراثية أو السرطانات ذات القابلية الوراثية، التي تنتج من الإصابة بعطب في جين معين، وهذا العطب قد يورث بين أفراد العائلة الواحدة ويتوارث أيضا من جيل لآخر».

مبينة أنه «على رغم أن هذا النوع من السرطان الوراثي في الغالب لا يشكل نسبة عالية من السرطان، فإن الأطباء وعلماء الوراثة مهتمون جدا بالتعرف على الطفرة الجينية المتسببة في السرطان الوراثي، لسهولة منع حدوثه عند أفراد عائلة المصاب، وبالتالي العمل على وقاية أفراد العائلة من الإصابة بالسرطان، وذلك من خلال برامج توعية وقائية للمرضى الذين لديهم استعداد وراثي للسرطان، وبتكثيف الفحوص الدورية المبكرة، أو من خلال إجراء جراحة وقائية لمنع ظهور أو حتى انتشار المرض بعد ظهوره في مراحله المبكرة».

وأضافت: «ما دفعنا إلى القيام بهذه الدراسة، التي تعتبر الأولى من نوعها في منطقتنا، هو ملاحظتنا عدم وجود برامج أو عيادات متخصصة في السرطانات الوراثية في المملكة، كما أنه لا توجد دراسة علمية على شريحة كبيرة من المرضى للتعرف على نسبة السرطان الوراثي، أو مدى انتشار السرطان الوراثي لدى مرضانا السعوديين، ولعل افتقارنا إلى برامج الوقاية من السرطانات الوراثية قد يكون أحد الأسباب لتسارع وازدياد نسبة السرطان في سن مبكرة لدى السعوديين، لذا قمنا بتصميم حزمة جينية لا تحوي فقط الجينات الأساسية المستخدمة في التعرف على السرطان الوراثي في العرق الأمريكي والأوروبي، وإنما أضفنا إليها جينات إضافية، اعتمدنا فيها على نتائج أبحاثنا العلمية على مرضانا السعوديين، المنشورة في المجلات المحكمة، إضافة إلى نتائج أبحاث المراكز العلمية العالمية الأخرى».

وأشارت إلى أن هذه الدراسة ذات أهمية كبيرة في التخطيط لبرامج وطنية شاملة للوقاية من السرطان الوراثي في المملكة، كما تعتبر الأشمل من نوعها على مرضى السرطان السعوديين، فضلا عن أن نتائج هذه الدراسة، التي تم نشرها تثبت أهمية وتفوق الفحص الجيني، الذي أصبح سهلاً وفي متناول جميع المراكز الطبية المتقدمة، لتفوقه على الطرق التقليدية في التعرف على المرضى، الذين لديهم قابلية للسرطان الوراثي، ومن المعروف أن هذه الطرق التقليدية تعتمد على التاريخ العائلي للسرطان، الذي قد لا يكون معروفا أو متوافرا للأطباء، على حد قولها.

وبينت «خولة الكريع» أن الفحص الجيني باستخدام الحزمة الجينية «أمل» استطاع التعرف على عطب جيني وراثي في حوالى 81% من حالات سرطان المبيض، و63% من حالات سرطان الثدي، من المرضى الذين لا يوجد لديهم تاريخ عائلي للسرطان، لافتة إلى أن الفحص الجيني سيؤدي إلى التعرف على نسبة أكبر من أفراد عائلة المصاب بالسرطان الوراثي، ومن ثم الاستفادة من برامج الوقاية.

جدير بالذكر أن البرامج الوقائية للسرطانات الوراثية أسهمت إلى حد كبير في خفض نسبة الإصابة بالسرطان في الدول المتقدمة في العقد الأخير، التي يعرف عنها صغر متوسط أفراد العائلة، لذا فإن فعالية برامج الوقاية الوطنية من السرطان الوراثي سيكون لها دور أكثر فاعلية وتأثيرا لدى المجتمع السعودي، وذلك من خلال الفحص الجيني لحزمة «أمل»، خاصة أن معدل عدد أفراد الأسرة السعودية ضعف عدد أفراد الأسرة الغربية.

المصدر | الخليج الجديد + الحياة

  كلمات مفتاحية

السعودية علم بحث فريق علمي سرطان اكتشاف السرطان حزمة جينية جينات براءة اختراع