استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أمريكا و«اليونسكو»

الأحد 15 أكتوبر 2017 12:10 م

على الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، نقرأ أنها تأسست عام 1945، وهي تتألف اليوم من عضوية 193 دولة.

تاريخ تأسيس المنظمة أتى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية مباشرة، ويشير إلى الفكرة والغاية من تأسيسها؛ حيث كان العالم، يومها، معنياً بنبذ فكرة الحرب، والصراعات التي تقود إليها، والتأسيس لثقافة التسامح والأخوة بين الأمم، وبناء الجسور بين الثقافات، وهي المهام التي سعت «اليونسكو» جاهدة للعمل في سبيلها.

كان رهان الدول المؤسسة للمنظمة -آنذاك- على الثقافة، في مكانه تماماً؛ بوصفها طريقاً مجرباً في تحقيق التآلف بين البشر، ونبذ الكراهية عبر إشاعة التسامح والتآخي، وما حماية المنجزات الثقافية والفنية للإنسانية من مؤلفات وآثار ومدن عريقة، إلا توكيد بأن في الحضارة الإنسانية رصيداً غنياً من القيم والمبادئ والأفكار، التي تنمي الفطرة السوية للبشر، وتُضيق الخناق على أجواء العداوة والصراع، التي منها تنبثق الحروب عادة.

في إطار الرسالة المناطة بالمنظمة، وانسجاماً مع أهدافها والقيم التي تدعو إليها، اتخذت قرارين مهمين، أولهما قبول دولة فلسطين عُضواً فيها، في إقرار بالحق الوطني الفلسطيني في قيام دولة مستقلة.

وألحقت هذا القرار بإقرار صدر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بأن المسجد الأقصى تراثٌ إسلاميٌّ خالص لا حق لـ«إسرائيل» فيه، ولا لبسط سيادتها على مدينة القدس المُحتلّة، وبالتالي إدانة أعمال الحَفر التي تقوم بها سُلطات الاحتلال في محيط المَسجد الأقصى.

أثار هذا القرار حفيظة وغضب الصهاينة، الذين شنوا حملة واسعة على المنظمة، وجيّشوا اللوبيات الداعمة لهم ضدها، وهذا مفهوم، فأكثر ما يؤرق هؤلاء أن يقف العالم، إن كان على صورة دول أو صورة منظمات دولية مع الحق الفلسطيني الأصيل، ومفهوم أيضاً أن الولايات المتحدة تشعر بنفس مشاعر الغضب ضد المنظمة تضامناً وتعاطفاً مع أداتها الضاربة في المنطقة، أي (إسرائيل).

القرار النزق الذي اتخذته إدارة «ترامب» بالانسحاب من «اليونسكو» يأتي في سياقين، سياسي وثقافي:

الأول يعكسه نهج «ترامب» المتهور في إدارة أشد الملفات الدولية خطورة وحساسية دون حسٍ مسؤول يُفترض في رئيس الدولة العظمى في العالم أن يتحلى ولو بالحد الأدنى منه، ومن مظاهر هذا النهج هو التماهي التام مع السياسات الإسرائيلية، التي لا يهم واضعوها ومنفذوها أن ينزلق العالم نحو أخطر المزالق، طالما كان ذلك يخدم مصالحهم.

أما السياق الثقافي فهو ذاك المنطلق من الفهم الأمريكي للثقافة، الذي لا ينظر إليها كحارسة للقيم العليا، ومرسخة لمعايير التسامي الإنساني والثقافي، وراعية للهويات، وإنما بصفتها صورة من صور الاستهلاك والترفيه والتسطيح، أي كأي شكل آخر من «البزنس»، في نطاق ما يطلق عليه نمط الحياة الأمريكي.

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

  كلمات مفتاحية

اليونسكو انسحاب الولايات المتحدة السياسات الإسرائيلية القدس المسجد الأقصى فلسطين