قرابة 50 قتيلا وجريحا في صفوف الأمن المصري بسيناء

الاثنين 16 أكتوبر 2017 10:10 ص

تواصلت لليوم الخامس على التوالي، الاشتباكات في مدينة العريش، بمحافظة شمال سيناء، شمال شرقي مصر، وسط ارتفاع في أعداد قتلى وجرحى الأمن المصري.

وتفيد البيانات والتصريحات الرسمية الصادرة عن الجانب المصري، بسقوط قرابة 50 قتيلا وجريجا في صفوف قوات الجيش والشرطة، وسط توقعات بارتفاع أعداد الضحايا.

وغالبا ما يتكتم الجيش المصري، على حجم خسائره، وتظهر بياناته أعدادا محدودة من قتلاه، وسقوط عشرات القتلى في صفوف المهاجمين.

وتعد مدينة العريش أكثر البؤر الساخنة في مصر، وهي معقل مقاتلي «الدولة الإسلامية»، وكثيرا ما تشهد هجمات دامية ضد الكمائن الأمنية.

وقالت مصادر أمنية وطبية إن 8 من رجال الشرطة والمدنيين قتلوا، وأصيب 17 آخرين، في اشتباكات جرت صباح الاثنين، وسط مدينة العريش، بين قوات الأمن ومسلحين تابعين لفرع تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف بـ«ولاية سيناء».

واستهدف الهجوم، 3 كمائن، وقوة تأمين كنيسة ماري جرجس في العريش، وفرع «البنك الأهلي» (حكومي) في المدينة، وتمكن المهاجمون من الفرار بعد الاستيلاء على أموال من خزينة البنك.

وأفادت المصادر، أن رجال الشرطة الذين قتلوا، منهم (أمين شرطة محمد عبدالعظيم محمد 35 عاما، ومساعد شرطة محمد خطاب، ورقيب شرطة عبدالله محمد من قوة تأمين فرع البنك الأهلي)، بينما قتل أحد موظفي البنك، وفق صحف مصرية.

ويأتي الهجوم بعد ساعات، من هجمات عنيفة، بدأت منذ الجمعة الماضي، واستخدم فيها عشرات المسلحين سيارات مفخخة وقذائف هاون وسترات ناسفة، في الهجمات التي استهدفت عدة نقاط أمنية.

وقالت مواقع إخبارية تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» إن 14 عسكريا بالجيش المصري قتلوا في هجوم انتحاري لعناصرها بسترتين ناسفتين على مقر الكتيبة 101 شرق العريش، الأحد الماضي.

لكن المصادر الرسمية المصرية، تبنت رواية أخرى، قائلة إن «انتحاريين يرتديان حزامين ناسفين قتلا في اشتباكات مع قوة من الجيش، أثناء محاولتهما اقتحام كمين أمني خلف مقر الكتيبة 101 في مدينة العريش، دون وقوع أي إصابات في صفوف قوة الكمين».

وأمس الأحد، قال بيان الجيش المصري، إن القوات المصرية «نجحت في الساعة 16.30 بالتوقيت المحلي (14.30 ت غ) اليوم (الأحد) بالتصدي لمحاولة إرهابية فاشلة لاستهداف نقاط تأمين بمنطقة القواديس (بشمال سيناء) أسفرت عن مقتل 24 فردا إرهابيا وإصابة فرد آخر وتدمير عربتي دفع رباعي تستخدمهما العناصر الإرهابية».

وأضاف البيان،: «استشهاد ستة أفراد من قواتنا»، وفق المتحدث العسكري المصري.

ومنذ قليل، أفادت «بي بي سي» بارتفاع حصيلة قتلى الجيش المصري في هجوم «كرم القواديس»، شمال سيناء، إلى 9.

 

 

والجمعة الماضي، أقر المتحدث العسكري المصري، العقيد أركان حرب «تامر الرفاعي»، بسقوط قتلى في صفوف الجيش المصري، في هجوم قبيل منتصف ليل الخميس.

وقال «الرفاعي»، في بيان عبر صفحته على «فيسبوك»: «قامت عناصر مسلحة بمهاجمة إحدى الإرتكازات الأمنية بمدينة العريش، مستخدمة القنابل اليدوية والأسلحة النارية وإشتبكت قواتنا معها على الفور، ونتيجة تأثير نيران قواتنا لاذت العناصر الإرهابية بالفرار حاملة عدد من القتلى والمصابين منهم».

وأضاف أنه «نتج عن الحادث استشهاد عدد (6) فرد من قواتنا المسلحة، وجارى تمشيط منطقة الحادث وملاحقة العناصر الهاربة».

وجراء تدهور الوضع الأمني في مدن «شمال سيناء»، رفعت حالة الطوارئ الأمنية إلى القصوى على مستوى جميع الارتكازات وبالمقرات الأمنية داخل مدينة العريش، وقررت السلطات المصرية إغلاق معبر رفح إلى أجل غير مسمى، ما يعزز صحة التقارير المتداولة عن تكبد الجيش المصري خسائر فادحة في المعارك المشتعلة منذ الخميس الماضي.

وتنشط في محافظة شمال سيناء، عدة تنظيمات أبرزها «أنصار بيت المقدس» الذي أعلن في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 مبايعة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وغيّر اسمه لاحقا إلى «ولاية سيناء».

وخلال السنوات الأخيرة، نفذ هذا التنظيم هجمات مكثفة على مواقع عسكرية وشرطية وأفراد أمن في شبه جزيرة سيناء؛ ما أسفر عن مقتل المئات من أفراد الجيش والشرطة.

وفي أغسطس/آب الماضي فقط، بلغ عدد ضحايا الجيش والشرطة في سيناء، جراء هذه الهجمات، 25 قتيلا، و34 مصابا، وفق بيانات نشرها «المعهد المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية».

وتعد كمائن قوات الجيش والأمن المصري، صيدا ثمينا للتنظيمات المسلحة، كونها كمائن «ثابتة» وليست «متحركة» ما يسهل من رصدها ومراقبتها، فضلا عن كونها في مناطق صحراوية مكشوفة لعدة كيلومترات، وليست في وضع جغرافي مميز يمنحها ميزة نسبية عند مواجهة الخصم، كما أنها لا تتمتع بغطاء جوي يوفر لها التأمين الكافي. 

ويدفع الجيش المصري بخريجين جدد يؤدون فترة التجنيد إلى البؤر الساخنة في سيناء، دون دراية بطبيعة الموقع، أو خبرة قتالية، أو تدريب نوعي، ما يزيد من حجم خسائره في مواجهة تنظيمات مسلحة على درجة كبيرة من الخبرة القتالية.

المصدر | الخليج الجديد + صحف

  كلمات مفتاحية

سيناء العريش الجيش المصري ولاية سيناء تنظيم الدولة الإسلامية